كورونا في الهند.. لا مكان للموتى والمصابين واستدعاء الجيش لمواجهة الفيروس
"نجحت الهند في احتواء أزمة فيروس كورونا" هكذا أعلن وزير الصحة الهندية نجاح بلاده في السيطرة على جائحة كورونا نهاية شهر يناير الماضي، إلا أنه لم تمض سوى أسابيع قليلة لتشهد الهند موجة كارثية من الفيروس القاتل، بداية من امتلاء المستشفيات وتسجيلها إصابات قياسية عالمية بشكل يومي، وصولًا إلى عدم وجود أماكن لحرق جثث المتوفين من كورونا، وفقًا للديانة البوذية السائدة في البلاد.
فبنهاية يناير الماضي بلغ تعداد إصابات الهند وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، نحو 10 ملايين و700 ألف إصابة، كما سجلت وفيات بلغت 153 ألفا و800 وفاة، وبعد مرور 3 أشهر بلغ تعداد الإصابات أكثر من 17 مليونًا و600 ألف إصابة، ونحو 198 ألف وفاة، بنسبة ارتفاع أكثر من 38% من الإصابات في الأشهر الثلاثة الأخير فقط.
وتسجل الهند يوما بعد آخر رقما قياسيا في الإصابات اليومية، بسبب السلالة المتحورة المزدوجة من فيروس كورونا، التي تعد أكثر فتكا من السلالة الأم، ما زاد من انتشار العدوى بين المواطنين.
استدعاء الجيش لمواجهة كورونا
ولمواجهة الأزمة الطاحنة التي تعيشها الهند حاليا بسبب الفيروس، استدعت الحكومة الهندية، الجيش للمساعدة في معالجة الأزمة المدمرة، وقال رئيس أركان القوات المسلحة الهندية الجنرال بيبين راوات، إنه سيتم إطلاق الأكسجين من احتياطيات القوات المسلحة وسينضم الطاقم الطبي المتقاعد إلى المرافق الصحية المتعثرة، وفقًا لوكالة رويترز.
وسارعت الهند إلى تحويل الفنادق وأماكن إقامة السكك الحديدة، إلى مستشفيات لاستقبال مصابي فيروس كورونا، وسط تحذيرات من قبل الخبراء بأن الأزمة المقبلة ستكون نقصًا في الأطباء والممرضات.
وقالت الجمعية الطبية الهندية إن المستشفيات الخاصة في مدينة سورات الغربية بولاية جوجارات ستغلق إذا لم تحصل على إمدادات الأكسجين قريبًا، بعدما اضطرت بعض المستشفيات إلى إبعاد المرضى وعدم استقبالهم لعدم وجود أسرة كافية.
اقرأ أيضا.. الهند من إعلان هزيمة كورونا إلى عاصفة مأساوية تجتاح البلاد
وأضافت أن بعض المستشفيات اضطرت إلى وضع مريضين في أسطوانة أكسجين واحدة، وهذه عملية تستغرق وقتًا طويلاً، بسبب عدم وجود انابيب أكسجين كافية.
كما وصل أمس الاثنين أول قطار "أكسجين إكسبرس" متجه إلى دلهي يحمل حوالي 70 طنا من الغاز المنقذ للحياة من ولاية تشهاتيسجاره الشرقية إلى العاصمة، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مصابي الفيروس القاتل.
لا يوجد أماكن لحرق الجثث
وفي بعض المدن الهندية الأكثر تضررًا بوفيات الجائحة، تم حرق الجثث في منشآت مؤقتة في الحدائق ومواقف السيارات، لعدم وجود أماكن متاحة في المحارق المستخدمة لحرق جثث الموتى وفقًا للديانة البوذية.
إذ فاضت الولايات الهندية وعلى رأسها العاصمة بجثث وفيات كورونا، كما بدأت مساحات الدفن في النفاذ بالعديد من المدن، حيث اشتعلت النيران في محارق الجثث طوال الـ 24 ساعة يوميًا.
وسجلت الهند خلال الـ 24 ساعة الماضية اكثر من 232 ألف إصابة جديدة بالفيروس، إضافة إلى تسجيلها أكثر من ألفين و700 حالة وفاة، وفقًا لوزارة الصحة الهندية.
مساعدات خارجية للهند
وخلال الساعات الماضية وصلت أولى المساعدات الخارجية إلى الهند، على متن طائرات قادة من المملكة المتحدة البريطانية، تتضمن 100 جهاز تنفس، و 95 مركز أكسجين، وصلت إلى العاصمة نيودلهي، فيما ستواصل بريطانيا إرسال باقي الإمدادات مستقبلا.
اقرأ أيضا..جثث الموتى في الهند لا تجد مقابر ولا محارق بعد الارتفاع الكبير بوفيات فيروس كورونا
وقالت السفارة الفرنسية في الهند، إن فرنسا سترسل أيضًا مولدات أكسجين يمكنها توفير أكسجين لمدة عام لـ 250 سريراً.
كما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، لرئيس وزراء الهند دعم الولايات المتحدة لنيودلهي في مواجهة فيروس كورونا، قائلاً "سنزود الهند بمساعدات عاجلة بينها مواد للقاحات والأوكسجين".
كما قال مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لـ"فيس بوك"، إنه يفكر في كل شخص في الهند وآمل أن نسيطر على هذا الفيروس قريبًا.
وأضاف مارك في منشور عبر “فيس بوك”، أن شركة الـ“فيس بوك” تعمل مع اليونيسف لمساعدة الأشخاص على فهم متى يجب عليهم الذهاب إلى المستشفى وتقديم 10 ملايين دولار لجهود الاستجابة للطوارئ.
عاصفة كورونا في الهند
تخطط الهند لفتح التطعيم لجميع البالغين اعتبارًا من 1 مايو المقبل، فيما وصف رئيس وزراء الهند، الوضع الوبائي في بلاده بالعاصفة التي تهز البلاد، قائلا إن المعنويات كانت مرتفعة بعد النجاح في مواجهة الموجة الأولى، لكن هذه العاصفة جاءت وهزت البلاد.
ذروة كورونا في الهند لم تأتي
وقدّر تقييم حكومي هندي، وصول البلاد إلى الذروة بحلول منتصف مايو المقبل، عندما تصل الأعداد اليومية للإصابات إلى نصف مليون حالة يوميا، وفقا لما نقلته صحيفة "إنديان إكسبرس".
أزمة أكسجين كورونا في الهند
وعلى وقع الأزمة ارتفعت أسعار أسطوانات الأكسجين إلى 50 ألف روبية (670 دولارا) بينما تسجل في الأوقات العادية 6 آلاف روبية فقط، ما يجعل الكثيرين غير قادرين على شراء أسطوانة أكسجين تنقذ حياتهم من وطأة الوباء
سلالة كورونا الهندية
تُعرف السلالة الهندية من فيروس كورونا علميا بـ"B.1.617" وظهرت لأول مرة في مارس، وهي مزيج من الطفرتين E484Q و L452R ما يجعلها أكثر عدوى ومقدرة على الهروب من الأجسام المضادة.
وتُعزى الزيادة القياسية والقاسية في الإصابات والوفيات بالهند إلى هذه السلالة المتحورة الجديدة، كما أنها تسبب مضاعفات تنفسية حادة، ما يفسر الارتفاع الحاد في الطلب على الأكسجين.
