شيخ الأزهر يوضح الفرق بين تكريم الأمة الإسلامية وباقي الأمم
يستكمل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صفات الأمة الإسلامية التي وصفها الله بها، في الحلقة الثالثة من برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب".
وقال الدكتور الطيب، إن معنى ما جاء في الآية الكريمة "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ"، أن الأمة الإسلامية ستشهد يوم القيامة على الناس بأعمالهم التي انحرفوا بها عن نهج الصراط المستقيم.
وأكد شيخ الأزهر على أن صفة الشهادة والإشهاد يوم القيامة ليست خاصة بالمسلمين، بل هي صفة عامة تشملهم وتشمل آخرين غيرهم، حتى من أعضاء الإنسان التي تشهد على صاحبها بما قدم من أعمال في الحياة الدنيا، وهو ما يؤكده القرآن الكريم في قوله تعالى " وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ" الآية 69 من سورة الزمر، وقوله تعالى " يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".
وأوضح الدكتور الطيب في الحلقة الثالثة من برنامجه "الإمام الطيب"، الفرق بين شهادة الأمة الإسلامية وغيرها، حيث أن شهادة الأمة عامة تشمل كل الأمم وهو ما جاء في قوله تعالى "لتكونوا شهداء على الناس"، وجعل الله على هذه الأمة شهيد واحد وهو رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
ويبين الإمام الطيب الفرق بين تكريم الأمة الإسلامية، ودعاوى التكريم الأخرى لبعض الأمم والشعوب، فهي خير أمة أخرجت للناس مصادقًا لقوله تعالى " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"، بسبب ما تدعو إليه من فضائل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما تتحلى به من الإيمان بالله تعالى.
ووصف الله تعالى الأمة الإسلامية بأنها خير أمة، هو تكريم إلهي لا حدود لشرفه وعزته، وخيرية هذه الأمة مشروطة بتطبيقها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإيمان بالله وكتبه ورسله.
أما دعاوى التكريم الأخرى لبعض الأمم أو الشعوب التي ما زالت تؤمن بأن الله اختارها بين سائر الشعوب، لا من أجل نفع الإنسانية وخيرها، ولا من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنما أجل عنصر هذا الشعب وانتقاء الله إياه دون سائر الشعوب.
وقال الشيخ أحمد الطيب، إن الوصف بالخيرية هو نتيجة مهمة معينة وثمرة دور محدد، وليست عنصرية ولا عرقية، وأكد أن الرسالات السماوية جميعها أقرت سواسية الناس كأسنان المشط، ولا فرق بين إنسان وآخر أو أمة وأخرى إلا بالعمل الخيّر، وأن المعيار الوحيد هو عمل الخير لصالح البشرية.