انتصارًا للإنسانية.. مشاهد من حادث قطار طوخ تجمع بين الألم والأمل
في كل حادث جلل، يظهر من بيننا أبطال من وراء الظل، مشاهد كثيرة، وأبطالها تختلف مع كل حادثة، لكن مهما اختلفت الأماكن والأحداث، تنتصر الإنسانية في أسمى معانيها، كل شخص يجود بما يستطيع، حتى لو كان كوبًا من الماء، يروي ظمأ عطشان أو يهوّن ألم ضحية جراء حادث أليم، وقد تجلت كل هذه المشاهد في حادث قطار طوخ الذي وقع أمس، وخلف وراءه العشرات من الضحايا حتى الآن.
مشهد من ضمن المشاهد لشباب مؤسسة صناع الحياة، الذين تسارعوا بعد وقوع حادث قطار بنها بدءًا من الساعة الرابعة عصرًا، محملين بالوجبات والعصائر حتى المستلزمات الطبية للمستشفيات.
يقول محمود المصري، أحد متطوعي الحملة، إنهم وصلوا لـ33 متطوعًا، موزعين على المراكز المختلفة، لتلبية احتياجات كل الضحايا والأهالي، حرصًا منهم على إفطارهم ومساعدتهم بكل ما أُتوا من قوة، شعارهم "الناس لبعضها"، وانتظروا بجوارهم حتى وقت السحور.
يعبر محمود عن سعادته بعدما وجدوا مساعدات هائلة من الأهالي، تعدت الـ2000 وجبة محملة على عربات، والعديد من "براميل" المياه، وحرصهم على إفطار كل شخص، قائلا: "الناس فطرت مرة واتنين وتلاتة"، مؤكدًا عدم وجود أي أزمة.
وفي صورة تجسد معنى قول الله سبحانه وتعالى: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ"، يقول محمود في تصريحاته لـ"القاهرة 24": "لو أطول أبوس راس ورجل كل ست خرجت بفطارها عشان الضحايا"، فبعد تداول صورة لسيدة تحمل الطعام على رأسها في وقت الإفطار، مؤكدًا أنهم تعدوا 5 سيدات، وكل واحدة منهن كانت تصر على إفطار الناس من إفطار بيتها.
دور الجيش الأبيض في إنقاذ حياة مصابي حادث بنها
ملائكة الرحمة والجيش الأبيض، جنود لا تتوانى عن خدمة مثل هذه اللحظات العصيبة، إحدى ممرضات مستشفى بنها الجامعي تروي مشاهد وكواليس داخل المستشفى في خضم الأحداث، أنه بعد الحادث استدعوا فرق التمريض والأطباء، لتلبية طوارئ الحادث.
وتضيف، في تصريحاتها لـ"القاهرة 24"، أنها تفاجأت بعدد كبير من الأطباء والتمريض، حتى من لم يكن موعده جاء لمساعدة زملائه، حتى بعد الإفطار.
"في حالات بتر كانت بتستغرق أكتر من 3 ساعات في العمليات"، هكذا وصفت الممرضة صعوبة بعض الحالات التي كانت تستدعي تدخلا جراحيا، مستطردة أن هناك حالات أخرى تتنوع بين خدوش بالوجه، وكسور، وحالات يجدون صعوبة في التعرف على ملامحها وتوصيلها بأهلها.
"مش ابني أنا لقيته".. تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" هذه اللقطة لمصاب في حادث قطار القليوبية يُنقذ رضيعًا من أسفل العربات، أوضحت الممرضة أن هذا الرضيع لطفلة تدعى رحمة بعمر 40 يومًا، وصلت المستشفى مصابة بنزيف سطحي، ووالدها مصاب بخدوش، أما والدتها فكانت في حالة خطرة بالعناية المركزة.
"الخير كتير" هذه كلمة السر التي تصدرت المشهد أمس في مستشفى بنها، حسبما وصفته الممرضة، وتهافت الناس لفعل الخير بجميع أنواعه، مؤكدة أن هناك صيدليات عرضت عليهم التبرع بالأدوية، وبنك الدم اكتفى من كثرة التبرعات.