الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

غربة في شهر ألفة.. كيف تمر أيام شهر رمضان دون وجود الأهل؟

الغربة- أرشيفية
تقارير وتحقيقات
الغربة- أرشيفية
السبت 17/أبريل/2021 - 04:27 م

بين ثنايا الطرقات وذرات الهواء ونسيم رمضان وروحانيات الصيام، أصوات ألفناها تميزت بها مصر عن غيرها حتى حكم على مفارقها بالحرمان منها، ضجيج الشوارع بصخب الأطفال اللاعبين، لمعان الزينة حين تداعبها أشعة شمس النهار، نغماتها حين يحركها نسيم هواء رمضان الفريد، لحظات اجتماع العائلة في انتظار على طاولة الإفطار، وصوت "المسحراتي" العذب مناديا "اصحى يا نايم.. وحد الدايم", جميعها أمور حرم منها "محمد يوسف وحسين فراج ولينا فؤاد" وأمثالهم ممن حكم عليهم الزمن بالابتعاد عن أهلهم لأسباب سطرتها ظروف حياة كل منهم، القاهرة 24 يرصد نماذج لقصص غربة في شهر ألفة.

"الوحدة صعبة وبالأخص الغربة حتى لو معاك أصحاب".. كلمات استهل بها محمد يوسف، 26 عاما وأحد المغتربين للعمل في التجارة بالكويت، حديثه لـ"القاهرة24"، معبرا بها عن ما يعتريه من مشاعر الحنين لأهله ووطنه، خاصة في رحاب شهر لطالما اعتاد التفاف أهله حوله فيه، فلم يعد يستشعر طعمه بعد فقدان لمته، في إشارة منه إلى أن لمة العائلة لا تعوض وليس لها شبيه حتى في وجود الأصدقاء. 

الشاب محمد يوسف

تلعثم وصعوبة في وصف الشعور اختبرهما "محمد" حال الحديث عما يعيشه في الوقت الراهن، معللا أن وجود أهله بجواره وحديثه معهم وسماع صدى أصواتهم  يبعث في روحه نوعا من الطمأنينة والأمان، خاصة في شهر رمضان, حيث لم يعتادوا الفرقة فيه أبدا بخلاف غيره من الأشهر، فربيع رمضان لا يتكرر على حد وصفه.

"وحشني طبخ أمي ودلوقتي بطبخ لنفسي وأوقات كنت بخترع في المطبخ"، جملة ممزوجة بالمزاح قالها صاحب العقد الثالث معبرا بها عن كيفية معايشة الرجل لحياته دون أم.

الغربة في رمضان 

وعن موقف أهله من حاله فقد وصفه الشاب العشريني بـ"الصعب"، حيث تتمنى الأسرة وجوده بجوارهم خاصة بعد فقدان الأب في حادث سير الشهر الماضي, مضيفا أنه اعتاد الحديث معهم يوميا للاطمئنان عليهم, وأيضا في محاولة منه لمعايشة روحانيات رمضان بطعمها المصري.

لم تكن الغربة جلاد محمد وحده، فحاله حال الكثيرين الذين لم يكونوا حاضرين حين وزعت الظروف تـأشيرات نعيم الإقامة في أحضان الأهل، ما دفع "حسين فراج"، 32 عاما، صاحب مقهى بالكويت، للبعد عن زوجته وأطفاله لسنين؛ حتى يتمكن من توفير متطلبات حياتهم؛ ليكون له نصيب من اختبار صعوبة إحساس الغربة والشوق لذويه في وقت اعتاد تجمعهم حوله.

الشاب حسين فراج

“إحساس وحش”، جملة صغيرة تحمل معاني كبيرة قالها "فراج" خلال حديثه لـ"القاهرة24"، معبرا بها عما ينتابه من حزن في بعده عن أسرته وشدة شوقه لهم، بعد أن كتب عليهم "كورونا" عدم الاجتماع بوقفه للطيران. 

 

 وبالحديث عن حاله دون أسرته شبه "حسين" يومه بعقارب الساعة، في إشارة منه إلى الملل وعدم حدوث جديد، حيث يعيش نفس الأحداث كل يوم كما تمر عقارب الساعة في نفس الأماكن كل دورة، معبرا هنا عن اشتياقه لأسرته وما يختبره معهم من أمور رغم بساطتها إلا أنها تعني له الكثير.

على غرار محمد وحسين، يوجد من اختار الغربة أيضا لكن في بلده, فهناك ما يقارب 3 ملايين طالب وطالبة يدرسون في 27 جامعة حكومية موزعة بكافة محافظات الجمهورية حسب تصريحات وزير التعليم العالي، الدكتور خالد عبد الغفار، يتخبرون العيش دون أهلهم، في سبيل تحصيل العلم.

الوحدة في الغربة

لا يختلف حال الطلاب المغتربين كثيرا عن من غادر البلد تماما، فالبعد عن الأهل في وقت لم يعتد الشخص البقاء منفردا هو في حد ذاته غربة.

عن ذالك تقول لينا فؤاد, طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة في عامها الثاني, في كلامها لـ"القاهرة 24"، إن الحال أشبه بالكابوس الطويل, حيث لم يكن صراعها مع الغربة وليد هذا الشهر, بل خلق مع إعلان التنسيق ومعرفتها بأمر الاغتراب, موضحة أن الأمر أكثر ألما هذا الشهر تحديدا حيث لم تكن تتوقع ذالك فهي المرة الأولى التي تشهد فيها مصر استمرار كافة المراحل التعليمية منذ الابتدائية وحتي المرحلة الجامعية خلال شهر الصيام، وخاصة في ظل انتشار الموجة الثالثة من فيروس كورونا.

وأشادت لينا بدور الصداقة الحقيقية في عبور مثل هذه الأزمات، حيث اعتبرتها دواءا لمرض البعد عن الأهل الذي تعاني منه منذ عامين، نظرا لشدة تعلقها بوالدتها.

تابع مواقعنا