"رجال حول الرسول" يواصل كشف ملامح رئيس الدولة عند عمر بن الخطاب
تواصل حلقة اليوم من برنامج "رجال حول الرسول"، الذي يقدمه الإعلامي أحمد الدريني، على قناة dmc، ويستضيف خلاله الدكتور أسامة الأزهري أحد علماء الأزهر ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، على مدار أيام شهر رمضان المبارك، استعراض ملامح رئيس الدولة عند الصحابي والخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وكانت حلقة الأمس تناولت ملامح رئيس الدولة عند عمر بن الخطاب حيث أوضح الأزهري أنه عندما أراد عمر بن الخطاب، اتخاذ تأريخًا يكون خاصا للمسلمين، قال البعض اكتبوا على تأريخ الروم، وقال البعض اكتبوا على تأريخ الفرس، لكن هذا الكلام لم يعجب سيدنا عمر لأنه يريد إرساء معالم مستقلة للدولة تستقل بتاريخها وطريقة بناء الدواوين وتسيير نظم الإدارة للبلاد والعباد لا يريد أن يكون عالة الأمم، فقال "انظروا كم قام النبي في المدينة" فكتبوا تاريخ الهجرة، ومن هنا بدأ التأريخ الهجري.
وأضاف أن سيدنا عمر كانت له هيئة استشارية حقق بها المقدرة على الابتكار وأحاط نفسه بالعقول والخبراء والمستشارين، ولا يكاد يخلو موقف من أنه يعرضه عليهم وقد يندهشون من ابتكار الفكرة ويقولون له افعل ما تراه، لكنه يريد أن يطمئن ممن حوله من الصحابة أن هذا الإجراء لا يعارض ما يحفظونه من الهدي النبوي.
وكشف "الأزهري" أن من معالم الابتكار في إدارة الدولة عند عمر أنه "أول من عسَّ بالليل"، أي اتخذ أعوانا ينتشرون في المدينة ويأتون له بالأخبار عن السوق والمهن والسلع وحركة الحياة، وكيف تسير وهو ما يترجم الآن بمؤسسات الرصد والمتابعة واستطلاع وقياس الرأي العام ومؤسسات تقدير الموقف.
وضرب مثلا بقيام عمر بالعسس بنفسه وتفقد الأحوال بنفسه عندما قدم إلى المدينة تجار وخرج لحراستهم هو وعبد الرحمن بن عوف فباتا يحرسانهم، وعندما سمع بكاء صبي وطلب من أمه أن تسكته فأوضحت له أنها تحاول أن تلهي الطفل عن الطعم فيأبى لأن عمر لا يفرض إلا للمفطوم، فطلب منها ألا تعجله على الفطام، وعندما صلى الصبح نادى بأن لا تعجلوا صبيانكم على الفطام فأنا نفرض لكل مولود.
واستطرد "الأزهري" أن سيدنا عمر أول من عقد المؤتمرات العامة للقادة والولاة والمساعدين، مثل اجتماع رئيس الدول بمجلس الوزراء أو هيئة المحافظين أو هيئة المستشارين والمساعدين وأرباب الوظائف المختلفة.
وأضح الأزهري أن عمر بن الخطاب أول من اتخذ القرارات المكتوبة المفسرة وعممها على الولايات فلم يرسل البريد برسالة شفوية، فكان يحرص على التوثيق والتدوين واستيفاء أركان الدولة.
