تسلسل زمني.. تفاصيل 162 يومًا منذ اختطاف نبيل حبشي حتى استشهاده (خاص)
أدت أسرة كنيسة الأنبا بشاي والأنبا بطرس بالزقازيق بمحافظة الشرقية، اليوم الثلاثاء، صلاة “الثالث” لأسرة الشهيد "نبيل حبشي سلامة" خادم كنيسة "العذراء مريم" بمدينة بئر العبد بشمال بسيناء، الذي استشهد على أيدي عناصر إرهابية تكفيرية، وتقدم المصلين في الجنازة الأنبا تيموثاؤس، أسقف الزقازيق ومنيا القمح، واقتصرت الجنازة على صورة الشهيد، دون وجود جثمانه.
وكشف "بيتر" نجل الشهيد تفاصيل اختطاف والده حتى إعلان استشهاده على أيدي عناصر إرهابية.
وقال "نبيل"، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، إن آخر محادثة هاتفية دارت بينهم وبين والده كانت قبل نحو شهر، وتحدث خلالها معهم واطمأن على كل أفراد الأسرة.
وأكد نجل الشهيد أن جدته لوالده لم تعرف حتى الآن بنبأ استشهاده، منوهًا بأنهم لم يخبرونها بما حدث خشية تعرضها لمكروهٍ، خاصةً أنها تخطت التسعين من عمرها، إلا أنها تتعامل معهم كأنه قلبها يُخبرها بما حدث لنجلها.
وأثنى "بيتر" على جهود وزارة الداخلية في تصفية عدد من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة ممن تورطوا في واقعة الخطف والقتل، مؤكدًا ثقته في أن تستجيب الدولة لطلبه في استعادة جثمان والده كي يعلم مثواه الأخير ويتلقى العزاء فيه.
واختطفت عناصر إرهابية تكفيرية بشمال سيناء الشهيد "نبيل حبشي" يوم السبت 7 نوفمبر الماضي، بحسب نجله "بيتر"، الذي تلقى اتصالًا هاتفيًا من الخاطفين بعدها بخمسة أيام، وبالتحديد يوم الخميس 12 نوفمبر الماضي، يطالبونه بدفع مليوني جنيه مصري "جزية" عن أقباط المدينة، قبل أن يُهدده المتصل بأن أمامه مُهلة 48 ساعة لتجهيز المبلغ وإلا سيقطعون رأس والده ويبحثون عنه بعدها هو الآخر لقطع رأسه.
أبلغ "بيتر" الجهات الأمنية قبل أن يتلقى اتصالًا هاتفيًا جديدًا من الإرهابيين يوم الأربعاء 14 نوفمبر الماضي، لكن المتصل رفع سقف طلباته وطلب من نجل الشهيد نسيان المحادثة الأولى، وذلك بقوله إن "الجزية" أصبحت خمسة ملايين جنيه.
استمرت المحادثات بين التكفيريين و"بيتر" لعدة أسابيع كانوا يتركون والده يُحدثه خلالها بأريحية، قبل أن يترك بيتر وإخوته وأسرته مدينة بئر العبد بشمال سيناء يوم الجمعة 1 يناير من العام الجاري، لينتقل إلى مكان آخر لإعطاء الفرصة للأجهزة الأمنية لرصد ومتابعة تلك العناصر الإرهابية.
وبعد نحو 5 أشهر و11 يومًا على واقعة الاختطاف، وبالتحديد مساء يوم الأحد 18 أبريل الجاري، بثت عناصر إرهابية تكفيرية مقطع فيديو يُظهر قتلهم للشهيد، حيث تناول المقطع في البداية حديث الشهيد "نبيل حبشي سلامة" والذي تحدث خلاله، قائلًا: "أنا من تجار المصوغات ببئر العبد بشمال سيناء، عندي 62 سنة، قد أُسرت من قبل ولاية سيناء منذ حوالي 3 شهور و11 يومًا".
ووفقًا للمدة الزمنية التي جاءت بمقطع الفيديو الذي بثته الجماعة الإرهابية، من المُرجح أن يكون وقت تسجيل يوم الخميس 18 فبراير الماضي، وهو اليوم الذي تفصله ثلاثة أشهر و11 يومًا عن واقعة الاختطاف، أي قبل شهرين بالتمام والكمال من نشر مقع الفيديو الذي يُظهرون خلاله قتله، إلا أن نجل الشهيد أكد أن آخر حديث بينهما كان منذ شهر.
وخلال الفيديو، كشف "نبيل حبشي" سبب القبض عليه من قِبل ولاية سيناء، وذلك بقوله: "لأني قُمت ببناء كنيسة العذراء مريم بمدينة بئر العبد الأرثوذكسية، والكنيسة تتعاون مع الجيش المصري والمخابرات للحرب على الدولة الإسلامية".
وظهر في الفيديو مجموعة مسلحة في مكان خالٍ، وأمامهم "نبيل حبشي" مُقيدًا وجالسًا على ركبتيه، لتقوم بتهديد من يعاون القوات المسلحة في الحرب عليهم، إلى أن أطلق أحدهم النار على رأس الشهيد وسقط على الأرض مُسلمًا الروح.
كانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، قد نعت "نبيل حبشي سلامة" الذي اختطفته عناصر تكفيرية بشمال سيناء منذ خمسة أشهر واستشهد بأيديهم بعدها، وهو ما ظهر من خلال مقطع فيديو نشرته المنصات التابعة لهذه العناصر، يوم الأحد الماضي.
وقالت الكنيسة، في بيان صحفي: "إذ تنعى الكنيسة الابن والخادم الأمين، تفرح بنصيبه السماوي الذي صار له في المسيح، بواسطة تمسكه بإيمانه حتى الدم، وتؤكد الكنيسة وقوفها متضامنةً مع كل مجهودات الدولة المصرية في دحض أعمال الإرهاب البغيضة، التي ستزيدنا عزمًا وإصرارًا على الحفاظ على وحدتنا الوطنية الغالية، وفي ذلك نحيي أبطال القوات المسلحة والشرطة المصرية، كما نقدم تعازينا إلى أسرة الشهيد وكنيسته، مصلين من أجل سلام بلادنا وازدهارها".
وقبل ساعات، أكدت وزارة الداخلية أنه توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني، حول تواجد مجموعة من العناصر الإرهابية المتورطة في حادث مقتل "نبيل حبشي" بمنطقة "الأبطال" بشمال سيناء، واضطلاعهم بالإعداد والتخطيط لتنفيذ عدد من العمليات التي تستهدف الأقباط وممتلكاتهم ودور عبادتهم، علاوةً على ارتكازات القوات المسحلة والشرطة.
وأشارت وزارة الداخلية، في بيانٍ لها، الاثنين، إلى أن نتائج الرصد أسفرت عن تحرك ثلاثة عناصر من تلك الخلية شديدة الخطورة، بذات المنطقة، مستقلين سيارة ماركة "نيسان" ربع نقل بيضاء اللون، بهدف الإعداد لارتكاب عملية عدائية، حيث أمكن إحكام الحصار عليهم بتلك المنطقة بمعرفة القوات الأمنية، وبمجرد استشعارهم ذلك قاموا بإطلاق النيران بكثافة تجاه القوات، وبالتعامل معهم أسفر عن مصرعهم وانفجار حزام ناسف كان يرتديه أحدهم، وعثر بحوزتهم على 3 أسلحة آلية وحزام ناسف وقنبلة يدوية وكمية من الطلقات الآلية.
وأوضحت وزارة الداخلية تحديد هوية اثنين من العناصر الإرهابية التي لقيت مصرعها، وهما القيادي الإرهابي "محمد زيادة سالم زيادة"، اسمه الحركي "عمار"، الذي يُعد من أخطر العناصر الإرهابية وكان يتولى الإعداد والتخطيط والتنفيذ لعديد من الحوادث الإرهابية التي شهدتها محافظة شمال سيناء، فضلًا عن توليه مسئولية توفير الدعم اللوجيستي للعناصر الإرهابية، والعنصر الثاني هو الإرهابي "يوسف إبراهيم سليم"، اسمه الحركي "أبو محمد"، متورط في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية ومن المعاونين للعنصر الأول في توفير الدعم اللوجيستي.
وأكدت وزارة الداخلية أنه جارٍ ملاحقة باقي عناصر تلك الخلية الإرهابية المتورطة في حادث مقتل المواطن "نبيل حبشي"، حيث أمكن تحديدهم وتبين أنهم كل من: "جهاد عطا الله سلامة عودة"، و"أحمد كمال محمد شحاتة"، و"خالد محمد سليم حسين".