من التألق إلى الاختفاء.. عواد ورحلة البحث عن إبرة في "كومة قش"

نهرول أحيانا في حياتنا وراء حلم نرغب بكل ما أوتينا من قوة في تحقيقه، أو مكان نحلم في الوجود بداخله، ونضحي من أجله بكل شيء؛ أملا منا في أن هذا المكان هو ما سيحقق لنا كل ما نتمناه، ولكن تكون النتيجة عكس كل توقعاتنا.

هذا تقريبا ما حدث مع محمد عواد حارس مرمى نادي الزمالك، الذي كان حديث وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية، خاصة بعد التصريحات الصحفية التي خرج بها وأكد أنه يتعرض للظلم داخل جدران القلعة البيضاء بسبب قلة المشاركة، وتجاهل الجهاز الفني له، مشيرا إلى أنه يبحث حاليا عن عرض للرحيل عن النادي.

رحلة الإعارات حتى التضحية من أجل الأبيض

وتعد قصة عواد صاحب الـ28 عاما مع الزمالك واحدة من أغرب القصص التي سنشاهدها، فقد كانت البداية عندما لمع نجمه مع فريق الإسماعيلي بشكل كبير جدا ليلفت أنظار قطبي الكرة المصرية في آخر ثلاثة مواسم، وتوالت عليه أيضا العروض العربية، بل وصل به الأمر إلى الانضمام إلى منتخب مصر بسبب مستواه المميز، بخلاف وجوده لموسم مع المصري البورسعيدي على سبيل الإعارة.

وفي النهاية وبعد رحلة احتراف قصيرة مع نادي الوحدة السعودي على سبيل الإعارة من الإسماعيلي، اشتعل صراع التعاقد مع عواد، وسط رفض كبير من جانب الدراويش وجماهير الفريق لرحيله، ليفرضوا مطالب مادية ضخمة على من يرغب في ضمه، ولكن قام اللاعب بالتضحية بجزء كبير من راتبه واختار الانضمام إلى صفوف الزمالك.

جاء عواد إلى الزمالك بطموح كبير في التألق وصناعة التاريخ خاصة أنه كان المطلب الأول لجماهير الأبيض بعد رحيل أحمد الشناوي حارس مرمى الفريق، وكانت أرقامه تأهله بالفعل لحراسة عرين الأبيض.

محمد حمص: أحلم بتدريب الإسماعيلي والفريق لا يحتاج لمحمد عواد

سيد بازوكا: محمد عواد لازم يحصل على فرصة مع الزمالك

أرقام عواد حتى الانضمام للزمالك وحدوث ما لم يكن متوقع

وشارك عواد في 115 مباراة مع الإسماعيلي طوال فترة تواجده داخل النادي، استقبل خلالها 96 هدفا وخرج بشباك نظيفة في 49 مباراة، أما مع المصري فلعب 23 مباراة استقبل 20 هدفا وخرج بشباك نظيفة في 11 لقاء، بينما مع الوحدة السعودي خاض 30 لقاء استقبل 38 هدفا وخرج بشباك نظيفة في 8 مباريات.

وانضم عواد للزمالك بالفعل في عام 2019 الماضي، وبالفعل بدأ بشكل أساسي مع الفريق ولكن تفاجأ الجميع أنه لم يكن هذا هو اللاعب الذي ينتظرونه، فقد استقبلت مرماه الكثير من الأهداف ووقع في أخطاء كبيرة، ففي 15 لقاء استقبل 13 هدفا وخرج بشباك نظيفة في 9 مباريات، ليثير غضب الجماهير منه ويطالبون بجلوسه احتياطيا حتى يعود لمستواه، وبالفعل هذا ما حدث.

ولكن تفاجأ محمد عواد بأنه جلس احتياطيا، ولم يكن هذا فقط ما في الأمر بل عاد محمد أبو جبل إلى صفوف الزمالك بعد انتهاء إعارته مع الزمالك، بالإضافة لتواجد محمود جنش مع الفريق بالفعل ليتحول وضعه من الحارس الأول إلى الحارس الثالث، ومن بعده الحارس الشاب محمد صبحي.

ورفض عواد فكرة الخروج على سبيل الإعارة لأي نادٍ في سوق الانتقالات مثلما فعل محمد صبحي على سبيل المثال وانتقل إلى الاتحاد السكندري، وظل موجودا بحثا عن أول فرصة له من جديد مع الزمالك لمصالحة الجماهير وتأكيد جدارته من جديد ولكن هذا لم يحدث فظل الاعتماد الكامل على أبو جبل حتى مهما كثرت أخطائه.

وعندما ازدادت أخطاء أبو جبل اختار الجهاز الفني مشاركة جنش بدلا منه وحراسته العرين الأبيض ليقع هو الآخر في عديد من الأخطاء؛ فيقرر الجهاز الفني عودة أبو جبل في مباراة الإنتاج الحربي الماضية متجاهلا تماما عواد رغم توقع الجميع أنه هو من يجب أن يعود لحراسة مرمى الفريق.

رحلة البحث عن إبرة في كوم قش

وكان اختيار أبو جبل لحراسة مرمى الزمالك في لقاء الإنتاج الحربي الماضي، بمثابة الفتيل الذي أشعل الأجواء أكثر، فكان يجب أن يقع الاختيار على عواد في لقاء سهل مثل هذا لتعود ثقة اللاعب له مرة أخرى؛ تمهيدا لعودته كحارس أول للقلعة البيضاء.

وفي نهاية الأمر، لم يتبقَ في صبر محمد عواد شيء ليخرج بتصريحات صحفية غاضبة، مؤكدا تجاهل الجهاز الفني للفريق له بشكل كبير وتدربه مع فريق الشباب، ليبدأ في البحث عن عرض مناسب للرحيل، ولكن ماذا إذا تم منحه فرصة المشاركة الفترة المقبلة وتألق بالفعل، وأصبح الحارس الأول للأبيض، سيصبح حاله مثل حال من يبحث عن إبرة في كومة قش، وسيكون في موقف صعب بين البقاء وإثبات نفسه أكثر والتمسك بالفرصة أو الرحيل، ومن الممكن أن يلقى نفس المصير مرة أخرى ليكون في بداية طريق القضاء على موهبة تنبأ لها الجميع بالكثير في المستقبل.