أسامة الأزهري لأحمد الدريني: حذيفة بن اليمان رئيس المخابرات في العهد النبوي
تناولت حلقة اليوم من برنامج "رجال حول الرسول"، الذي يقدمه الإعلامي أحمد الدريني على قناة dmc، ويستضيف خلاله الدكتور أسامة الأزهري أحد علماء الأزهر ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية على مدار أيام شهر رمضان المبارك، مهنة رئيس المخابرات من الصحابة الكرام.
وقال الأزهري إن صنعة المخابرات هي صنعة عريقة عند سائر الأمم والشعوب، وأول كتاب في هذا الفن يرجع لكتاب إلى القرن السادس قبل الميلاد "فن الحرب" لصن تزو وكانت هذه الصنعة موجودة أيضا عند الفراعنة وحضارات أخرى.
وأوضح أن جهاز المخابرات هو المؤتمن على جمع الأسرار المتعلقة بالبلد وهو ضرورة إنسانية لا يمكن أن تقوم الأمم والشعوب ولا أي حضارة إلا بها، فهي وظيفة شديدة الحيوية وجدت عند سائر الأم والشعوب بما تحتمه من الحفاظ على الأسرار العليا للبلد التي يترتب عن الإفصاح عنها ضرر، كما وجدت في سائر الأمم والشعوب ووجدت في العهد النبوي.
وكشف الأزهري أن هذه المهمة قام بها حذيفة بن اليمان على وجه الكمال الذي نستطيع أن نقول إن أكبر توصيف لمهنته أنه رئيس جهاز المخابرات في العهد النبوي.
واستشهد الأزهري على ذلك ببعض مواقف من حياة حذيفة بن اليمان، مؤكدا أنه تفرد بميزة شديدة الغرابة كان الناس يسألون عن الخير وكان حذيفة يسأل عن الشر مخافة أن يدركه لأن يعني أن الخير مبذول النبي يعلمه للكل أما حذيفة فيسأل عن الشر والمخاطر ليتجنبها، وكأن هذا الشغف جعل النبي يرى فيه مؤهلا نفسيا وذهنيا مهاريًّا ووجدانيا لأن يؤتمن على أسراره، فخصة بأن أطلعه على أسماء وأشخاص المنافقين شخصا أي عهد إليه بملفات سرية لم يطلع عليها أحد قط، حتى إن عمر بن الخطاب يلح في سؤاله هل أنا من المنافقين، ويظل حذيفة حافظا لهذا السر الكبير ولا يبوح به.
واستطرد الأزهري أن حذيفة شارك في عمليات الإحصاء الرقمي المبكر للمجتمع، ومن هذه الواقعة ما ينقله حذيفة "كنا مع رسول الله فقال أحصوا لي كم يلفظ الإسلام فقلنا يا رسول الله أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة والسبعمائة، وفي رواية أخرى بين الألف والألف وخمسمائة.
ونقل الأزهري ما ينقله جاء في التراث عن موقف واحد من التابعين وحذيفة بن اليمان حيث يقول التابعي "لو أدركت رسول الله صلى اللع عليه وسلم لقاتلت معه وأبليت فقال حذيفة أنت كنت تفعل ذلك لقد رأيتنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وأخذتنا ريح شديدة وقرّ فقال عليه الصلاة ألا رجل يأتيني بخبر القوم وهو معي في الجنة فلم يجب أحد، ثم يكرر ألا رجل يأتيني بخبر القوم وهو معي في الجنة فلم يجب أحد وعندما كرر النبي ألا رجل يأتيني بخبر فلما سكت أحد فقال النبي صلى قم يا حذيفة" أن أن حذيفة كُلِّف تكليفا أن يذهب إلى العدو ويسمع ويرى ويحلل ويعود بالمعلومات.