هل حان الوقت لأول رئيسة لجامعة القاهرة؟
بين قوائم رسمية للمترشحين لمنصب رئيس الجامعة في 8 جامعات حكومية، انجذبت للقائمة الخاصة بجامعة القاهرة، التي تخرجت فيها منذ 14 عاماً، لأجد على رأس قائمة المترشحين، الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، التي درست فيها، ليراودني تساؤل مفعم بالأمل: هل تتولى سيدة لأول مرة منصب رئيس جامعة القاهرة؟
لك أن تتخيل أن جامعة القاهرة، هذا الصرح التعليمي العريق الممتد لأكثر من 113 عاماً، ليس بين قائمة رؤسائها السابقين أي سيدة، وهو أمر مثير للدهشة، حيث أن الدور الأنثوي في تاريخ هذه الجامعة يتمثل في سر وجودها في الأساس، حيث ارتبطت نشأتها وتدعيم أركانها، بمساهمات الأميرة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بوهب الأرض التي أقيمت عليها جامعة القاهرة، مع تحمل تكاليف البناء من خلال عرض جواهرها للبيع، وشاركت بنفسها في وضع حجر أساس الجامعة بيديها، لتستحق لقب "أم العلم".
تاريخ جامعة القاهرة أيضاً بمثابة عقد تنتظم فيه حبات لؤلؤ من سيدات رفعن أسهم الجامعة عالياً، وقدمن نماذج مشرفة لم تقتصر اسهاماتها داخل حدود الوطن بل في العالم كله، من بينها الدكتورة سهير القلماوي، أستاذة الأدب العربي، أول طالبة في جامعة القاهرة، والدكتورة زهيرة عابدين، أول طبيبة تعين في هيئة التدريس المصرية، والدكتورة سميرة موسى، عالمة الذرة المصرية الشهيرة، التي كانت أول معيدة في كلية العلوم، وكذلك الدكتورة مفيدة عبد الرحمن، أول إمرأة تمارس المحاماة في القاهرة، وحكمت أبو زيد، أول إمراة تتولى منصب وزاري في مصر، وهو منصب وزير الشئون العلمية المصرية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
في عام 2008 كانت جامعة القاهرة على موعد مع أول سيدة تتولى منصب نائب رئيس جامعة القاهرة في تاريخ الجامعة، وهي الدكتورة هبة نصار، وربما تنتظر جامعة القاهرة في عام 2021 خطوة جديدة وفارقة بفوز أول سيدة بمنصب رئيس جامعة القاهرة، ليكون إنجازاً جديداً مستحقاً للمرأة المصرية التي رفعت أسم الجامعة في العديد من الجامعات العالمية والمحافل الدولية.
أكثر ما يجعلني متفائلاً بإمكانية وصول أول سيدة لمنصب رئيس جامعة القاهرة هذا العام، هي السيرة الذاتية المشرفة للدكتورة نورهان الشيخ، المتخصصة في العلاقات الدولية وتحديداً الملف الأسيوي، أحد أعضاء المجلس المصري للشئون الخارجية، لما لديها من خبرة في مجال الإدارة وهو الجانب الأهم ضمن مؤهلات ترأس جامعة بهذا القدر من العراقة والتميز، حيث ساهمت في تأسيس وإدارة العديد من المراكز البحثية ومراكز الفكر، وشغلت مناصب سياسية في عدة وزارات، ومثلت المرأة في عدد من المجالس المتخصصة، وتتمتع بحضور طاغ يجذب المستمع بخبرتها وعلمها.
إذا تحققت هذه الأمنية سنكون على موعد مع أول رئيسة لجامعة القاهرة، وهي الخطوة التي تأخرت لنحو قرن من الزمن، ولعلها تتحقق أخيراً لتكون انتصاراً جديد للمرأة المصرية في وطن لا تتولى فيه المناصب بمبدأ الكوتة والإجبار، إنما بإرادة الجدارة والاقتدار.