بوجي وطمطم وسيارة أميرية ومسرح عرائس.. حالة رمضانية فريدة بشارع الاتحاد في الإسكندرية
“فطوطة، بوجي وطمطم، عم شكشك، فؤاد المهندس”، حالة رمضانية تعود بروحك وذهنك إلى فترة التسعينيات بمجرد أن تخطو قدماك إلى شارع الاتحاد بمنطقة القباري، الذي خلق سكانه حالة بهجة بالزينة الرمضانية بأشكال مجسمة ورسومات على الحوائط وأشخاص يرتدون شخصيات كرتونية.
"بوجي وطمطم وفطوطة"، شخصيات كرتونية قد لا يعلم أبناء الجيل الحديث عنها شيئا، إلا أنها رموز حُفرت بذاكرة مواليد الثمانينيات بشكل خاص، فكانت برامجهم التليفزيونية فقرة يومية ينتظرها الجميع من الصغار والكبار، حتي أصبحوا أيقونة مميزة للحالة الرمضانية، وهو ما جعل أبناء شارع الاتحاد بمنطقة القباري يعيدون إحياء هذه الذكري ويجعلونها نصب أعينهم خلال هذا الشهر الكريم.
قد تظن لوهلة أنك داخل أحد الأحياء للمواطنين ميسوري الحال من الزينة الرمضانية التي تبدو مُكلفة، إلا أن ما يثير دهشتك أنها داخل شارع بواحدة من أبسط مناطق الإسكندرية وسكانها من أصحاب الطبقة المتوسطة والبسيطة.
زينة رمضانية مختلفة لا تخلو من الحس الفني والإبداع الحسي، الذي يلمس وجدانك هنا بشارع الاتحاد، مع كل مشهد تخطو قدماك إليه، جداريات بألوان زاهية، شخصيات كرتونية اشتهرت بتواجدها الرمضاني داخل كل منزل في ربوع مصر، شخصيات كرتونية مُجسدة تستقبل الأطفال والكبار داخل الشارع للسلام عليهم وتهنئهم بقدوم رمضان، وتستقبل الزائرين بالترحيب بهم داخل شارعهم الذي يعتبرونه إمبراطورية خاصة بهم.
عجلة كبيرة تشبه عجلة الأميرات التي نشاهدها في الأفلام، مضاءة بإضاءات تشع بهجة وتجعلك تُصر على التقاط صورة معها، فقد تقف أمامها متسائلا من أين أتوا بهذه العجلة الفريدة المميزة، إلا أنك بالنظر حولها تكتشف أن الحالة المميزة التي عليها الشارع لا يستحيل معها أن تتواجد العجلة الأميرية.
عم عرفان، هو صاحب الأثر الأكبر في هذه الساحة الفنية، وهو الرسام الذي جسد بفرشته هذه الأشكال، والذي سبق وأن عمل رسومات عديدة خلال مناسبات بالأعوام السابقة في شهر رمضان أو الأعياد، إلا أن هذا العام بتعاون أهل الشارع استكمل الرسومات بشكل بارز مميز.
شادر كبير يتوسطه مسرح عرائس، وشادر أكبر في بداية الشارع للاستقبال، هم أيضا نتاج جهود أهالي الشارع، حسبما وضح وليد حموتس، أحد شباب المنطقة، قائلا أنهم كل عام يحاولوا عمل زينة رمضانية بشكل مميز وفريد ولكن هذا العام بتعاون الجميع ظهرت بأفضل أشكالها.
وأضاف "حموتس"، أن تزيين الشارع بهذا الشكل سبقه مجهود استمر لأكثر من شهر، بأعمال نجارة وحدادة ورسومات وخياطة وشراء جميع المستلزمات، مؤكدًا أن التكلفة كانت كبيرة ولكن تشارك فيها غالبية سكان الشارع الذين شجعوا الفكرة.
"نشعر بحالة رمضانية مميزة وكأننا داخل أحد المسلسلات الكرتونية الخاصة بشهر رمضان" قالتها نور محمد؛ قائلة: "ده الشارع بتاعي ودول أهلي وأفتخر".