في ذكرى ميلاده... عبد الحميد جودة السحار حكَّاء تاريخ الإسلام

في مثل هذا اليوم 25 أبريل شهدت مدينة القاهرة مولد الأديب والروائي والقاص الكبير عبد الحميد جودة السحار، الذي اشتهر بكتاباته للقصص الدينية للأطفال فامتلأت مكتبة الطفل بإبداعاته، بالإضافة إلى الإرث العظيم الذي تركه للمكتبة العربية من إسهاماته الأدبية.

مسيرته الأدبية

بدأ مسيرته الأدبية بكتابة القصص القصيرة من خلال مجلة "الرسالة" التي كان يصدرها أحمد حسن الزيات، وكذلك مجلة "الثقافة" التي كان يصدرها أحمد أمين، ومن بعد ذلك اتجه الي كتابة القصص التاريخية التي أبدع فيها فقدم أولى قصصه تحت عنوان "أحمس بطل الاستقلال" وكان في سن الحادي والثلاثون من عمره، ثم كتب روايته التاريخية الثانية "أميرة قرطبة".

قدم "السحار" عدة مؤلفات في كتابة الإسلاميات، فكتب "أبو ذر الغفاري"، و"بلال مؤذن الرسول"، و"سعد بن أبي وقاص"، و"أبناء أبو بكر"، كما أصدر مجموعة "محمد رسول الله والذين معه" الذي تتكون من 20 جزءا، وقام المخرج أحمد طنطاوي بإخراج أول جزءين منها في مسلسل تليفزيوني شهري أُذيع في الثمانينيات.

لم يكتف "السحار" أن يكون اسمه راسخا فقط في عقول الكبار والشباب، بل اقتحم عالم الطفولة بقصصه الدينية التي كانت موجه للطفل، وتناول في تلك السلسلة السيرة النبوية، وقصص الأنبياء، وسيرة الصحابة، وكانت النصوص القرآنية هو المرجع الأساسي له، كما حرص أن يكون السرد سهل يقوي الذوق الأدبي لدى الطفل ويربي فيه الشعور الديني.

ويقول السحار في مقدمة قصص الأنبياء الموجه للطفل: أخذت مكتبة الطفل في السنوات الأخيرة تنمو وتتسع، وكان اعتمادها في جملته على القصص، وكان جل هذا القصص مترجمًا أو معربًا، وفي القرآن الكريم قصص رائع جميل، فلم لا يأخذ مكانه في مكتبة الطفل؟ ولم تنتفع هذه المكتبة بذلك التراث الجميل؟".

إسهاماته السينمائية

عمل "السحار" في مجال السينما منتجًا ومؤلفًا وكاتبًا للسيناريو، فكان أول فيلم يكتبه وينتجه هو فيلم" درب المهابيل"، وبعد ثورة 1952 كان له العديد من إسهامات فنية عظيمة لخدمة الثورة فهو من ضمن الذين ساهموا في عمل نشيد للقوات الجوية ونشيد للقوات البحرية، مع عمل فيلمين سينمائيين هما شياطين الجو وعمالقة البحار.

وقدم عددً من الروايات الإسلامية للسينما منها" نور الإسلام" الذي أعد له السيناريو والحوار الخاص به بالاشتراك مع صلاح أبو سيف مخرج الفيلم، كما شارك في سيناريو فيلم" الرسالة" مع توفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوي، كما كتب بعد ذلك العديد من الروايات للسينما ومنهم "مراتي مدير عام"، و"أم العروسة"، و"الحفيد".

وفاته

تولى عبد الحميد جودة السحار منصب رئيس تحرير مجلة السينما عام 1973، وتوفى عقب توليه المنصب بعام فرحل عن عالمنا عن عمر ناهز 60 عامًا تاركًا خلفة إرثًا عظيمًا يخلد ذكراه.