"3 حوادث في 25 يومًا".. قضبان السكة الحديد تشكو الإهمال بطريقتها الخاصة وأبرياء يدفعون الثمن
بين تهالك نظم الإشارات الكهربية وتدهور حال القضبان، إضافة إلى عدم تحديث البنية الأساسية للسكك الحديدية وكذلك العربات والجرارات، فضلا عن أخطاء العنصر البشري، تعيش هيئة السكك الحديدية حالة من الصبر على الإهمال الشديد الذي يعتريها منذ ما يتخطى الـ40 عاما، حتى فاض بها الكيل معبرة عن حاجتها لمد اليد العون في الإصلاحات؛ فنطقت بلسانها الخاص مفتعلة عددا ليس بقليل من الحوادث المتكررة في فترة لم تتعدَ الشهر، خلفت وراءها الكثير من الدماء والجثث، لتلفت بذلك النظر إلى وجوب تخليصها مما خلفه فيها الزمن، وهو ما يسعى الجهاز الوزاري الحالي لتحقيقه منذ توليه المنصب.
إصلاحات كثيرة شملتها خطة الوزارة لتطوير منظومة السكك الحديدية، منها ما هو تحت الإنشاء ومنها ما لم يحن وقته، لم تكن كافية لإبطال ثورة قضبان السكك الحديد، حيث تربع عدم اكتمال منظومة التطوير حتى الآن على عرش الأسباب المؤدية إلى ازدياد حوادث القطارات في الفترة الأخيرة، فضلا عن عدم تعاون العنصر البشري في الحفاظ على ما بقي منها سالما أو المساعدة في تطويرها، حسب تصريحات خبراء.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور حسن عبد الظاهر مهدي، أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، أن الجهاز الوزاري الحالي لم يدخر أي جهود في تطوير منظومة السكة الحديد بشكل كلي بعد تعرضها للإهمال لأكثر من 30 عاما، مشيرا إلى أن الأمر ليس بالسهولة التي يظنها الناس.
ولفت إلى سبب عدم اكتمال خطة التطوير حتى ذلك الوقت بقوله إن ميكنة الجرارات والإشارات وتجديد العربات وتطوير المزلقانات الخطرة وغير ذلك، جميعها مشروعات بدأت الدولة تنفيذها في السنوات القليلة الماضية بالفعل، وكلفت الدولة المليارات، إلا أنها لم تنتهِ منها حتى الآن، نظرا لصعوبة التنسيق بين استمرار سير خطة العمل الطبيعي للقطارات وتنفيذ الإصلاحات في نفس الوقت.
وعن أسباب الحوادث المتكررة التي تعاني منها السكة الحديد خلال الأسابيع القليلة الماضية، قال أستاذ الطرق والنقل بجامعة عين شمس إن غياب الضمير والوعي عن العنصر البشري من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تلك الحوادث، فضلا عن المشاكل التي تعاني منها السكة الحديد بعد هذه الفترة الطويلة من الإهمال، مؤكدا أنه بمجرد إتمام خطة التطوير يصبح الوضع في أحسن حال.
وأضاف "مهدي" أن الوزارة تواجه عديدا من التحديات خلال رحلتها لتنفيذ الخطة الكاملة لتطوير المنظومة، من بينها فكرة وقف القطارات لحين الانتهاء من التصليحات، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في عدد الركاب الذين تنقلهم القطارات يوميا، والمقدر بنحو مليون راكب، أي 30 مليون راكب خلال الشهر، موضحا أن توجه هذا العدد المهول إلى وسائل النقل الأخرى هو في حد ذاته مشكلة أكبر ستقضي المواجهة، حيث يعرض المواطنون حينها لجشع السائقين، فضلا عن التزاحم الشديد الذي ينتج عن ذلك، إضافة إلى عدم توفر المواصلات الكافية لنقل هذا العدد يوميا.
كما استنكر "مهدي" على الإعلام عدم مساندة الهيئة في نشر خطة الإصلاحات بإعلام الناس بها للمساعدة في تنفيذها عن طريق الصبر وعدم الضغط على الهيئة لإرجاع العمل بالقطارات قبل إتمام التصليح، كما حدث مع خطة الهيئة للتطوير التي بدأتها الوزارة الأسبوع الماضي عن طريق إبطاء حركة القطارات للمساعدة في تنفيذ عمليات التصليح؛ إلا أنها لم تكتمل بسبب ضغط الإعلام وشكاوى الناس من عدم تحملها ما دفع الهيئة لإلغائها.
وشهدت السكة الحديد وقوع ثلاث حوادث خلال الشهرالماضي، هي: حادث قطاري سوهاج وقطار منيا القمح وآخرها قطار طوخ أمس الذي خلف 11 حالة وفاة وأكثر من 100 إصابة بعد انقلاب 4 عربات من القطار، فيما يتوقع أن يكون الحادث وقع بسب عطل فني.