قصة خائن 2.. ضرائب برشلونة وخلافات وضعت شوستر على أول طريق الخيانة مع كبار إسبانيا
يظهر دائما أسباب تدفع لاعب كرة القدم أحيانا إلى خيانة ناديه، وتوجيه ضربة قاسية إلى النادي وجماهيره دون أن يضع أي حسابات لهذه الضربة، أو العواقب التي قد تلحق به بسبب هذا القرار.
وسيكون بطل قصة اليوم من سلسلة "قصة خائن" هو النجم الألماني السابق "بيرند شوستر"، نجم الثلاثة العملاقة في إسبانيا برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد، وصاحب التاريخ البارز مع الثلاثي سواء في الخيانة أو التألق.
الانضمام لبرشلونة وبداية رحلة التوهج
انضم شوستر إلى صفوف نادي برشلونة في عام 1980، وكان واحد من أبرز لاعبي خط الوسط في إسبانيا بل في العالم في ذلك الوقت، وحقق العديد من النجاحات مع البارسا، فقد شارك في 170 مباراة طوال السنوات الثمانية التي تواجد فيها مع الفريق بمختلف المسابقات وسجل خلالهم 63 هدف.
وحصد شوستر العديد من البطولات مع فريق برشلونة طوال السنوات الثمانية، فقد فاز بالعديد من البطولات، بل وفاز بالكرة الفضية الأوروبية في عام 1980 والكرة البرونزية في عامي 1981 و 1985، وأصبح من اللاعبين المفضلين إلى الجماهير بشكل كبير جدا، ولكن وجه لهم الصدمة الكبرى.
اشتعال الخلافات مع البارسا والقيام بالخيانة الأولى
وكان هناك العديد من الخلافات بين شوستر وجوزيب لويس نونيز رئيس برشلونة في ذلك الوقت وبعض مدربين الفريق، ووصل الخلاف بينه وبين رئيس النادي إلى المحاكم ويرجع السبب في ذلك إلى أن نونيز كان يوقع عقدين مع اللاعبين واحد يرسل لمصلحة الضرائب لتخفيف قيمتها والثاتي يحتفظ به، وبعد تحقيق السلطات في هذا الأمر اتضح قيامه بالتهرب الضريبي، الأمر الذي جعل بعض اللاعبين في ورطة ومن بينهم شوستر نفسه.
ظلت الخلافات تتصاعد بين الطرفين، وكان رئيس النادي يعتبره "لاعبا متمردا"، حتى اتخذ شوستر قراره بالرحيل عن برشلونة في صيف 1988 والانضمام إلى صفوف ريال مدريد، في ضربة كانت مؤلمة جدا لجماهير البلوجرانا وأثارت غضبهم بشكل كبير من اللاعب وهاجمته على هذا القرار بطريقة قاسية.
واستكمل شوستر رحلة التألق مع ريال مدريد بشكل كبير، فقد خاض مع الفريق 62 مباراة بمختلف المسابقات سجل خلالها 13 هدف، وحصد العديد من البطولات فقد أعاد إلى الملكي مثل الدوري الإسباني في موسمين متتاليين، والفوز بكأس ملك إسبانيا بعد غياب لمدة 7 سنوات.
الخيانة الثانية
وبعد موسمين فقط مع ريال مدريد، قرر النجم الألماني الانضمام إلى صفوف الغريم أتلتيكو مدريد في صيف 1990 وسط صدمة كبيرة لجماهير الملكي وفرحة كبرى لمشجعي الروخيبلانكوس، فقد تألق بشكل كبير جدا معهم أيضا وحصد لقبي كأس ملك إسبانيا مرتين متتاليتين، ولكنه كان "منبوذا" بشكل كبير في إسبانيا بسبب الخيانات التي قام بها للعمالقة الثلاثة.
وبعد موسمين فقط رحل شوستر عن إسبانيا بشكل نهائي، وانضم إلى صفوف باير ليفركوزن في عام 1993، بعدما حقق العديد من الإنجازات مع الثلاثة الكبار برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد، حيث فاز بـ11 لقبا، وكان أول لاعب في التاريخ يتمكن من تحقيق كأس ملك إسبانيا 4 مرات في 5 سنوات مع ثلاثة فرق مختلفة.
واعتزل شوستر لعب كرة القدم عقب موسم 1997/1998، بعد رحلة طويلة من التألق في ملاعب كرة القدم، واتجه إلى عالم التدريب، وتولى مهمة تدريب العديد من الأندية أبرزها "ريال مدريد وخيتافي وليفانتي وشاختار وكولن" وكان مرشح لتدريب العديد من الأندية والمنتخبات في قارة إفريقيا وآسيا.
حديث شوستر عن خيانته لعمالقة إسبانيا
وبعد مرور العديد من الأعوام وبالتحديد في عام 2019، خرج شوستر بتصريحات صحفية يتحدث خلالها عن رحلته في إسبانيا، حيث قال: "مغادرة البارسا؟ في المرة الأولى التي تلعب ضد فريقك السابق، يكون الأمر سيئًا للغاية، في المرة الأولى التي واجهت فيها برشلونة، كان لدي وقت صعب وسيئ، لكن في النهاية يجب أن تكون محترفًا، ولملم أفقد أي أصدقاء عندما غيرت الفرق، الأصدقاء يبقون أصدقاء فالقميص لا يغير شيئًا".
وتابع: "لم أفقد أي أصدقاء عندما غيرت الفرق، الأصدقاء يبقون أصدقاء فالقميص لا يغير شيئًا".
وانتهت في النهاية قصة شوستر داخل ملاعب كرة القدم، ولكنه الآن يحاول كتابة تاريخ جديد في عالم التدريب رغم أنه لم يحقق إنجاز بارز حتى الآن بخلاف فوزه بالدوري والسوبر الإسباني مع ريال مدريد، ولكنه لم يحفر اسمه بشكل واضح حتى الآن في عالم التدريب، ولكن هل سيكون له خيانات جديدة هذه المرة كمدرب؟.