ما لم يعلن في زيارة بن زايد للقاهرة.. خبراء يكشفون التفاصيل (خاص)
استقبل، اليوم السبت، الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، لمناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم الدولتين.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس السيسي أكد حرص مصر على الاستمرار في تعزيز التعاون الثنائي مع الإمارات في مختلف المجالات، وتكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسئولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي تشهدها حالياً منطقة الشرق الأوسط وتعزيز وحدة الصف والعمل العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات الإقليمية.
محمد بن زايد في القاهرة
وفي ذات السياق، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة ولي عهد أبو ظبي إلى القاهرة في الوقت الراهن تحظى بأهمية كبرى كونها تمثل الزيارة الأولى بين البلدين منذ ديسمبر الماضي.
وأضاف فهمي، في تصريحات لـ"القاهرة 24"، أن الزيارة تأتي في إطار حرص البلدين على التواصل المستمر، والتوصل لحل في القضايا الإقليمية المشتركة بين القاهرة وأبوظبي، خاصة بعدما شاركت الإمارات في قمة رباعة خلال الأسبوع الماضي، لذا حرصت الإمارات على إطلاع القاهرة على تطورات القمة بشكل مباشر.
زيارة بن زايد وسد النهضة
وفيما يتعلق بملف سد النهضة، أشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الزيارة تهدف إلى التشاور في التهديدات الإقليمية العربية، مؤكدًا أن ما يتردد عن تقديم الإمارات لوساطة بملف سد النهضة خلال الزيارة الحالية، يعد "سابقا لأوانه"، بعدما أعلنت القاهرة نقل ملف السد إلى مجلس الأمن الدولي.
واستكمل "فهمي" أن أي دولة ستقدم محاولات لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاثة في أزمة مفاوضات سد النهضة، سيتم الترحيب بها من قبل القاهرة، لكن لن تأتي تلك المحاولات في إطار مساعي مصر الدولية للمحافظة على حقوقها المائية.
وأكد أن الزيارة لا تقتصر على المبادرة المتعلقة بسد النهضة التي جرى الحديث عنها من قبل وزير الري السوداني فقط، وإنما تهدف إلى كافة القضايا الإقليمية، وعلى رأسها ليبيا، والتهديدات الإقليمية التي تمثلها ليبيا حاليًا.
وأردف الدكتور طارق فهمي أن ما أعلنه السودان على لسان الدكتور ياسر عباس وزير الري والموارد المائية، بشأن وجود مبادرة غير رسمية من قبل الإمارات حول ملف سد النهضة يمثل خطوات انفرادية سودانية، إذ إن أبوظبي قريبة للقاهرة ولا تحتاج إلى وسيط للإعلان عن الخطوات الإماراتية فيما يخص حقوقها المائية باعتبارها أمنا قوميا عربيا.
العلاقات المصرية الإماراتية لا تتأثر
وفي ذات السياق، رأى الدكتور سيد فليفل، عميد معهد البحوث الإفريقية، أن زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، للقاهرة تهدف إلى التواصل المباشر مع القيادة السياسية المصرية فيما تردد مؤخرًا عن وجود مبادرة إماراتية بين السودان وإثيوبيا فيما يتعلق بالأراضي المتنازع عليها في ولاية القضارف، وما تردد عن طرح أبوظبي مبادرة غير رسمية تهدف إلى حل في ملف سد النهضة.
واستكمل، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، أن الزيارة جاءت لتأكيد الموقف الإماراتي المصري في العديد من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين، وتوضيح الموقف الإماراتي بشأن ما أثير مؤخرًا تجاه سد النهضة، خاصة بعدما أعلن السودان طرح مبادرة إماراتية لإنهاء الصراع بين الخرطوم وأديس أبابا على الحدود المشتركة بين الدولتين.
وعلى صعيد متصل، أكد الشيخ محمد بن زايد، خلال لقائه الرئيس السيسي، أن زيارته الحالية لمصر تأتي استمرارا لمسيرة العلاقات الوثيقة والمتميزة التي تربط البلدين حكومة وشعبا وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد، ودعما لأواصر التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.
كما أشاد بدور مصر المحوري والراسخ كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة، وبالتطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقات المصرية الإماراتية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، والنمو الملحوظ في معدل التبادل التجاري وحجم الاستثمارات، مؤكدا الحرص المشترك للمضي قدما نحو مزيد من تعميق وتطوير تلك العلاقات.
بن زايد والسيسي يناقشان سد النهضة
وفيما يتعلق بقضايا المنطقة؛ أوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، في بيان له، أن الزيارة تناولت عددًا من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، وكذلك سد النهضة، إذ عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين في التعامل مع تلك الملفات، وتم الاتفاق على الاستمرار في بذل الجهود المشتركة للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة.
كما تم الاتفاق على تعظيم التعاون والتنسيق المصري الإماراتي كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون السيادية لدول المنطقة، والتي أفضت إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية والمتطرفة بها.
وفي ذلك الإطار شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه ولي عهد أبوظبي، على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج ورفض أي ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.