"أتمنى دمجنا كأطفال ضعاف السمع في المجتمع".. قصة أول وأصغر شيف بالوطن العربي من ذوي الهمم
لم يكن ضعف السمع عائقا أمام طفل ولد لأم مثابرة، شجعت وساندت ليكون طفلها سابقا عن سن زملائه في نفس الصف، منى شكري، مهندسة، حاصلة على بكالوريوس حاسبات ومعلومات، ووالدة أصغر شيف في مصر.
تقول الأم:" بعد اكتشاف ضعف السمع، بدأت فى دراسة التربية الخاصة، وحصلت على ماجستير تربيه خاصة ودبلوم متخصص في ضعف السمع وزراعه القوقعة، بجانب شهادتي الأصلية وهي البرمجيات".
اكتشفت الأم ضعف السمع لدى ابنها وهو في سن العامين، ثم ارتدى السماعات الطبية لمدة 4 أعوام، ولكنها لم تجد نفع، ولم ينطق حرفا، لذا انتقلت لأكثر من مدينة باحثة عن حلول طبية، حتى تمت زراعة القوقعة في عمر الست سنوات.
تضيف الأم: "بعدها بدأت في تدريبات وتأهيل وتخاطب، وكانت بداية دخوله مجال الطبخ، وهو في سن الأربع سنوات، حيث كان دائم المساعدة لي، من خلال تجهيز الأكلات البسيطة، مثل المعجنات والبيتزا والبان كيك والواڤلز".
وتابعت:" بدأ بعدها يشاهد بعض الشيفات فى التلفزيون ويقلدهم، ويتمنى أن يصبح مثلهم، ثم بدأ يقلد أنه شيف وبيطبخ، وبعدها طلب مني أن أصوره فيديو، لكي يشاهده الناس على مواقع التواصل، وعندما وجد تشجيع كبير من الناس، استمر في تقديم الوصفات، وتم تدشين صفحته الخاصة عبر فيس بوك، حتى يتواصل مع المتابعين من خلالها".
شاركت الأم في عدة مبادرات، منها مبادرة توعية بذوي الهمم، وحصلت على المركز الأول على مستوى محافظه دمياط، كما تم تكريمها في مبادرة "أمهات تحدين الصعاب عن ضعاف السمع".
بينما شارك الطفل الذي يبلغ 10 سنوات، في مسابقة "مطبخ أمهات دمياط" كأصغر شيف، وتم تكريمه كأصغر الشخصيات المؤثرة في دمياط، بالإضافة إلى كونه أول شيف فى مصر من متحدي ضعاف السمع، من أكاديمية يونايتد شيفز، وأصغر شيف في مصر من أكاديمية ماستر شيف، كما حصل على لقب أصغر شيف في الوطن العربي من جريدة عالم النجوم وأصغر كاتب شيف في مجلة سحر الحياة العربية.
وعن أصعب المواقف التي تواجهه، يقول: التنمر على ضعف النطق، والتواصل اللغوى وصعوبه فهمى، ولكنى مستمر فى التقديم وأتمنى أن تصل رسالتى فى دمجنا كأطفال ضعاف السمع فى المجتمع".
يحلم " ياسين" في تقديم برنامج تليفزيوني، حيث يقول: "أتمنى أن يصبح عندي أول برنامج تليفزيونى لدعم الأطفال والشباب الموهوبين وإظهارهم للمجتمع، بالإضافة إلى امتلاكي مطعم فى المستقبل.
ووجهت الأم رسالتها للمجتمع، فقالت:" كل حلم يمكن تحقيقه بالصبر، ولا يوجد عائق أمام إنسان طموح يحمل رساله صادقة ويؤمن بها، وبتمنى كل الأمهات تظهر أولادها للمجتمع بدون خوف من التنمر، لكي نحارب من أجل حقوقنا".