تشكيل “دُمى” لأعداء الوطن وحرقها ببورسعيد.. فكرة انطلقت ضد إسرائيل منذ 71 تتوقف بسبب كورونا
التقى "القاهرة 24" بالفنان البورسعيدي محسن خضير، الذي أطلق فكرة مهرجان الأوليمبى في عام 1971، وكانت فكرة سياسية اجتماعية عبر خلالها شعب بورسعيد عن رفضهم للاحتلال، وكانت سلاحًا للمقاومة وجسدت رموزًا إسرائيلية مثل جولدا مائير ومناحم بيجن وموشيه ديان.
وأعلن "محسن خضير" عن توقف المهرجان للعام الثاني على التوالي بسبب حرص عائلة خضير البورسعيدية على المواطنين من مخاطر فيروس كورونا، حيث يشهد مهرجان دمى الأوليمبي والذي كان يقام بحي العرب في شم النسيم كل عام تواجد آلاف المواطنين.
وكشف "محسن خضير"، أنه حرص خلال العامين على عمل عدد من الأفكار استجابة لأبناء بورسعيد المُتعلقين بعادة الأوليمبى في شم النسيم، حيث جسد" رموز الإعلام القذر" وحولهم فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن كورونا حول أعداء الوطن، ومؤكدًا انتصار مصر على كورونا كما انتصرت على إعلام تركيا وقطر.
وتعهد الفنان البورسعيدي، بأن يعود مهرجان الأوليمبى في العام المقبل بعد أن تنتصر مصر على فيروس كورونا، ليناقش من جديد المشاكل المجتمعية ويساند الوطن، ويتخلص بالفن من عادات وتقاليد سلبية يعيشها المجتمع.
وقال"خصير" إن فكرة مهرجان الأوليمبى بدأت بحرق اللورد إدموند هنري اللنبي المندوب السامي لبريطانيا بمصر في عام 1917 الذي عرف ببطشه بالمصريين، والذي كان من المفترض أن يستقبل اللنبي في ليلة شم النسيم ببورسعيد لكن البورسعيدية رفضوا استقباله وقاموا بعمل مظاهرة مضادة كبيرة مرددين أغنية شعبية تقول "يا لنبى يا بن حلمبوحة .. مين قالك تتجوز توحة"، وأحرقوا فيها دمية تمثل اللورد راسخة في عقول أبناء بورسعيد، الذين حرصوا منذ ذلك اليوم على أن تكون فكرة حرق اللنبي أو الاستهزاء به موروثًا شعبيًّا ببورسعيد.
وتطورت الفكرة بعد ذلك إلى مناقشة مشكلات مجتمعية فواجهت ارتفاع الأسعار والدروس الخصوصية.
وجسدت كذلك فرقًا وأندية كروية، وظلت لأعوام طويلة تحكي قصصًا يعيشها المصريون ويتم حرقها في صورة دمي مجسدة، حتى أصدر محافظ بورسعيد قرارًا بمنع حرق الدمى بسبب دخول الغاز الطبيعي للمدينة، ليتم عرض الدمى في مهرجان كبير دون حرق.
في الأعوام الماضية كان "محسن خضير" يجسد الدمى من الحديد والبلاستيك والجلود، ويقوم بنحت وجوهها وتجسيد أجسادهم في ملابس واستخدام الباروكة لتكون الدمى مجسدة بشكل كامل، وذلك بعدما كانت في بدايها تُصنع من الخيش والقش والملابس القديمة، ولكن هذا العام بسبب كورونا اكتفى الفنان برسم الدمى، ولكنه تعهد أن يعود بعد زوال كورونا إلى نحت الدمى وعرضها في مهرجان كبير، تمسكاً بعادة بورسعيدية تحكي تاريخ هذا الشعب النضالي.
وقال: "حرصًا على صحة أهالينا والتزامًا بإجراءات الوقاية من عدوى فيروس كورونا قررنا عدم إقامة الكرنفال فى الشارع منعًا للزحام، لأن سلامة أهلنا هى الأهم، لكن إرضاء للأحباب سنستغل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى وسيكون كرنفال هذا العام بشكل استثنائي فى الواقع الافتراضى".
يذكر أن شوارع بورسعيد لم تخلُ منذ الحرب العالمية الأولى في ليلة شم النسيم من احتفال كرنفال الأوليمبى، وفيه تقوم كل حارة بصنع دمية من الملابس القديمة المحشوة بالقش على هيئة أحد الرموز الكريهة سواء من الشخصيات الاستعمارية مثل اللورد إدموند هنرى اللنبى، المندوب السامى البريطانى أو قادة دول العدوان الثلاثى أو زعماء الاحتلال الإسرائيلى، أو رموز الظواهر المكروهة مثل مدرسى السناتر أو حكام كرة القدم، وفي كل ليلة شم النسيم يتم زف الأوليمبى وتجريسه على أنغام السمسية.