بلال فضل يروي مشاهد من حياة صلاح عيسى في ذكرى رحيله
روى الكاتب الصحفي بلال فضل، وقائع حوار أجراه مع الكاتب الصحفي الراحل صلاح عيسى، وما كتبه عيسى في مقدمة كتابه “محاكمة فؤاد سراج الدين باشا”.
وقال فضل في منشور على صفحته بـ”فيس بوك”: “كنت قبل أشهر قد أعدت نشر وقائع الحوار الذي أجريته مع الأستاذ صلاح عيسى عن تجربة اعتقالات سبتمبر التي أمر بها مخترع ديمقراطية الأنياب والحوافر أنور السادات، وحكيت كيف تأثر الأستاذ صلاح عيسى بتجربة تعرفه في المعتقل على مؤسس حزب الوفد الجديد فؤاد سراج الدين، وكان من أوائل ما فعله بعد خروجه من السجن استئناف مشروع طموح كان يحلم به، يحمل عنوان (دفاتر التاريخ العربي)، والذي أصدر منه الدفتر الثاني في يناير 1983 بعنوان (محاكمة فؤاد سراج الدين باشا) والذي صدر جزءه الأول عن مكتبة مدبولي، ولم يصدر الجزء الثاني منه بعد، وكان الأستاذ صلاح قد كتب له مقدمة مهمة بعنوان (البورجوازية المصرية ولعبة الطرد خارج الحلبة) أعاد كتابتها فيما بعد ونشرها بشكل مستقل”.
وتابع فضل: “بغض النظر عن قيمة كتاب محاكمة فؤاد سراج الدين، الذي كتب الأستاذ صلاح ما هو أجمل وأهم منه بكثير، وبغض النظر عن كل ما يجمعني بالعم صلاح وما اختلفت معه فيه، إلا أنني لا يمكن أن أنسى أبداً الإهداء الذي كتبه في مقدمة الكتاب”.
وجاء الإهداء في مقدمة الكتاب: “إلى الصحفي الكبير الأستاذ محسن محمد، الذي كان أول ما أنجزه ـ حين تولى رئاسة تحرير جريدة الجمهورية في مارس 1975 أن أنتهز فرصة غبت فيها وراء أسوار السجون ـ بتهمة أنني أفكر ـ فألغى “هوامش المقريزي” التي كنت أكتبها كل صباح: صلاة في معبد مصر، الأم الشجاعة التي علمتنا العطاء والصبر والكبرياء. ثم كان آخر ما أفعله، أن انتهز فرصة مطاردة أجهزة الأمن لي طوال عام 1977 ـ لأنني لم أكف عن التفكير ـ ففصلني من عملي الصحفي، محققا بذلك ـ كما قال لي فيما بعد واحدة من أمنيات عمره!”.
وأردف الإهداء: “ذلك أمر يستحق معه أن أهدي إليه هذا الكتاب، الذي بدأته وأنا مطارد، وواصلت العمل فيه وأنا سجين، وأتممته وأنا أواجه حرب تجويع.. ربما يقتنع أن هناك من البشر من يفضلون الموت واقفين على أن يعيشوا راكعين”.
وأختتم بلال فضل منشوره عن الكاتب الصحفي الكبير صلاح عيسى قائلًا: “قبل عام رحل صلاح عيسى، الأستاذ برغم كل شيء، عليه ألف رحمة ونور”.
يُذكر أن الكاتب الراحل صلاح عيسى، ولد في 14 أكتوبر 1939 في قرية “بشلا” بمحافظة الدقهلية، وتوفي في 25 ديسمبر 2017.