“بحبك ادعيلي" آخر رسالة لزوجته.. قصة المقدم محمد وحيد شهيد معركة الواحات؟
عرضت حلقات مسلسل “الاختيار 2” دور العناصر الإرهابية في التخطيط وتنفيذ عمليات استهداف وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، واغتيال الشهيد محمد مبروك، فضلًا عن تنفيذ عمليات إرهابية كبرى منها تفجير مديريتي أمن الدقهلية والقاهرة، وكيف نجحت وزارة الداخلية وقطاع الأمن الوطني في تتبع العناصر الإرهابية والقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة، وسلطت الضوء على عملية استشهاد المقدم محمد وحيد، ضابط الأمن الوطني، الذي لقي حتفه في معركة الواحات.
وتواصل “القاهرة 24” مع “ريم” زوجة الشهيد المقدم محمد وحيد حبشي، ضابط الأمن الوطني، الذي ظهر في مسلسل "الاختيار2"، وقالت إنها فخورة كل الفخر لأن أحداث المسلسل أكدت بطولات الشهداء التي ترويها دائمًا لأولادها، لافتة إلى أن الشهيد كان دائمًا يردد "الحمد لله قدري اتحمل المسئولية علشان خاطر مصر مش هنسيبها للإرهابيين أنا تقديري عند ربنا"، فقصة حب جمعت الشهيد المقدم محمد وحيد ضابط الأمن الوطني، وشريكة حياته "ريم" كان ثمارها حياة زوجية سعيدة وطفلين هما "جودي" 14 سنة و"أحمد" 9 سنوات، عند سماع خبر استشهاده في معركة الواحات جلست تبكي من هول الصدمة وتتمتم “محمد مات!، هو اللي بتقولوه ده صح! أنا حاسة إنه ما ماتش".
وأضافت زوجة الشهيد، في حوار خاص لـ"القاهرة 24"، أنه بعد عرض لقطات بسيطة من المسلسل “الناس في مصر حست شوية بالمعاناة التي كنا نعيش فيها منها القلق والتوتر والخوف على أقرب الناس لينا من الإرهابيين”، مضيفة أنه قبل استشهاد البطل نقلوا من مسكنهم ثم بعد ذلك ذهبوا إلى الحج لزيارة بيت الله وعلى جبل عرفة دعا الشهيد من قلبه بأن ينال الشهادة، وأنها دعت إن ربنا يحفظه ليهم وفي الآخر ربنا استجاب له ولها.
وتابعت: “محمد استشهد بعد ما رجعنا من الحج بـ40 يوما فقط.. الحياة كانت صعبة قوي علينا كنت كل ما بكلمه أسمع صوت ضرب النار حواليه، مصر قبل حادث الواحات حاجة وبعدها حاجة تانية كأنه هو وزمايله جابوا الضربة القاضية على الإرهابيين وعشنا يعدها في أمان، كان ليه كلمة حلوة دايما بيقولها معرفتش أسيب فلوس وعقارات لولادي زي بقاقي الأبهات بس هحاول أعملهم بلد يعيشوا فيه بآمان قال كده قبل ما يستشهد بأسبوع”.
واستكملت: “أحلى صوت كنت بسمعه مفتاح الباب وهو داخل عليا بالسلامة، لغاية دلوقتي مش قادرة أتقبل فكرة إني أقدر أعيش من غيره، كان متعود ينام بلبس الشغل علشان ميحسش بطعم الراحة، ويقوم يشوف شغله، عندنا جودي 14 سنة دلوقتي وأحمد 9 سنوات والحمد لله ابتدا يفهم اللي حصل لبباه وقال أنا عايز أكمل اللي بابا عايزه للبلد”.
واستطردت: يوم الجمعة اللي استشهد فيه قالي هخلص مأمورية لمداهمة العناصر الإرهابية وأجي اتغدا معاكم وللأسف مجاش، وظل والده بالقاهرة لا يعلم خبر استشهاده في معركة الواحات، أخفينا عليه خبر استشهداه علشان والده كان مصاب بجلطة في المخ.
وتابعت: “والده كان دايما بيسأل عليه مكنتش عارفه أقوله إيه، كان قلبه حاسس وتوفي والده بعد استشهاد محمد بشهرين وميعرفش إن ابنه استشهد، والد زوجي كان ضابط في أمن الدولة وهو اللي قبض على اللي قتلوا السادات في حادث المنصة".
قبل ساعات قليلة من المهمة، كعادته ودع ضابط الأمن الوطني زوجته "ريم" بعدما أبلغها بذهابه في إحدى المأموريات، غير أن تلك المرة اختلفت عن سابقتها “كل مرة لما ينزل كان بيقولي الموضوع خطير وأنا ممكن ما أرجعش، بس دي المرة الوحيدة اللي ما قالش فيها حاجة”.
دماثة الخلق والتدين، صفات تذكرها زوجة الشهيد البطل "محمد حد كويس ومحترم أوي، كان نعم الأب ونعم الزوج"، وتشير إلى حبه الشديد لعمله وحفاظه على سرية المأموريات حتى مع زوجته "عشان هو أمن وطني مكنش بيقول أسرار الشغل ولا أي تفاصيل عنه حتى في البيت".
"بحبك إدعيلي" آخر رسالة بعثها الشهيد لزوجته على تطبيق “واتس آب”، و"بسم الله توكلنا على الله" كانت آخر الكلمات التي كتبها الشهيد "وحيد" عبر صفحته بـ"فيس بوك".