مصر الحلوة.. المسلمون يصلون التراويح على عتبة كنيسة القديسين بعد امتلاء الشارع
في مشهد روحاني رمضاني، أعاد الذاكرة إلى أيام الزمن الجميل بداخل واحد من أشهر شوارع الإسكندرية، والمعروف باسم شارع كنيسة القديسين، امتلأ الشارع بالمصلين لأداء صلاة العشاء والتراويح، فيما سمح المسيحيون بداخل الكنيسة ومسؤولوها للمسلمين المصلين باستخدام عتبة الكنيسة للصلاة عليها بسبب كثرة الأعداد.
ويواجه كنيسة القديسين مسجد شرق المدينة، بشارع خليل حمادة، بمنطقة سيدي بشر، شرقي الإسكندرية، في واحد من أشهر الأماكن المعروفة وتجمع مسجد مقابل لكنيسة، حيث امتلأ المسجد بالمصلين وافترشوا الشارع بالمصليات الخاصة بهم وتسيب التزاحم الشديد فى لجوء المصلين للصلاة على عتبة كنيسة القديسين وهو الأمر الذي رحب به مسؤولي الكنيسة وسمحوا للمصلين بالتواجد لأداء صلاتهم اليومية.
وقال محمد ماهر، أحد المصلين، من سكان سيدى بشر، انه منذ بداية شهر رمضان ويؤدى مئات المصلين صلاة التراويح بين المسجد والكنيسة فى صورة تكشف مدى ما تتمتع به بلدنا من الفة ومحبة بين مسلمين ومسيحيين، مؤكداً "والله بلدنا جميلة".
وأضاف، بنصلي النهاردة على باب كنيسة القديسين وجدرانها بأمان تام وسلام ومحبة، صلاة جميلة مع امام جميل ومتمكن "فضيلة شيخنا خالد البراوي " بارك الله فيه ونسالك ربنا ان نكون اطيب وفدا دعاك.
وقال أحمد السيد، أحد المصلين، ان هذه هي مصر الحقيقية، مؤكداً أن الكنيسة لم تمانع فى تواجد المسلمين على أبواب وجدران الكنيسة فتم غلق الشارع بسبب كثرة المصلين، فيما يبدو مشهد المسجد والكنيسة وكأن الهلال يعانق الصليب من أعلى هو الأفضل.
يشار إلى أن هذا يعد شارع خليل حمادة هو الأشهر والذي شهد وقوع تفجير امام باب الكنيسة والمسجد، ليلة راس السنة من عام 2011 والذى راح ضحيته نحو 20 شخصا وأكثر من 100 اصابة وظل الشارع مغلقًا لمدة بلغت 10 سنوات متتالية بالحواجز والحراسات الأمنية المشددة، فضلاً عن وضع الحواجز الحديدية من الجهتين المتجهة إلى طريق الكورنيش أو شارع جمال عبدالناصر بمنطقة سيدى بشر.
كما يشهد الشارع خلال أعياد المسيحيين المتعاقبة تجمعات للمسلمين حول الكنيسة لمشاركة المسيحيين، الاحتفال بالأعياد وتأمينها فى مشاهد لا توجد إلا فى مصر المحروسة.