في مديح القطائف.. كيف رأى الشعراء أهم حلويات رمضان؟!
القطائف من أشهى الحلويات التي ترتبط بالمائدة في شهر رمضان المبارك ويعود تاريخها إلى العصر العباسي وأواخر العصر الأموي، في حين يذهب البعض إلى أنها تعود للعصر الفاطمي، حيث كان يتنافس صناع الحلوى لتقديم ما هو أطيب، وقد ابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات، وقدمها بشكل جميل مزينة في صحن كبير ليقطفها الضيوف. ومن هنا اشتق اسمها "القطايف".
وبسبب لذتها وحلاوة مذاقها فقد نالت اهتمام الشعراء في شعرهم ففي كتاب معجم رمضان للكاتب فؤاد مرسي ينقل لنا وصف الشعراء القطائف ورصدهم لإقبال الناس عليها، إضافة إلى اهتمام الناس بحشوها وغمرها بعد القلي في دهن الجوز.
يقول الشاعر سعد الدين بن عربي عن القطايف:
وقطايف مقرونة بكنافة
من فوقهن السكر المذرور
هاتيك تطربني بنظم رائق
ويروقني من هذه المنثور
وفي تفضيلها على الكنافة يقول:
قل القطائف للكنافة ما
بالي أراك رقيقة الجسد
أنا بالقلوب حلاوتي خشيت
فتقطعي من كثرة الحسد.
ومن الطرائف الشعرية المرتبطة بالقطائف، هذه الشكوى المنظومة التي رفعها المصريون للمحتسب في القرن العاشر الهجري، حين ارتفعت أسعار الكنافة والقطائف وغيرها من الحلواء التي تصنع في رمضان:-
لقد جاء بالبركات فضل زماننا
بأنواع حلوى نشرها يتضوع
حكتها شفاء الغانيات حلاوة
ألم ترني من طعمها لست أشبع
فلا عيب فيها غير أن محبها
يبدد فيها ماله ويضيع
فكم ست حسن من أصابع زينب
بها كل ما تهوى النفوس مجمع
وكم كعكة تحكي أساور فضة
وكم عقدة حلت بها البسط أجمع
وكم قد حلا في مصر من قاهرية
كذاك المشبك وصله ليس يقطع
وفي ثوبه المنقوش جاء برونق
فيا حبذا أنوار حين تسطع
قد صرت في وصف القطايف هائما
تراني لأبواب الكنافة أقرع
فيا قاضيا بالله محتسبا عسى
رخص لنا الحلوى نطيب ونرتع.
القطائف أم الكنافة
ويقول الشاعر المصري أبو الحسين الجزار عن القطايف ويجعل أكل الكنافة أهم عنده من علاقته بالنساء:
تالله ما لشم المراشف
کلا ولا ضم المعاطف
بألذ وقعا في حشا
ي من الكنافة والقطايف
وأبو هلال العسكري له شعر في تفضيل القطايف على الكنافة منه يقول:
كثيفه الحشو ولكنها
رقيقة الجلو هوائية
رشت بماء الورد أعطافها
منشورة الطي ومطوية
كأنها من طيب أنفاسها
قد شرقت من نشر "ماويه"
وفي تفضيلها على الكنافة - كذلك- يقول الشاعر المملوكي السراج الوراق:
قطائفك التي رقت جسومة
لماضغها کم کثفت قلوبا
کغیم رق لكن فيه قطر
غدا القفر الجديب به خصيبا
ومن طرائف الشعر في تعود الأسرة المصرية على التهادي بالقطايف، يقول الشاعر:
أقول وقد جاء الغلام بصحنه
عقيب طعام الفطر يا غاية المنى
بعيشك قل لي جاء صحن قطايف
وبح باسم من أهوى ودعني من الكنا
ويقول: رعى الله نعماك التي من أقلها
قطائف من قطر النبات لها قطر
أمد لها كفي فتهتز فرحة
کما انتفض العصفور بلله القطر
