طارق لطفي: اكتسبت صفات من "رمزي" في "القاهرة كابول".. وتقديم أدوار الشر علاج نفسي (حوار)
“أبقى أكتب في مذكراتك إنك شربت سيجارة مع الخليفة”.. بتلك الكلمات الخاطفة للآذان أعلن طارق لطفي القضية التي يناقشها في “القاهرة كابول”، الذي طلّ علينا بـ"الشيخ رمزي" بعد خمسة أعوام غياب في رمضان بعد “شهادة ميلاد”، ليفاجئ جمهوره بالشخصية رقم 127 ، في تاريخه الفني الذي بدأه منذ 31 عامًا.
وكشف طارق لطفي لـ"القاهرة 24" كواليس تحضيره لـ"الشيخ رمزي" والصعوبات التي واجهته خلال عام من التصوير.. نعرض كل ذلك في الحوار التالي:
حدثنا عن مشاركتك في عمل يناقش قضية الإرهاب وانطباعك الأول عن السيناريو؟
عندما قرأت اسم عبد الرحيم كمال على السيناريو كان بالنسبة لي شهادة ضمان، لذلك تحمست كثيرًا أن أقرأ السيناريو، وأرسل لي خمس حلقات، وأدهشني عبد الرحيم بأنه يحاول مناقشة تلك الفكرة المرعبة بهذه الطريقة البسيطة.
ما رأيك في فكرة العمل بشكل عام وألم تتخوف من مناقشتها؟
لم أتخوف نهائيًا من مناقشة الفكرة، والسيناريو ينظر للأحداث بطريقة وسطية بين مصر وكابول، وعندما جلست مع عبد الرحيم وحسام علي ناقشنا السيناريو واتفقنا على كيفية تناولي شخصية الشيخ رمزي.
وقل لي كيف حضرت لشخصية الشيخ رمزي؟
ذاكرت جيدًا من أجل هذا الدور، وقرأت على الإنترنت عن هؤلاء الشخصيات، ولكني لم أجد مراجع كثيرة، وفي الوقت ذاته أدهشني السيناريو واختيار اسم "رمزي" الذي يعني الرمز لكل شيء، ودرست كل هذا بشكل جيد وكيف أن هؤلاء الشخصيات يفكرون بثبات انفعالي شديد، ويؤمنون بالفكرة، ولحيتي تركتها لمدة عام وشهرين، وتعاونت مع الأستاذ محمد عبد الحميد الماكير الرائع وكذلك بذل "الاستايلست" جهدًا كبيرًا معي لإبراز كل تفاصيل الشخصية.
هل توقعتم نجاح المسلسل لهذه الدرجة؟
بفضل الله كنا نعلم أن الله سيكتب لنا النجاح، لأن جميع عناصر النجاح متوافرة بين كاتب رائع ومخرج عظيم وزملائي في العمل الأكثر من رائعين، وأعتقد بأنه عندما تجتمع كل هذه المقومات ستكون دليلًا على نجاح العمل، ورد فعل الجمهور كان أعظم من المتوقع، وهو ما أكد لنا أنه عندما تعمل بجد وتبذل مجهودًا في العمل ستجني ثمرة هذا النجاح بالتأكيد.
في كل حلقة يظهر كتابًا جديدًا كأن الكُتب هي دليل لطريق المسلسل.. أكان هذا عن قصد؟
بالطبع عن قصد، وهذه هي ثقافة عبد الرحيم كمال، فهو قارئ نهم ومثقف، فهو يريد أن يقول للناس إن الكتاب فكرة ومن يؤمن بالفكرة قد يفعل أي شيء.
وكيف كان التصوير في ظل انتشار فيروس كورونا؟
بالطبع تأثر التصوير بفيروس كورونا ولعل أبرز شيء هو تأجيل عرض العمل عامًا، ولكن لم يتم استبعاد أي مشهد، واستبدلنا التصوير في لندن بدلًا من صربيا، ونحن خاطرنا لنستكمل هذا العمل بالشكل الذي يتمناه الجمهور.
التصوير على مدار عام هو مدة طويلة.. هل اكتسبت صفات معينة من شخصية الشيخ رمزي؟
رمزي كان معي طوال الوقت وليس بسبب المسلسل فقط، ولكن بسبب لحيتي التي كانت طويلة فكنت أرى رمزي في المرآة دائمًا، وأصبحت فكرة وضع يدي على لحيتي هي "لازمة" عندي، حتى في فترة التوقف لم أضع ورق الشخصية في المكتب لأنني أحببت هذا الدور كثيرًا.
طارق لطفي يتعمد جعل الجمهور يشتاق لظهوره؟
بالفعل أنا أختار أدواري بعناية، وأختار الدور على أساس عديد من المقومات ومنها أن يكون الورق مكتوبًا بشكل جيد وجديد عليّ ويضيف لي، ويكون "كاست" العمل جيدًا، والسيناريو يناقش قضية معينة، وأهم شيء بالنسبة لي أن يجعل السيناريو الجمهور يندهش من ظهوري، أو أن يكتب صحفي أو ناقد أن طارق لطفي يُعيد اكتشاف نفسه، وكذلك ألا أُفسد في المجتمع، فتلك هي أهم المعايير، بالإضافة للمعايير الأخلاقية.
ماذا ردك على من ربط شخصيات المسلسل بالواقع؟
شخصيات المسلسل ليست تجسيدًا لشخصيات حقيقية، ولكن الفكرة أن تجعل الجمهور يفكر فأحيانًا سيرى بن لادن، وأحيانًا أخرى شكري مصطفى، كي يكون المسلسل في النهاية هو عبارة عن عرض نماذج لشخصيات كثيرة جدًا.
إذا أراد طارق لطفي أن يجسد حياة شخص معين.. فمن سيكون؟
سأختار شخصية حسن الصباح، ذلك الشخص الذي استخدم الدين في السياسة، وكان هذا أمر مهم جدًا كذلك كان أول من يؤسس جماعة لنبذ العنف، وكانت الجماعة تُسمى بـ"الحشاشين".
أين طارق لطفي في السينما؟
أنا انتهيت من تصوير فيلم اسمه "حفلة 9"، وحاليًا أعمل على فيلم جديد من إخراج حسام شوقي، وهو في الطور الأول من الكتابة وهو عمل جديد ومختلف كليًا، وفكرته أكثر من رائعة، وهو مأخوذ عن شيء واقعي، والفكرة لي أنا وحسام شوقي، وحاليًا هناك مؤلف يكتب العمل.
ما المسلسلات التي تتابعها في الموسم الرمضاني؟
أتابع العديد من المسلسلات والكثير منها لفت نظري، ولعل أبرزها "الاختيار 2" الذي أشكر جميع من شارك فيه على المجهود الرائع، "هجمة مرتدة"، والكثير من الأعمال التي لاقت إعجابي، وأرغب أن يعلم الجمهور أننا نبذل مجهودًا كبيرًا، وأتمنى من الجمهور يتأكد من أن الجميع يبذل مجهودًا كبيرًا فإذا لم يوفقه الله فيجب على الجمهور ألا يضغط عليه بالتعليقات السلبية، وكل الفنانين يُحترمون على مجهودهم.
في رأي طارق لطفي.. ما الذي يجعل الطفل ينجرف لتفكير منحرف كما فعل رمزي؟
هذه قضية مهمة جدًا وهي مناقشة كيف أن التنشئة الاجتماعية تشكل فارقًا في تكوين تفكير الأطفال، واتضحت تلك الفكرة في المسلسل من خلال معلم الفيزياء الذي تتلمذ الطفل على يده، والغرض من مناقشتها بهذه الطريقة هي لفت نظر الآباء والأمهات من أجل الاهتمام بأطفالهم، والأفكار التي يدسها المعلمون في تفكيرهم.
أكثر أدوار طارق لطفي شرًا.. أهذا عن اختيارك؟
أنا أحب تجسيد الأدوار المختلفة التي تجعل الجمهور يراني في غير المتوقع ليحبني أكثر، وأدوار الشر بالنسبة لي هي علاج نفسي لأني أقدم شخصيات لا تشبهني إطلاقًا.