الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"ابنك رايح مش راجع يا رجاء".. آخر كلمات والد ثاني شهيد شرطة بفض اعتصام رابعة

شادي مجدي ثاني شهداء
حوادث
شادي مجدي ثاني شهداء فض اعتصام رابعة والنهضة
الإثنين 19/أبريل/2021 - 10:48 ص

تخرج شادي مجدي، ثاني شهداء "فض اعتصام رابعة والنهضة"، من كلية الشرطة عام 2004، والتحق بالعمليات الخاصة، نظرًا لشجاعته وقوته في مواجهة أي خطر دون خوف أو تراجع، وأيضًا لكفاءته العملية، كما شارك في العديد من المأموريات وتأمين العديد من المنشآت أثناء الفوضي التي شهدتها مصر عقب أحداث يناير2011، والتي استغلتها جماعة الإخوان لنشر أعمال العنف في البلاد بهدف الاستحواذ علي السلطة، ما أدى لإصابته ثلاث مرات.


شادي مجدي، استشهد خلال فض اعتصام رابعة، خلال مشاركته في عمليات الفض، والتي تم اختياره لها، بفضل شجاعته المعروفة عنه، وتزامنًا مع عرض مسلسل “الاختيار2” وأحداث "فض الاعتصام" التي جسدتها الحلقة الخامسة، التقى "القاهرة 24"، بوالد الشهيد ليروي تفاصيل استشهاد نجله، موضحًا أنه من اختار له عمله في العمليات الخاصة، وأن شادي كان يتمنى أن ينال الشهادة في كل مهمة يُكلف بها.

وأضاف أنه أصيب في ثلاث مأموريات من قبل، في جبل الحلال عام 2005 لحظة انفجار عبوة تحت المدرعة الخاصة به، وأسفرت عن إصابته في العمود الفقري، ولم يخبر أهله حتى لا يقلقوا عليه، ولكن بعد إجراء العملية أخبرهم بكل شيء، وأثناء محاكمة الرئيس المعزول "حسني مبارك"، تعرض لمشادة بينه وبين أحد الأشخاص أسفرت عن إصابته بسلاح أبيض"مطواة"، تحت "ذقنه"، وفى أحداث بورسعيد التي استشهد فيها زميله النقيب "كريم وجيه"، من قبل أحد المسلحين، وحينها قرر شادي أن يأخذ بالثأر لكريم وزملائه الشهداء، أو يكون شهيدًا مثلهم.

أما عن يوم "فض اعتصام رابعة"، وهو يوم استشهاده، فقد ذهب شادي للقائد "مدحت الشناوي"، ليخبره أنه يريد أن يشارك في عملية الفض، وحينها رفض الشناوي ليخبره: "أنت كل مأمورية تطلعلي منها مُصاب، خليك المرة دي"، لينفعل شادي ويردد "يا اطلعها.. يا أقدم استقالتي"، فوافق الشناوي أن يشارك في العملية.

 


أبلغ شادي والديه أنه سيشارك في عملية فض اعتصام رابعة، فجر أغسطس 2013، وكانوا قلقين للغاية عليه وقال له والده: "خليك عارف إن الناس دي عارفة هي بتعمل إيه، وانتوا لو دخلتوا مش هتطلعوا، دول محاوطين كل العماير ووضعكم في منتهي الخطورة، خلوا بالكوا من نفسكوا ربنا يحميكوا".

واستكمل الأب: "قبل ما ينزل قولت لوالدته يا رجاء شادي مش راجع"، وقد أصابها الذُعر وأحاطها الخوف والقلق، وكانت تدعو له أن ينجو ويكون بخير، وأن يحفظ الله البلد وشعبها، ثم قام بالاتصال بي ليبلغني بأنه قام بالقبض على قيادات إخوانية، وهم معه بالمدرعة الخاصة به، ولكن انقطع الاتصال ثم تفاجأت باستشهاده عن طريق موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وللأسف كنت بحاول أعمل إني مش شايف وإن أكيد دا واحد تاني مع إني عارف إن مفيش غيره شادي اللي مشارك في عملية الفض"، وقال والده إنه أخفى خبر استشهاه عن والدته حتى لا يصيبها مكروه، ولكن لم يستطع أن يخفي الخبر لوقت طويل حتى علمت.

وتابع والد الشهيد: "قولتلها متعيطيش أرجوكي..أنتِ عارفة أنه كان بيتمنى الشهادة طوال الوقت لحد ما نالها..ابنك مات شهيد شريف"، وذكر مجدي أن الإخوان كانوا مسيطرين على الممررات في منطقة رابعة العدوية، وهي المنطقة السكنية لديه، وعندما علمت بخبر الاستشهاد وبلغني قائد العمليات الخاصة بأن أحضر إلى مستشفى مدينة نصر حتى أتسلم الجثة، كان الوضع سيئًا وعانيت حتى استطعت أن أخرج من المنطقة بهدوء دون أن يراني أحد من جماعة الإخوان حتى لا يلحقوا بي الأذى أنا وزوجتي، وعندما وصلت المستشفى وتأكدت أنها جثة ابني، انهرت بالبكاء عندما شاهدت الطلقات النارية التي أصيب بها، "مشهد لم يُنسَ حتى الآن".
ومن جانب آخر ذكر الوالد أن هيثم الأخ الذي يصغر شادي بـ7 سنوات، والذي كان يعمل كضابط بسيناء، أنه لحظة بلوغه باستشهاد شقيقه من خلال الجهاز، أسرع في الحضور فورًا للمنزل ليستعد للجنازة، وحينها تعرض لسطو أثناء عودته استمر نحو 12 ساعة، من قبل جماعة الإخوان، الذين قاموا بإيقاف المركبة "ميكروباص"، التي كان بها، قائلين لكل الرُكاب: "أي ضابط جيش أو شرطة أو عسكري، ينزل عشان مش هيروح بيته"، وأصابه الذُعر وقتها، وجاء في خياله مشهد جنازته هو وشقيقه، وموقف أهله والحزن الذي كاد أن يطغي عليهم، ثم أسرع بالقيام بحيلة لخداع الجماعة واستغني عن بطاقته حتى لا يتعرفون علي هويته وعن سلاحه بطريقة حرفية، وبعد ذلك حدثت مشادة كبيرة بين بعضهم البعض حتى انشلغوا عن جميع الرُكاب، وتمكنوا من الهرب.


وقد سيطر البُكاء علي الوالد مجدي، عندما تذكر معاناة والدة شادي بعد وفاته وإصابتها "بسرطان العظام"، الذي لم يكن له دواء، وذلك حُزنًا عليه، مما أثر نفسيًا عليها وكانت تعاني منه لسنوات طويلة حتي توفيت.
وذكر والد الشهيد أن نجله لديه طفلة تسمى فريدة، وتبلغ من العمر 11 سنة، مضيفًا: "العلاقات الإنسانية في وزارة الداخلية لم تتركنا لحظة، وهناك رعاية كاملة لنا ولكل أسر شهداء الشرطة".

تابع مواقعنا