المرض والموت في كل مكان.. الهند تواجه أسوأ كارثة في العالم بسبب جائحة كورونا
يخيم الليل على نيودلهي لكن سماء العديد من مناطقها لا تزال مضاءة بفضل نيران المحارق اللي تلتهم المئات من جثامين ضحايا فيروس كورونا على مدار الساعة، فكما أسرة المستشفيات مكدسة بالمرضى؛ تتكدس محارق الجثث بجثامين الموتى، وكأن الحرب قد اندلعت للتو.
وتواجه الهند أسوأ كارثة سببها فيروس كورونا في العالم، فمؤشر الإصابات لا يتوقف عن الارتفاع مسجلا كل يوم رقما قياسيا جديدا في عدد الإصابات اليومية خلال الأيام الستة الأخيرة، وكان متوسط الإصابات اليومي أكثر من 330 ألف حالة يوميا، ووصل أمس إلى 350 ألف حالة وهو الأعلى عالميا منذ بدء الوباء، وتعد هذه الأرقام هي الرسمية فقط إذا يعتقد الخبراء أنها أقل من الواقع.
المرض والموت في كل مكان
وسلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على أسوأ كارثة سببها الفيروس، ويقول مدير مكتبها في نيودلهي: "المرض والموت في كل مكان، عشرات المنازل في منطقتي بها مرضى، أحد زملائي مريض وأحد معلمي ابني مريض، وجار إلى يمين منزلنا مريض وآخر إلى يسارنا مريض، أنا جالس في منزلي أنتظر المرض، أشعر أنها مسألة وقت فقط".
وتوضح الأرقام بشكل أوضح حجم الكارثة في نيودلهي، فقبل شهر واحدا من الآن كانت نسبة نتائج التحاليل الإيجابية 3% فقط، أما الآن فقد قفزت بشكل مهول إلى 36% أي أن واحد من كل 3 يخضعون للفحص مصاب بالفيروس.
اقرأ أيضا: الصحة العالمية تكشف سبب تدهور الوضع الوبائي في الهند
وتُعزى هذه الزيادة الحادة في الإصابات إلى طفرة مزدوجة من الفيروس توصف بأنها أكثر فتكا من الفيروس الأم، ونتيجة هذه الزيادة الحادة في الإصابات تكدست أسرة المستشفيات وتُرك المرضى بالطوابير أمام أبوابها أو في منازلهم تتقطع أنفاسهم في حاجة ماسة إلى رشفة أكسجين تنقذ حياتهم.
محارق الجثث تعمل على مدار الساعة
وتعمل محارق الجثث في الهند على مدار الساعة بسبب تكدس جثامين الموتى بسبب الفيروس أو غيره، وكانت آخر إحصائية معلنة أمس لوفيات فيروس كورونا هي 2771 حالة وفاة، إلا أن هناك شكوكا حول الأعداد الرسمية المعنية، فقد خلص تحقيق إلى عدم إدراج 1150 حالة وفاة بالإحصاء الرسمي للوفيات بفيروس كورونا في نيودلهي، لكن البعض يفسر ذلك بأنه يتم إحصاء الجثامين التي تخرج من المستشفيات فقط.
ولطالما كانت الهند محط تحذيرات ومخاوف من كارثة قد يسببها الفيروس بسبب اكتظاظها بالسكان حيث يصل تعدادها إلى نحو 1.4 مليار نسمة، كما أن كثير من المناطق فقيرة للغاية ونمط حياتهم دائما ما كان محل تحذير من تفشي الفيروس.
اقرأ أيضا: لماذا أصبحت الهند بؤرة لتفشي فيروس كورونا؟.. طبيب يجيب
وتعاني المستشفيات هي الأخرى من أزمة على وقع الزيادة الحادة في الإصابات وتوافد المرضى إذا تعاني من نقص في الأكسجن والمستلزمات الطبية اللازمة، ولا يجد معظم المرضى مكانا لهم بسبب تكدس أسرتها.
وقبل 3 أشهر كانت الهند تعلن أنها تمكنت من السيطرة على الوباء، ونجت من الموجة الأولى بسلام، لكن كان ينتظرها موجة تسونامي عاتية سببت انهيار نظامها الصحي بسبب الزيادة الحادة في الإصابات.