بعد حادث قطار طوخ.. استشاري نفسي يقدم روشتة للتعامل الصحيح مع الناجين من الصدمات
شهدت البلاد أمس الأحد حادثًا مأساويًا، حيث تعرض قطار 949 خط "القاهرة - المنصورة"، لحادث سير، بسبب خروج 7 عربات عن مسارها مما نتج عنه وقوع 125 مصابا و14 قتيلا، لذا كيف يمكن التعامل مع الناجيين من الصدمات والحوادث.
يقول الدكتور نور أسامة، استشاري تعديل السلوك: "بعد أي صدمة، يتعرض بعض الأشخاص لاضطراب ما بعد الصدمة، والذي يسمى (القلق المرهق)، وهناك 3 أشخاص من الناس، أولهم ناس لا تصدق الصدمة التي حدثت، وهناك من يتعرضون للتوتر المزمن، وهناك من يتكيف مع الواقع، وهؤلاء يتخطون الصدمة بسهولة.
يقول استشاري تعديل السلوك: "تسبب الصدمة خللا للنوع الأول، مما يؤدي إلى حدوث مشكلة في الجهاز العصبي، وبالتالي يزيد الخوف والتوتر وتضعف المناعة، لذا فإن أفضل حل للتخلص من تلك المشكلة، هو ممارسة الرياضة يوميا لمدة نصف ساعة، للقضاء على التوتر.
عدم الحديث عن الحادثة
أضاف "نور" لـ "القاهرة 24": يميل هؤلاء الناس للانعزالية والانسحاب والبعد عن الناس، وهذا يؤدي إلى "متلازمة العالم الافتراضي"، مما تؤدي إلى تفاقم المشكلة لديه، ومن الممكن أن تزيد من ميوله إلى الاكتئاب فيما بعد، ومن ثم الميول الانتحارية، لذا يجب محاولة إخراجه إلى منطقة أمانه، لكي يتواصل مع الناس، سواء كانوا أقارب أو أصدقاء، ويجب تجنب الحديث عن الصدمة التي حدثت، لأن هذا يقلل من معدل أمانه، بالإضافة إلى الخوف، والذي في حال زاد، يسبب الاكتئاب".
مجموعات الدعم
يوضح الاستشاري النفسي أن مجموعات الدعم عبارة عن انضمام الشخص لمجموعة من الناجيين من صدمات مختلفة، هذا يساعده في تغيير العديد من المفاهيم التي يعتقدها، أو معتقداته السلبية التي تزيد من إحساسه أن هناك من مروا على صدمات مثله وأصعب.
تنظيم الجهاز العصبي
تابع:" تنظيم الجهاز العصبي يعني ممارسة الحاجات التي لها علاقة بتمارين التنفس واليوجا والتأمل والتي تسمى المدخلات الحسية، وهي التي تقلل من خلال تمارين مصطنعة تدخل الجهاز التنفسي والمناعي، ومن ثم تقلل كتير من معدل القلق والتوتر في الجسم".
العلاج النفسي الإدراكي
يضيف:" وهذا يعني الإنجازات الفردية، فالطبيب في تلك الحالة، يفرز أفضل المعتقدات والتفكير الإيجابي بالنسبة للمريض أو المتعرض للصدمة، ويغير له العديد من أفكاره، ويساعد على تغيير الأفكار التي تتحول إلى معتقد، والمعتقد يتحول الى سلوك، والسلوك يتحول إلى شخصية، وبالتدريج ينتهي السلوك المعقد".
الأدوية
يفيد الدكتور أسامة نور، أن الأدوية ربما تستخدم في علاج الناجي من الصدمات، حيث يقول:" نلجأ لها في بعض الأحيان، وهي أدوية مضادات الاكتئاب، حيث تساعد على تقليل القلق والميول الانتحارية، والانعزالية وتقلل من الأفكار السلبية".
وأردف:" مع الوضع في الاعتبار أن الشخص الناجي من الصدمة يشعر بعدم الأمان، وأن الناس ترغب في أذيته، ويرى نفسه دائما في خطر، ومحدش بيحبه".
نصائح للأهل
اختتم الاستشاري النفسي حديثه قائلا:" يحتاج المريض من أهله عدم تفكيره بالصدمة تماما، ولا يجب اطلاعه على أعداد الوفيات والأحداث الحزينة، أو أي من الأخبار التي ترتبط بنفس الصدمة التي عاشها أو حتى مشاهدة أفلام مرعبة مش بس الحادث، أي حاجة فيها ضغط عليه، ومينفعش نقوله كفاية متعيطش، بل يجب التحدث في أي أفكار خارج الحادث".