حكم كثرة المضمضة أثناء الصيام في شهر رمضان
المضمضة أثناء الصيام خلال شهر رمضان وغيره، لا بأس فيه عند الوضوء أو الاستحمام ولا يجب المبالغة في ذلك تفاديا لإفساد الصوم، فمرور أي مياه إلى الحلق يعني إفطار الشخص، ويجب تفادي ذلك.
ووفقا لفتوى لدار الإفتاء المصرية، للدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، فإن الصيام لا يفسد بالاستحمام في نهار رمضان أو الوضوء، لكن يجب مراعاة عدم المبالغة في المضمضة والاستنشاق.
هل يجوز المضمضة أثناء الصيام لغير الوضوء
المضمضة أثناء الصيام لغير الوضوء يجب الحذر فيها لأن مرور الماء إلى الحلق فيه مخاطرة كبيرة، وبعض العلماء قالوا إنها تبطل الصيام حتى لو كانت في الوضوء، وبعضهم كان له رأي آخر، فهذه المسألة فيها تفصيل، نذكره على النحو التالي:
المالكية والحنفية يرون أنه عند المضمضة ووصول الماء إلى حلق الشخص الصائم، فإنه صوم يبطل سواء كان ذلك في الوضوء أو غير الوضوء، وسواء كان هذا الصوم فرضا أو سنة.
الحنابلة يرون أنه عند المضمضة في الوضوء وإذا وصل الماء إلى حلق الصائم، فإن ذلك لا يفسد صومه ولا يؤثر عليه، أما إذا كان في غير الوضوء، فهناك تفاصيل في هذا المذهب بهذه المسألة.
اقرأ أيضًا: تعرف على حكم تقبيل الزوجة في نهار رمضان أو احتضانها
ويقولون إنه إذا وصل الماء عند المضمضة أو الاستنشاق بغير قصد فلا يفطر الصائم، ومثل الوضوء إذا كان المضمضة أو الاستنشاق لتطهير نجاسة أو غيرها، وفقا لهذا المذهب.
ويكون مكروها المضمضة ووصول الماء إلى الحلق بناء عليها إذا كانت بسبب الحر أو الشعور بالعطش أثناء الصيام.
ومن هذه الآراء، تكون المضمضة إذا كانت لسبب مشروع كالوضوء أو التطهر من النجاسة أو غير ذلك من الأمور المماثلة، وإذا ترتب عليها وصول الماء إلى حلق الصائم، فلا يفسد الصوم، أما إذا كانت لسبب غير مشروع فإن الأمر فيه خلاف فبعض العلماء يرى الصيام في هذه الحالة باطلا، وآخرون يرون أنه غير باطل.
والمالكية يرون أن وصول الماء إلى الحلق في الوضوء أو غيره فإن الصيام يبطل بذلك.
حكم بلع الريق بعد المضمضة في الصيام
لا يجب التكلف في مثل هذه الأمور، ويجب الابتعاد عن الوسوسة، فالمضمضة جزء من الوضوء ويقوم بها الصائم بشكل طبيعي، ثم يبصق الماء وبعدها لا شيء عليه، ولا يجب عليه التكلف، فوجود بعض الماء بغير قصد لا شيء فيه بعد أن يبصق الماء الذي وضعه في فمه للمضمضة.
هل يجوز عدم المضمضة في الوضوء أثناء الصيام
المضمضة أحد أركان الوضوء في أحد أقوال العلماء، ويجب القيام بها لكن مع عدم المبالغة، ويجب الابتعاد عن الوسوسة فهي مذمومة، فعلى الصائم أن يقوم بالمضمضة بشكل طبيعي خلال الوضوء، وإذا افترضنا دخول ماء بغير قصد بشكل قليل إلى الجوف فإن بعض الآراء ترى أنه لا حرج عليه ولا يبطل صومه، لكن يجب عدم المبالغة في العموم وعدم الوسوسة في ذات الوقت.
بخاخة الربو أثناء الصيام
وعند الحديث عن حالات طبية مثل الضرورة لاستعمال بخاخة الربو، فإنها تفسد الصوم لأنها تدخل الدواء عن طرق منفذ الفم، وإذا كان المريض مضطرا إليها فعليه الإفطار وليس عليه حرج.
ووفقا لفتوى من داء الإفتاء المصرية، فإن المريض الذي لا يستطيع الاستغناء عن بخاخة الربو في شفائه وعلاجه فله أن يفطر، وقد يصل الأمر إلى وجودب الفطر على هذا المريض إذا كان يخشى على نفسه الهلاك بسبب عدم استعمال هذه البخاخة في حالة الصيام، مهما طال ذلك الأمر.
اقرأ أيضًا: حكم مجامعة الزوجة في ليل رمضان والنوم على جنابة
أما إذا كان الحديث عن المضمضة بسبب العطش والحر، فإن على الصائم أن يتحمل ذلك وله أجر عظيم، فإن الصوم من أفضل العبادات عند الله، وصوم يوم واحد إيمانا واحتسابا وخالص لوجه الله تعالى باعد الله بينه وبين النار سبعين سنة، وفي الحديث النبوي يقول أَبِو سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» أخرجه البخاري.
وتحمل مشقة الصوم إذا كان هناك مشقة، لها أجر مضاعف عند الله تعالى، وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: «إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ» رواه الدارقطني.