"أخويا المُسلم أنا بحبك".. زوجان قبطيان يوزعان فوانيس بالفيوم: هدفنا رسالة حُب (فيديو وصور)
"أخويا المُسلم أنا بحبك، رمضان كريم".. تلك الكلمات هي شعار مبادرة لزوجين قبطيين، وخادمين بالكنيسة الإنجيلية بالفيوم، قررا تصميم هدايا رمضانية محفورة عليها تلك الكلمات، ورسما بجانبها الهلال و الصليب، من أجل المحبة، وقاما بتقديمها بشكل مُفاجئ على المسلمين في الشوارع والمحال، بمناسبة شهر رمضان المُبارك، بهدف توصيل رسالة حُب للجميع.
ميرا عادل ورامي ناجح، رسما البسمة على وجوه المسلمين، بتوزيع الهدايا الرمضانية بشكل عشوائي على المواطنين، وأطفال الشوارع، وقاما بتوثيق هذه اللحظات بالتقاط الصور والفيديوهات مع المسلمين، بدأت فكرتهما من خلال مشاهدتهما مقطع فيديو عبر "التيك توك"، لشاب مصري يوزع الفوانيس الصغيرة على المواطنين، فقررا أنّ يطورا الفكرة على طريقتهما الخاصة.
القاهرة 24 .. التقى عبر الهواء مباشرةً رامي ناجح، وميرا عادل ودار معهما الحوار التالي.
قال رامي ناجح، 33 عامًا، خادم بالكنيسة الإنجيلية بالفيوم، وصاحب فكرة المبادرة، إن بداية الفكرة كانت من خلال مشاهدة فيديو على التيك توك، لشاب يوزع الفوانيس الصغيرة على المارة في الشوارع، فقررت أنا وزوجتي ميرا، أنّ ننفذ مثل تلك المبادرة على طريقتنا الخاصة، بهدف نشر الحُب بعنوان،"أخويا المُسلم أنا بحبك"، فقررنا عمل ميداليات على شكل فانوس مدون عليها من الجانبين، "رمضان كريم مع رسومات الهلال والصليب"، والجانب الآخر "أخويا المسلم أنا بحبك".
وأضاف ناجح، لـ"القاهرة 24"، قصدنا أنّ تكون الهدية بحجم صغير، لكوننا في زمن كورونا، ومن الطبيعي أنّ نسلم بظهر اليد احترازًا من الكوفيد، فقررنا النزول إلى الشارع، ونُسلّم بطريقة كف الكورونا، ونفاجئ من خلالها المُسلمين بفتح اليد، وداخلها الهدية البسيطة.
و لفت رامي ناجح إلى، خُضنا التجربة أولًا على الجيران، ثم الشارع المقيمين به، ثم تطرقنا وتجولنا إلى معظم شوارع مدينة الفيوم، ووجدنا محبة وردود أفعال جميلة ورائعة، وردود أخرى غير متوقعة.
وأضاف "عندما وجدنا رد فعل رائع من الشارع الفيومي، قررنا أنّ ننفذ كميات أكبر عند صاحب تصنيع الفوانيس، لدرجة لم يتوفر له الوقت أنّ يُنفذ كامل الكمية الأخرى، لأن الوقت كان محدد، فساعدنا بتنفيذ الكميات المطلوبة، وقام بطبعها، وطلب مننا تنفيذ التقفيل النهائي، لعدم توفر الوقت لديه تزامنًا مع الموسم الرمضاني، فأخذنا الماتريال المطبوعة، و التصميمات، وفاجأت أسرتي أنا و ميرا: "دخلنا عليهم بالأدوات، وكلنا بروح جميلة قررنا ننفذ الفوانيس مع بعض في بيت العائلة"، وجدت رد فعل من والدي رائع وقال لي"أعمل حساب صحابي لازم أعيد عليهم".
وتابع رامي ناجح: والدتي تولت تنظيف الميداليات، قبل اللصق، وميرا وأنا ووالدي قمنا بلصق الميداليات وتقفيلها وتجهيزها للتقديم.
وأشار ناجح، إلى عندما خُضنا التجرية على أرض الواقع، رأينا انطباعًا رائعًا ومحبة لا توصف، وكنا سُعداء بالمبادرة أنا وميرا، حيث وجدنا تعليقات من مستخدمي السوشيال ميديا، فرحتنا وأسعدتنا، فقررنا توزيع هدايا أخرى على جميع من قاموا بإدخال الفرحة علينا من خلال تعليقاتهم على المبادرة، "يقولوا لنا مكانهم فين وهنوصلهم الهدية لحد مكانهم".
ولفت إلى، أنّ الهدف من المبادرة تقديم رسالة حُب، قصدنا الفوانيس لأطفال الشوارع والباعة الجائلين كفرحة تغمر قلوبهم، أما الميداليات، المدون عليها كلمات المحبة قصدنا نعطيها للآخرين، حيث وجدنا سعادة وفرحة في عيونهم لا توصف.
ومن أبرز مواقف المبادرة، قال ناجح:"رد فعل شيخ بشارع البوستة، ابتسم جيدًا عندما قدمنا له الميدالية، وجدت في وجهه سعادة لا توصف، و شخص آخر قام بتقبيل الهدية".
وعن بداية الإنطلاقة، قال ناجح، المبادرة انطلقت من شارعنا بحي الجامعة، وفي أنحاء جامعة الفيوم، وكلية التربية، وعندمات وجدنا السعادة على وجوه المسلمين، قررنا نتطرق لباقي الشوارع والمناطق، ومنها إلى شارع البوستة والسواقي ووسط البلد والصوفي، نسقنا معًا التوزيع، وزعت على الشباب والرجال والأطفال وميرا تولت التوزيع على السيدات.
وفي ختام كلامه أكد رامي ناجح، لم نرى أية سلبيات في مبادرتنا، ولم نجد سوى الإيجابيات فقط، كما أنّ المبادرة أعطت لنا تحفيزًا عاليًا ، وسنفكر في مبادرات أخرى".
أما ميرا عادل، 29 عامًا، من الإسماعيلية، تركت مقر إقامتها من أجل "عش الزوجية"، و المحبة التي جمعتها بزوجها"رامي ناجح"، للاستقرار في الفيوم، فلا غريب عليها المحبة التي نشرتها داخل قلوب الفيومية و الابتسامة التي رسمتها على وجوه الأطفال قبل الكبار، بتوزيع الهدايا الرمضانية بمناسبة الشهر الكريم.
فكانت ميرا عادل، صاحبة فكرة الميداليات، وتدوين رسالة الحب عليها، والتي حملت كلمات "أخويا المُسلم أنا بحبك"، على أحد جوانب الميدالية، ليكون الوجه الآخر"رمضان كريم وهلال وصليب".
قالت ميرا عادل، لـ"القاهرة 24"، إن الهدف من المبادرة :" تقديم وإظهار الحب اللي جوانا لإخواتنا، ولم نواجه أي موقف محرج، ووثقنا اللحظات الجميلة، كنت بصور رامي وقت التوزيع، وهو يصورني، فضلاً عن التقاط الصور التذكارية، وتصوير الفيديوهات السيلفي".
أضافت ميرا، أنّ مصطفى مُنفذ أشكال المبادرة، أعجب بفكرتهما جيدًا، و قام بإهدائها فانوس رمضان، للوحدة الوطنية، مما نال إعحابها كثيرًا.
وتابعت عادل، من أجمل مواقف المبادرة، وقت انتظار الإشارة و انتظارنا بالسيارة، وجدنا طفل ينظف السيارات، فقدمنا له، "فانوس"، ورد الطفل قائلًا:" يارب تجيبوا توأم، الدعوة فرقت معانا جدًا لإننا في انتظار الأطفال مُنذ 8 سنوات، كانت أحلى دعوة وفرقت معنا جدًا".
وأعربت ميرا في ختام حديثها، عن مواقف المُبادرة التي ستظل في ذاكرتها دائمًا،:"من ضمن المواقف التي لن أنساها أبدًا، ابتسامة بنت عندما قدمت لها الهدية، وسيدة قامت بتقبيل الميدالية، ومشيت معايا الشارع كله تشكرني وتحفزني فرق معايا ردود الأفعال ودعاهم".