11 قصة للكاتب عاطف محمد عبد المجيد
1
كان كلما رآه شد على يديه، مُثمنًا مجهوداته وتجربته التي يخوضها منفردًا، دون عون من أحد. حين أُتيح له أن يساعده، لم يعد يرد على رسائله، حتى تلك التي أرسلها إليه بغية الاطمئنان عليه.
2
حين رأت وزنه ينقص شيئًا فشيئًا، وأصبح أكثر نحافة من ذي قبل، سألته عن السبب، هي التي اعتادت، دون أن تعرف ودون أن يخبرها، أنها تهاتفه دائمًا وقت جلوسه إلى الطعام، وما كان منه إلا أن يترك الطعام ليقتات على حديثه معها.
3
في مناسبة ما، أرسل إليها صورة مكتوبًا عليها " العيد أحلى مع أهلي وناسي " قائلاً لها إنها على لسانها. لكنها ردت عليه قائلة: " والله حبيبي هوّ وِحِش من غيرك، عشان أنت كل أهلي وناسي."
4
يذهبونَ إليْهِ وقْتما شاءوا، يُلقون في أعماقهِ أسْرارَهم وهمومَهمْ، ثُمَّ يُغادرونهُ سُعداءَ، بعْدما تخلّصوا ممّا كانَ يُحْزنُهم.فيما يَبْقى هو حزينًا للأبد، بما يَكْتمُ داخلهُ مِنْ أسْرارْ.
5
ذات قرار أخبر نفسه قائلاً:
ربّما أسْتطيع الليلةَ أنْ أُرتّب أوراقي، أنْ أتّخذ قراري الذي تأجّل كثيرًا.
ربما أفعل هذا هذه الليلةَ، شرط أنْ أجدني لحظتها.
6
على الرغم من أنه متأكد تمامًا من أن صديقه، قد غادر إلى مثواه الأخير أمام عينيه، إلا أنه لا يزال يتصل به يوميًّا، طامعًا في رده عليه ذات اتصال.
7
صباحًا، يصحو لاعنًا الروتين والوظيفة، التي لا تترك له فرصة للنوم كما يشتهي..
لاعنًا كذلك نفسه، إذ لم يستطع منها فكاكًا.
غير أنه يهدأ تمامًا، بعد أن يتأكد من استحالة وجود حل بديل.
8
كان طوال حياته يُجيد ارتداء الأقنعة، كان مُعلِّمًا بارعًا، في مسائل تغيير الأوجه،
بكل يُسْر وسهولة.
لحظة أن مات، لم يعرفوا أي عينين، تحديدًا، من أعينه يُسْبلون..!
9
هُيّيء له أنه يسمع طَرَقات شخص على الباب، نهض مسرعًا ليفتحه أمام ذاك القادم.
لكنه حين مدَّ يده ليمسك بمقبض الباب، وجد نفسه يمسك بالعراء..!
10
كان قدْ اعتاد على أنْ يُمرّن نفسه، كلَّ صباح، على تفادي الصدمات اليومية،
الكوارث التي تحط عليه فجأة، من دون استئذان.
منذ فترة، لم يعد يتمرن على تفاديها، بل على كيفية تلقّيها بصدر رحب.
11
على الرغم من تلقّيهِ سيولًا من التهاني، وألوفًا من الأمنيات بعام جديد سعيد،
إلا أنه لم يشعر بأن أحدًا قد هنأه قط، إذ لم يتلقَ بَعْدُ التهنئةَ التي ينتظرها.