كيف احتفلت "أسرة مسيحية" بالفيوم بأحد "الشعانين" في زمن كورونا؟ (صور)
"الجالس فوق الشاروبيم، اليوم ظهر في أورشليم، راكبًا على جحش بمجدٍ عظيم، وحوّله طقوس ني آنجيلوس".. بكلمات من اللحن الفرايحي، الجالس فوق الشاروبيم، يحتفل المسيحيون بأحد الشعانين، الذي يعتبر من أهم الأعياد السيدية.
وأحد السعف "الشعانين"، هو الأحد السابع من الصوم الكبير، والذي يبدأ به أسبوع الآلام، وهو تخليدًا لذكرى دخول المسيح لمدينة "أورشليم" حيث استقبله اليهود بسعف النخيل، وقاموا بافتراش "قمصانهم" و"السعف" على الأرض عند دخوله أورشليم راكبًا على حمار ابن آتان.
وتحتفل الكنائس بحد الشعانين بـ "السعف"، نظرًا لاستقبال أهالي مدينة أورشليم المسيح بسعف النخيل والزيتون المُزين، مرددين "هوشعنا مُبارك الآتي باسم الرب، هوشعنا في الأعالي".
كيف احتفلت أسرة مسيحية بالفيوم بأحد الشعانين في زمن كورونا؟
قالت الصيدلانية، ماريان سليمان، الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي بالمحافظة: "حد السعف عيد سيدي مُهم جدًا، فهو من الأعياد السيدية عند المسيحيين، حيث تقوم الكنائس فيه بلحن فرايحي، ويُمنع فيه الصيام الانقطاعي".
وتابعت سليمان حديثها مع "القاهرة 24"، أن من طقوس الاحتفاء بحد السعف، نبدأ بشراء سعف النخيل، ويتم الاحتفال مُنذ يوم السبت، لعمل الأشكال المختلفة من السعف، للذهاب بها إلى الكنائس يوم الأحد، لحضور القداس بالسعف، مثلما استقبل أهل مدينة أورشليم المسيح بالسعف، ويتم أداء صلاة اللحن الفرايحي في العيد، ثم صلاة قداس عيد حد السعف، ويبدأ أسبوع الآلام، ومن هُنا تبدأ الكنائس تتغطى باللون الأسود والستائر السوداء كذكرى لبداية أسبوع الآلام.
وأضافت الدكتورة ماريان سليمان، أن حد السعف هو تخليدًا لذكرى دخول المسيح أورشليم حيث استقبله اليهود بالسعف وقاموا بفرش قمصانهم على الأرض، عند دخوله المدينة راكبًا على حمار ابن آتان، لأنهم كانوا حالمين أن المسيح سيخلصهم من حكم الرومان، وعندما قال لهم المسيح : "مملكتي ليست من هذا العالم"، فتحوّل اليهود الذين استقبلوه بهذا الاحتفاء، بعد مرور أسبوع، وقالوا لبيلاطس، "اصلبه اصلبه".
كيف أثر كورونا على الاحتفاء بحد السعف؟
وأوضحت سليمان، أن هذا العام بسبب جائحة كورونا، كان الوضع مختلفًا تمامًا، واقتصر القداس على الكهنة والشمامسة، احترازًا من كورونا، ولفتت أن باعة السعف غير متواجدون بالشوارع مثلما كان قبل كورونا، فعدد قليل من الباعة كان متواجد، فضلًا أن السعف موجود بكميات قليلة جدًا، ومعظم البيوت تتشح حُزنًا بسبب وفيات كورونا، ولم تحتفل حتى منزليًا بالعيد، معبره:"لكن يستمر الطفل هو الطفل، التي تقوم الأسرة على اسعاده بشراء السعف لعمل أشكال من الصلبان والتاجات للاحتفاء بعيد حد السعف".
وتابعت سليمان: "عن أسرتي، قُمت بشراء السعف وصممنا أشكالًا من التاجات والصلبان، لأطفالي وأطفال شقيقي، واحتفل الأطفال معًا بالأشكال المصنوعة من السعف، وصنعوا الخواتم والصلبان والتاجات والساعات، كاحتفال محدود داخل المنزل، هذا العام، بعيد حد السعف، فمجرد مسكة السعف تذكرنا بذكرى مسكة الناس بالسعف وافتراشهم للسعف حتى يمر من أعلاه المسيح عند دخوله مدينة أورشليم".
وفي ختام حديثها، تمنت الصيدلانية ماريان سليمان، أن يكون العيد القادم، تعود الكنائس و نحتفل داخلها، وتكون أزمة كورونا انتهت تمامًا، لأن قداس حد السعف كان يعقبه صلاة الجُناز، وهي صلاة تتم على الشعب المسيحي أجمع في حالة إذ توفي أحدهم في هذا الأسبوع،"حاليًا محرومين من الأجواء الكنسية السنوية التي نسعد بها، أتمنى أن تنتهي الأزمة قريبًا، ليكوم الوضع مختلفًا العام المُقبل، لأني على يقين وأمل بالمصل ونتائجه، وتعود الحياة الطبيعية".
كيف احتفلت كنائس إيبارشية الأقباط الأرثوذكس بمحافظة الفيوم بعيد أحد السعف؟
وقد شهدت كنائس إيبارشية الأقباط الأرثوذكس بمحافظة الفيوم، الاحتفال بعيد أحد السعف، وأقيمت صلاة القداس الإلهي، وصلاة التجنيز، دون حضور شعبي، بسبب قرار الإيبارشية.
واقتصر الحضور بالقداسات في الكنائس، على القساوسة بعدد لا يزيد عن 7 شمامسة بكل كنيسة، وتزينت الكنائس من الداخل، بسعف النخيل، وأقيمت صلوات القداسات، وسط إجراءات احترازية لمنع انتقال العدوى بفيروس كورونا المستجد للحضور، والتزم القساوسة والشمامسة، بارتداء الكمامات واستخدام الكحول للتعقيم.
يذكر أن نيافة الأنبا إبرام، مطران الفيوم ورئيس أديرتها، قرر مؤخرًا قصر صلاة قداسات الأعياد خلال هذه الفترة على القساوسة، وعدد لا يزيد عن 7 شمامسة في كل كنيسة، لمنع انتشار العدوى بفيروس كورونا.