للتوثيق أم للشهرة؟.. تصوير المساعدات الخيرية تثير الجدل بين مؤيد ومعارض
في هذا الشهر من السنة، تتسابق الجمعيات الخيرية، بتوزيع مساعدات ما بين مواد غذائية، ملابس، وأموال، وأثارت صور نشرتها إحدى الجمعيات الخيرية، توثق من خلالها إعطاء مساعدات لطفل، وكاميرات الهواتف تنهال عليه، جدلًا واسعًا، منهم من اتهمهم بالتشهير والرياء، وآخرين دافعوا عن توثيقهم لصالح الجهة المعنية، وتحفيز الناس على التبرع.
ويصنف متطوعون عملية التصوير أثناء تقديم المساعدات، نوعا من التوثيق، التشجيع للآخرين والاقتداء بالمبادرات الخيرية، ويمنح أمانا أكثر للمتبرعين تجاه تبرعاتهم.
التصوير للتوثيق لصالح المتبرع
قال محمود المصري، متطوع مسئول بإحدى الجمعيات الخيرية، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، إنه يعمل منذ 5 سنوات، والقاعدة تنص في الجمعيات أنه غير مسرح بالتصوير أو التسجيل، وإظهار أوجه الأشخاص المستفيدة، وأن هذا قد يجرح منهم أو يتسبب في التشهير بهم.
وأضاف أن التصوير يكون بغرض التوثيق لصالح المتبرعين، ومن أجل تحري الرقابة على الجمعيات، مستطردًا أن ذلك يمنح المتبرع ثقة أكبر بوصول التبرع لمستحقيه، ويساهم في تشجيع المزيد من المتبرعين، فهو أساسي دون ظهور مباشر لهم.
وأوضح المصري أن التوثيق يكون للتنفيذ وليس للمستحقين، مثل الوجبات، أو الفعاليات الي يقوموا بها، مؤكدا أنه في حالة رفض المستحق يمتنعوا عن التصوير، وهناك حالات يطلب فيها المستفيد نفسه بالتقاط الصور معهم، بالإضافة للأطفال.
وناشد المصري الناس أن تحسن الظن بالمتطوعين، وأنهم يبذلوا مجهود لمساعدة الناس، وليس لأي غرض آخر.
أخلاقيات للتصوير تتبعها الجمعيات الخيرية
وفي هذا السياق، قالت شهد محمد، مسئول إعلامي بإحدى الجمعيات، إن الأخلاقيات التي يستندوا إليها في إرشاد المتطوعين، أهمها عدم إظهار وجه الحالة، وإذا شعرت بضيق من جهتها، إعلام الشخص المتضرر بمسح صورته، أو إخفاء الكاميرا.
وأضافت في حديثها لـ"القاهرة 24" أن هناك طرق عديدة لالتقاط الصور مثل صور لشعار الجمعية، موضحة أنها ترسل للمتبرعين صور المساعدات، العربيات، المتطوعين أثناء تجوالهم في القرى، والفعاليات نفسها دون إظهار تفاصيل محددة للأشخاص أو الأماكن بعينها على سبيل التشجيع.
متبرعون يطلبون إثباتات
وأوضحت أن هناك متبرعين في حالة شراء أشياء عينية، يطلبوا رؤية فواتير الشراء، وما تم شراءه " قائلة:" لازم يعرفوا الجنيه بيطلع منين وبيروح فين".
وعبرت عن استنكارها لردود أفعال الناس، إذا لم نصور الحالات يتهموننا بالسرقة، وإذا صورنا يتهموننا بإذلال المستفيدين.
التصوير نوع من إظهار الصدقات في الإسلام
من جانبه قال الدكتور عبد الحليم منصور، عضو لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف وأستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، إن التصوير نوع من إظهار الصدقات في الإسلام، حتى يقتدي الناس، بالشخص المتصدق، إن كانت نيته هو إقتداء الناس به في فعل الخير فهي جائزة شرعا وسائغة.
التصوير مع صحة النية وسلامة الطريقة جائز شرعا
وأوضح أن جواز الأمر مقيد بضوابط، وهي ألا يكون بها امتهان للفقير، أو محاولة إظهار الشخص المتصدق في صورة زائدة عن الحد، بأن يصل لحد الرياء والتعالي.
وأكد في حديثه لـ" القاهرة 24" أن الطريقة التي يقدم بها التبرع للشخص مهمة جدا هل هي آدمية، أم يشوبها الاستعلاء، واستدل بقول الله تعالى: "إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ".ۚ
