سهر الصايغ: أسعى لتقديم أدوار بها رسائل قوية.. ومخرج "الطاووس" شديد الاحترافية.. وتعرضت للتحرش لفظيًا (حوار)
سطع نجمها بقوة في الموسم الرمضاني الجاري، حالفها الحظ في أن تكون قضيتها لهذا الموسم هي حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يختلف على أدائها لا مُشاهد ولا ناقد ولا صُناع الدراما في مصر والوطن العربي، لتخلق الفنانة سهر الصايغ نجاحًا بشخصية "أمنية" المحورية خلال أحداث مسلسل "الطاووس"، وكان لـ"القاهرة 24" حوار معها في كواليس التصوير، لتسرد لنا ما خلف الكواليس وبعض الجوانب الشخصية الخاصة بها، خلال السطور الآتية:
ألا تخافين من تقديم الأدوار الجريئة؟
شعرت بالخوف في البداية من فكرة تناول تلك القضية، ولكن اطمئنيت أثناء التحضير مع المؤلف والمخرج، بل تشجعت أكثر على تقديمها، لأنني أحب تقديم الدور الذي يحمل رسالة ولو بسيطة، و"الطاووس" يقدم العديد من الرسائل القوية، ولا نستطيع أن نتغافل عن دور الدراما لتفشي الظاهرة بشكل رهيب، ولا توجد فتاة لم تتعرض للتحرش بدرجاته أو لأي نوع من أنواع العنف.
ما المعايير التي تضعينها في الاعتبار عند اختيارك الأدوار؟
أمران، الأول أن يكون مختلفا عما قدمته وأسعى لذلك جاهدةً، وأن يكون جديدا كفكرة ونص جذاب، والأمر الثاني يكون عبارة عن إجابة عن سؤال "هل يقدم رسالة أم لا"، والإجابة هي الفيصل بالنسبة لي.
يقال إنكم تتناولون قضية "الفيرمونت" الشهيرة.. هل هذا حقيقي؟
مثلما تقولين، قيل، لا نتناول تلك القضية على الإطلاق، ولكن قضية الاغتصاب موجودة في المجتمع بشكل غزير وتتكرر شهريًا، فالعنف ضد المرأة غير قاصر فقط في "الفيرمونت" بل هناك قضايا أخرى، وبأشكال مختلفة.
ما أصعب شيء واجهته بالمسلسل؟
في الحقيقة الدور صعب جدًا، وهناك أبعاد نفسية كثيرة، والمسلسل كله صعب لأنه يتناول قضية حساسة ويستعرض مشاعر ونفسيات أشخاص مروا بتلك القضية من كل الاتجاهات، بالإضافة إلى أن النص مكتوب باحترافية شديدة؛ ما يجعل المشاعر تصل للمتلقي بشكل صادق، فكان يقع على الممثل عاتق مسؤولية توصيل تلك المصداقية، وأعتقد أن دوري كله مليء بالمشاهد "master scene".
كيف استعديتِ لتقديم شخصية "أمنية"؟
في أغلب أدواري أستعين بأشخاص عانوا مثل الشخصيات التي أقدمها، فعلى سبيل المثال في مسلسل "كفر دلهاب" ذهبت لأشخاص "ملبوسة" و"سايكو" كي أعرف طبيعة تلك الشخصيات، ولكن في "الطاووس" لم أحتاج للاستعانة بأي شخص لأن معظم مَن حولنا تعرضوا لأنواع مختلفة من أشكال العنف، فقضية "الطاووس" ليست بقضية مبهمة أو مجهولة التفاصيل، وحضرت الشخصية مع المخرج رؤوف عبد العزيز الذي أعتز بالعمل معه كثيرًا، فهو مخرج شديد الاحترافية والتمكن ولديه رؤية ووجهة نظر يحترم بها المشاهد قبل أي شيء.
بطبيعة الحال مثلما قُلتِ أي فتاة تتعرض للتحرش بدرجاته المختلفة.. كيف تعاملتِ مع تلك المواقف؟
من نعمة ربنا أنني تعرضت للتحرش لفظًا فقط، وأنا بطبيعتي عندما لا أجد راحتي في مكان أنسحب، لأني من الشخصيات التي لا تحب اختلاق المشاكل، ولم أتعرض لشيء يقتضي لرد فعل عنيف.
ماذا عن تعاملكِ مع كورونا في التصوير؟ وهل سهر "موسوسة" من الفيروس؟
الوضع حاليًا أقل وطأ من العام الماضي، لأنه لم نكن نعلم آليات التعامل والإجراءات الاحترازية، ولكن في الوقت الحالي أصبح لدينا وعي كافٍ وحرص على وجود التباعد الاجتماعي وما زال الوضع صعبًا، ونحاول جاهدين بذل قصارى جهدنا؛ لنحافظ على سلامتنا، وأنا لست بـ"موسوسة" فأنا شخصية "تُكالية" على الله ولدي يقين داخلي أن الفيروس مكتوب لأُناس معينين من عند الله، ولكني ألتزم بجميع الإجراءات الوقائية.
ما طقوسك في رمضان؟
لم أنتهِ من تصوير المسلسل بعد، ولكن إذا انتهينا من التصوير قبل انتهاء الموسم الرمضاني سأتفرغ لممارسة العبادات، انتهيت من تصوير 80% دوري، وأشاهد مسلسلا أو اثنين، وبالتأكيد سأُتبع الطاووس ومسلسل "الاختيار" الذي أشارك به كضيفة شرف.
هل الفن أخذكِ من عائلتكِ؟
أجابت سهر ضاحكةً: "لا، لأن أسرتي مشغولة أيضًا، كل واحد في حتة، هما اللي متأخدين مني مش العكس".
كيف ترين التعامل مع السوشيال ميديا في الوقت الحالي؟
لا أفضلها على المستوى الشخصي ولا أتمنى وجودها، ولكنها أصبحت حتمية في عصرنا ومهمة، ولا بد التعامل معها بشكل حذر، وأصبحت معيارًا لأشياء كثيرة.
هل ترين أن الانتشار يحقق النجاح للفنان؟
لا، أرى أن الفنان يمر بمجموعة مراحل، بدايةً من إثبات الموهبة ومن ثم الانتشار ويقدم أعمالًا مختلفة فيتكون لدى الناس ثقة وتاريخ، ويقوم باختيار أدواره بعناية، وأخيرًا مرحلة انتقاء الأعمال، وأعتقد أنني في مرحلة اختيار العمل وأبذل قصارى جهدي وأنتظر النتيجة من عند الله.
الحضور في الموسم الرمضاني علامة من علامات نجاح الفنان.. مع أم ضد تلك المقولة؟
ضد، وأنا ضد فكرة التكالب على الموسم الرمضاني، العمل الناجح يفرض نفسه في أي شهر، سواء في التلفزيون أو السينما أو المنصات، وبالتأكيد الموسم الرمضاني له حظ أوفر في المشاهدات لكنه يكون مُسلطًا على مسلسل أو اثنين ضمن عشرات المسلسلات، وفي رأيي أن الموسم الرمضاني يظلم أعمالًا كثيرة ولا يُنصفها.
هل تعتقدين أن المنصات ستسحب البساط من التلفزيون.. خاصةً بعد عرض معظم مسلسلات رمضان عليها؟
أرى إعادة هيكلة لخريطة العرض بشكل عام، بالإضافة إلى أن ذلك هو المستقبل، وهذا ليس توقعي فحسب فهو أصبح واقعًا ملموسًا، وفتح الباب لأعمال كثيرة لتلقى مشاهدات، واختلاف فكرة الثلاثين حلقة للعمل الدرامي، وعُدنا للسُباعيات والخماسيات التي كانت موجودة قديمًا، رجوع هذا الشكل من الدراما يفتح بابًا للمبدعين.
ما هواياتك بجانب التمثيل؟
الهواية الأساسية لدي هي التمثيل، ولكن أحب أيضًا القراءة.
ماذا عن أعمالكِ الجديدة؟
أُركز حاليًا في تصوير "الطاووس"، وأُشارك كضيفة شرف في "الاختيار 2".