كورونا بسوهاج.. معاناة المواطنين تتواصل وقلة أسرّة العناية المركزة تفاقم المأساة
تشهد محافظة سوهاج زيادة كبيرة في أعداد الإصابات والوفيات المسجلة بكورونا المستجد، ضمن الموجة الثالثة التي تعيشها البلاد، بصورة كارثية وتدعو للقلق.
ويقول مصدر طبي في مستشفيات جامعة سوهاج إن الوضع الوبائي أصبح كارثيًا بسبب تفشي فيروس كورونا.
وذكر المصدر لـ"القاهرة 24" أن المحافظة سجلت رقمًا قياسيًا في عدد الإصابات والوفيات في الأسبوع المنقضي، حيث توفي 5 أطباء في 7 أيام، فضلًا عن وفاة ما لا يقل عن 20 شخصًا وإصابة 200.
معاناة متزايدة
وعلى الجانب الآخر، تم رصد زيادة معاناة المواطنين وانتشار عدد كبير من الاستغاثات عبر صفحات التواصل الاجتماعى سواء من الأهالي أو المصابين.
فى البداية يقول محمد أبو الوفا مدرس رياضيات 48 سنة من طهطا: “شعرت بمعاناة شديدة بجسمي وسخونة وضيق تنفس فقمت على الفور بإجراء التحاليل وثبت إصابتي بكورونا وتم احتجازي داخل المستشفى وفي اليوم التالي قرر الأطباء وضعي على جهاز التنفس بالأكسجين ولكني فوجئت بوجود عجز فى أنابيب الأكسجين فقمت عن طريق الأصدقاء بتوفير أنبوبة من الخارج واستعمالها وتبديلها عند الانتهاء على نفقتي الشخصية”.
اقرأ ايضًا| "الصحة": 950 سريرًا شاغرًا بمستشفيات سوهاج.. و414 مريضًا فقط بكورونا في المحافظة
ويضيف مواطن آخر، يدعى أحمد السيد محمد: “فوجئت بإصابة أختي أ . م . م مدرسة وعند حجزها بمستشفى طهطا العام وفحص نسبة الأكسجين كانت 75 لكن الكارثة أنه في اليوم التالي انخفضت نسبة الأكسجين إلى 66 وقرر الأطباء ضرورة نقلها إلى العناية المركزة وواجهنا صعوبة في ذلك ورغم كل المناشدات إلى القيادات وأعضاء مجلس النواب لم يتم نقلها لعدم وجود أسرة بالعناية بأي مستشفى وهو ما تسبب في تأخير حالتها حتى توفيت”.
ويصف مواطن جديد حجم المعاناة في سوهاج، ويدعى عز محمد مواطن 55 عامًا من ساحل طهطا: “كل الأخبار التي يتم نشرها عن الأوضاع بسوهاج أنها مستقرة وأن الحالة مطمئنة غير صحيحة بالمرة فالحالات في تزايد مستمر وبالأمس توفيت لنا حالة تدعى .م .م سليم 44 سنة داخل المستشفى لأنها لم تجد رعاية ولا اهتمامًا ولا علاجًا فقد ظلت أكثر من 8 ساعات دون مرور أطباء أو ممرضات على الحالات”.
أما ندى محمد مدرسة لغة إنجليزية من أولاد سلامة فتقول: “أصيب والدي بسخونة وضيق تنفس وانعدام حاسة الشم، وذهبنا إلى جميع المستشفيات بسوهاج التي يوجد بها عناية مركزة ولم نجد سريرًا فاضطررنا إلى الذهاب إلى مستشفى خاص، وبعد إجراء كافة الفحوصات تم حجزه على أنها حالة كورونا”.
وتكمل: “خلال أسبوع وجدت إدارة المستشفى تخطرني بضرورة سداد مبلغ 55 ألف جنيه وعندما اعترضت على المبلغ طالبوا بالسداد وإخراج والدي من المستشفى فقمت بتجميع المبلغ بالسلف والدين والسداد ولكني فوجئت أنه في اليوم التالي طالبوني بسداد مبلغ 3 آلاف جنيه قيمة جرعة اللقاح و1200 جنيه أدوية ضد الفيروس وعندما سألت على ثمن اللقاح بالصيدلية وجدته لا يتخطى مبلغ 500 جنيه فقررت نقله لمستشفى حكومي، ولكني ظللت أبحث عن سرير عناية مركزة طوال ثلاثة أيام بالمستشفيات الحكومية ولم أجد، فتراكم عليّ مبلغ آخر وهو غير متوفر والمستشفى الخاص يطالبني بالسداد ويهددني بإخراج والدي”.
في السياق ذاته، يقول نائب مدير مستشفى طهطا إن الأعداد في الأسبوع المنقضي تزايدت بشكل ملحوظ لدرجة أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى تعد شبه مكتملة، وفقا لتصريحاته.
وأكد: “هناك مشكلة كبيرة هى فى أسرّة العناية المركزة التى لا تكفي، حيث إن هناك حالات كثيرة تحتاج إلى التحويل للعناية المركزة ومع نظام التنسيق الموجود بسيستم المديرية لا يتم تحويلها وحالتها الصحية بتتأخر وقد تتوفى”.
إجراءات الصحة
ومع زيادة الأعداد والوفيات، صرح الدكتور خالد مجاهد، مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية والمتحدث الرسمي للوزارة، بمتابعة الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، الوضع في محافظة سوهاج على مدار الأسبوع، ونسب الإصابات والوفيات ومعدلات الشفاء، ونسب تردد حالات الاشتباه على المستشفيات.
ووفق "مجاهد" يتم استقبال حالات فيروس كورونا بـ17 مستشفى على مستوى المحافظة بطاقة سريرية 1551 سريرًا وعناية مركزة، و53 جهاز تنفس صناعي، بعد أن تم التوسع في المستشفيات التي تستقبل مرضى فيروس كورونا بالمحافظة، موضحًا أن مرضى فيروس كورونا المتواجدين بالمستشفيات يتلقون الرعاية الطبية يبلغ عددهم 414 مريضًا، لافتًا إلى أن الوضع مطمئن.
وأكد "مجاهد" توافر 950 سريرًا داخليًا و70 سرير عناية مركزة و18 جهاز تنفس صناعي شاغرين بالمستشفيات لاستقبال مصابي فيروس كورونا.
ولفت إلى توافر الأكسجين الطبي بجميع المستشفيات بإجمالي سعة 47 ألفًا و890 لتًرا من الأكسجين بتنكات المستشفيات، بالإضافة إلى 1347 أسطوانة أكسجين، ويتم التوريد العاجل باستمرار بالتنسيق مع غرفة الإمداد المركزية بالوزارة، كما أكد توفر مخزون كافٍ من المستلزمات الطبية والوقائية بجميع المستشفيات.
حظر التجوال
من جانبه، قال مصدر مطلع بوزارة الصحة، إنه لا صحة لما يتردد عن مناقشة فرض حظر تجوال في سوهاج بعد زيادة أعداد حالات الإصابة.
وشدد المصدر على أن: "الفرق الطبية والمستشفيات تواجه زيادة ملحوظة على أرض الواقع، لكننا لا نزال نستطيع التعامل مع تلك الحالات، وفرض حظر التجوال من عدمه قرار خاص بمجلس الوزراء ولا تُصدره وزارة الصحة".
وبشكل عام، يرى المصدر أنه "من غير المنتظر العودة لفرض حظر التجوال، بل تنفيذ مجموعة من التدابير الاحترازية ومنع التجمعات، والتشديد على تطبيق الإجراءات الوقائية".
اجتماعات مكثفة
وأجرى اللواء طارق الفقي، محافظ سوهاج، عدة اجتماعات مكثفة للوقوف على الوضع الصحي للمحافظة، وكانت البداية فيها اجتماع مع كل قيادات الصحة وعلى رأسهم الدكتورة كريمة حامد وكيلة الوزارة.
كما عقد اجتماعا آخر مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وخرج بمجموعة من التوصيات أهمها:
- التشديد على المواطنين بالمصالح الحكومية بتطبيق الإجراءات الاحترازية خلال الأماكن العامة ووسائل المواصلات وذلك للحد من انتشار الفيروس.
-ارتداء الكمامات الواقية للحفاظ على سلامتهم.
-تكثيف الحملات الرقابية والتفتيش واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد المخالفين.
كما وجه رؤساء الوحدات المحلية للمراكز والقرى بالتعاون مع الأمن في تكثيف حملات الرقابة اليومية والليلية على المقاهي والمحلات ووسائل المواصلات والأماكن العامة لمتابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد المخالفين.
كما تضمنت اجتماعات اللواء الفقي أيضا مناقشة احتياجات مستشفيات العزل وخاصة أسرة العناية المركزة وذلك لتقديم مذكرة رسمية لوزيرة الصحة بزيادة مخصصات المحافظة من أسرة عناية وأجهزة التنفس الصناعي والمونتيورات وخلافه كذلك زيادة حصة المحافظة من لقاحات كورونا وزيادة مراكز التوزيع.