في ذكرى وضع أول حجر بالجامع الأزهر.. تعرف على سبب غلقه 3 مرات
تحل اليوم 14 رمضان ذكرى وضع أول حجر في جامع الأزهر بأمر من جوهر الصقلي بعد فتح مصر وبدء عهد الدولة الفاطمية، ليكون مسجدًا جامعًا للمدينة الحديثة، وليصلي فيه الخليفة الفاطمي "المعز لدين الله" عندما ينزل مصر.
غلق أبواب المسجد
تعرض مسجد الأزهر للإغلاق 3 مرات، الأولى كانت على يد صلاح الدين الأيوبي الذي أغلق أبواب المسجد وأبطل الخطبة فيه لمدة مائة عام، وكان يهدف من وراء ذلك لمحاربة المذهب الشيعي، حتى فُتح أبوابه مرة أخرى على يد الظاهر بيبرس، وعاد الأزهر من جديد يؤدي رسالته العلمية ودوره الحيوي ولكن تلك المرة مستندًا على المذهب السني وليس الشيعي.
أما عن المرة الثانية، فأُغلقت أبوابه في عهد الدولة العثمانية، احتجاجاً على مضايقة الوالي العثماني للسكان المقيمين بالقرب من الأزهر أثناء ملاحقة بعض الهاربين، فأصدر الحاكم العثماني أمرًا بعدم الذهاب قرب منطقة الأزهر، واستمر ذلك لمدة عام.
وفي عام 1880، أُغلق الأزهر للمرة الثانية في عهد الحملة الفرنسية بعد اغتيال الجنرال الفرنسي كليبر على يد سليمان الحلبي، وهو كان طالب من طلاب الأزهر، فأمر الجنرال مينو بإغلاق المسجد وظل ذلك لمدة عام حتى وصلت المساعدات العثمانية والبريطانية في أغسطس 1801، وقد فقد المسجد في تلك الفترة الكثير من محتوياته في تلك الفترة.
الأزهر معقل للثورات الوطنية
كان للأزهر دور كبير في دعم الثورات الوطنية، وكان من أبوابه يخرج الصوت الحر الذي يهتف برحيل الاحتلال ويندد به، مثلما حدث في ثورة القاهرة الأولى التي خرجت ضد الاحتلال الفرنسي بقيادة شيوخ الأزهر، وبعد مقتل الجنرال "ديبوي" حاكم القاهرة أطلق الضباط الفرنسيون الرصاص على الثوار، الذين احتموا في مسجد الأزهر، ليشهد الأزهر بعد ذلك اقتحام الجنود الفرنسية المسجد بالخيول في واقعة شهيرة تاريخيًا منتهكين حرمة المسجد.
كما كان الأزهر معقلًا للحركة الوطنية في ثورة 1919، حيث انطلقت منه جموع المصريين هاتفين ضد الاستعمار البريطاني مطالبين بحريتهم واستقلال بلدهم، ما أدى إلى استدعاء شيخ الأزهر "الجيزاوي" من قبل المندوب السامي البريطاني طالبًا منه غلق المسجد إلا أن "الجيزاوي" رفض وتحدى السلطات الاستعمارية، وأثناء الثورة تعرض المسجد للتخريب والسرقة من المحتل الإنجليزي، فقاموا بسرقة المنبر الأصلي والتاريخي للجامع، وما زال حتى الآن موجودًا في أحد المتاحف البريطانية.
كما ضرب الأزهر أعظم مثال في الوحدة الوطنية اثناء ثورة 1919، فرأينا شيخ الأزهر يخطب في المسيحين، والقسيس يخطب في المسلمين، ومشايخ الأزهر والقساوسة متجاورين ممسكين بأيد بعض متقدمين الصفوف الأولى في الثورة، والأصوات تردد" يحيا الهلال مع الصليب".