فتاة من متحدي الإعاقة تواجه التنمر بالكتابة.. مريم نجم: "ألفت وردة زجاجية لتشجيع قصار القامة ليكونوا مثلي"
"عايزة كل الناس اللي زيي يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي، وإن مواقف التنمر متأثرش عليهم".. هكذا افتتحت مريم نجم، ذات الـ21 عاما حديثها مع "القاهرة 24"، حيث تعاني "مريم" من قصر القامة، الأمر الذي جعلها عرضة للتنمر، ودفعها هذا إلى اللجوء للكتابة، من أجل قصص حكايتها على الجميع، وسرد قصتها وكيف تغلبت على التنمر.
تناقش الرواية قصة حياة "مريم"، وخلال سطورها تروي الكاتبة أغلب المواقف التي يعاني منها قصار القامة في المجتمع، وطرق التعامل معها بشكل إيجابي.
تدرس "مريم" اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، ولكنها بدأت في الكتابة لتحصل على لقب “ كاتبة بدرجة طالبة مبكرًا”، حيث دفعها حبها الشديد للكتابة والقراءة إلى خوض التجربة الأولى لها في هذا المجال.
تقول مؤلفة كتاب "وردة زجاجية"، لـ"القاهرة 24": "كانت البداية عندما تم تشخيصي بمرض العظم الزجاجي أو العظم الناقص وأنا في سن صغير جدا، نتيجة لأني تعرضت لكسور كتير، وأثر ذلك على طولي، ورغم أني دخلت عمليات كثيرة، من أجل تطويل العظام، إلا أنها باءت بالفشل".
وتابعت: "كل ده كان مأثر على حياتي دراسيا واجتماعيا، وكنت بتعرض لمواقف تنمر كتير ومازلت مستمرة، بس كنت بتعامل معاها بشكل إيجابي، وإنها متأثرش عليا، وده اللي كنت بحكيه في روايتي وعايزة كل الناس اللي زيي يبقوا كده".
منحها الله موهبة الكتابة، حيث تقول: "بحب القراءة جدا، وبقرأ كتير وده اللي خلاني أجرب ادخل مجال الكتابة، خصوصا أن معظم الناس دايما بيقولولي أني بعرف أعبر بشكل كويس وأسلوبي حلو، واللي شجعني ابدأ أني عايزة كل الناس اللي زيي ميستسلموش لأي كلام يتقالهم".
وعن هدفها في الكتابة توضح: "هدفي من الرواية أن أخبر الناس أن مفيش حد كامل، ومش مهم نظرة الناس لينا على قد ما هو مهم نظرتنا احنا لنفسنا، وأن احنا لازم نحب نفسنا ونديلها الحاجة اللي احنا محتاجينها من الناس، ومنقساش على نفسنا، لأن في النهاية هى الوحيدة اللي باقية معانا، واستحملت معانا كل حاجة".
وتضيف: "مهما حصل من مواقف وحشة أو تنمر كل ده في الآخر بيعدي، بس أهم حاجة وهو بيعدي ميأثرش علينا، لأن أهم حاجة نظرتنا إحنا لنفسنا مش نظرة الناس، وعايزة الناس تتعامل بالشكل اللي ذكرته في الرواية، لأن أنا فعلا بشوف ناس بتقفل على نفسها وبتوقف حياتها بسبب الكلام ده، وأتمنى إني بكون بساعدهم أنهم يتخطوا المواقف دي".
وعن أصعب موقف واجهتها، تفيد: "هما كتير بصراحة، بس ممكن أقول لما كنت بتعامل مع الأطفال في الدرس وحد منهم اتنمر عليا، والموقف ده ذكرته في الرواية".
أما عن أحلامها وطموحاتها الفترة المقبلة، تقول:"بإذن الله ابدأ روايتي الثانية، وأكبر في مجال الكتابة، وأحاول أساعد الناس على قد ما أقدر في التعامل مع المواقف اللي زي دي".
ووجهت رسالة للجميع، قائلة: "أحب أقول للناس اللي بتمر بموقف صعب خصوصا التنمر إن مفيش حد كامل، وحتى الناس السليمة والمعافاة بتاخد نصيبها بردو من التنمر، وإن الناس لازم تكون ألطف من كده خصوصا مع حد من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأننا لازم نغير نظرتنا تجاه نفسنا، ولازم نتعلم نحب نفسنا ونهتم بيها، ونحاول نغير نظرتنا تجاه المواقف دي بشكل إيجابي، وأن منوقفش حياتنا عليها، قدامنا حياة لازم نعيشها ومش أي حاجة هتوقفنا".
وعن سبب تسمية الرواية بهذا الاسم، تختتم حديثها: "جدتي الله يرحمها كانت دايما بتقولي إني زي الوردة، وأن الورد حلو جدا على الرغم من حجمه الصغير، وزجاجية نسبة للمرض اللي عندي".