قد تُغير التاريخ.. طفلة تخترع نظارة تُمكن المكفوفين من الرؤية (فيديو وصور)
ما بين سنوات وسنوات، يأتي أحدهم ليُغير العالم ويبتكر شيئًا من شأنه أن يجعل الحياة مختلفة تمامًا عما كانت عليه أمام الملايين، يفتح أمامهم آفاق وأبواب لم يعلموا من الأساس أنها موجودة أو مؤصدة، وهو ما تمكنت منه طفلة لم تتجاوز عامها السادس عشر بعدْ؛ والتي ابتكرت ما قد يُحدث ثورة في عالم المكفوفين ونظرة العالم لهم، بل من الممكن حال نجاح الاختراع ألا يكون هناك مكفوفين بالمعنى الذي يعرفه العالم حتى كتابة هذه السطور.
قبل 200 عام بالتمام والكمال نجح الفرنسي "لويس برايل" في ابتكار وتطوير طريقة جديدة للكتابة عُرفت فيما بعد باسمه، وأحدثت ثورة في عالم المكفوفين وباتت هي اللغة التي يعرفها العالم بهم، لكن قبل أيام قليلة، ووسط مدينة ديرب نجم الواقعة على بُعد نحو 27 كيلو متر من وسط محافظة الشرقية وعاصمتها الزقازيق، طرقت طفلة في السادسة عشر من عمرها أبواب التاريخ من جديد في مجال معاونة المكفوفين، وهذه المرة قد يكون ما ابتكرته سببًا في تغيير حياتهم إلى الأبد.
"أمنية أيمن أحمد أحمد فراج" الطالبة بالصف الثاني بمدرسة "محمد ربيع فلاح" الثانوية بنات، التابعة لإدارة ديرب نجم التعليمية بالشرقية، تمكنت من حصد المركز الأول في مسابقة "الإبداع طموح" على مستوى محافظة الشرقية، وذلك من خلال ابتكارها الذي أطلقت عليه في البداية "النظارة الخفاشية" قبل أن يتغير الاسم إلى "عين المكفوفين المُبصرة" التي ابتكرتها لمساعدة المكفوفين في أشياء عدة، فيما تأهلت الفتاة للمعرض الجمهوري بمسابقة "إنتل آيسيف" وحصلت على المركز التاسع على مستوى الجمهورية.
وخلال حديثها لـ"القاهرة 24" أكدت "أمنية" أن اختراعها الجديد، رغم الاعتراف به من جانب المنظمة والمسابقة، إلا أنه لم يتعرف طريقه إلى التوثيق وتسجيل براءة الاختراع باسمها، لكن ذلك ليس أكثر ما يُقلقها بقدر ما تتمنى وترجو أن يعرف الاختراع والحديث عنه طريقًا إلى المسؤولين، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.
عددت "أمنية" مزايا اختراعها وما يُمكن أن يُقدمه من خدمات تصل إلى 30 ميزة وخدمة للمكفوفين قد تُغنيهم عن الاستعانة بمن يُساعدهم حتى على عبور الطريق؛ إذ جرى تزويد النظارة بجهاز استشعار يصل مداه إلى أربعة أمتار، فضلًا عن إمكانية قيادة المكفوفين ممن يستعينون به للسيارات بسرعات أقل، بالإضافة إلى أشياء كثيرة من بينها التعرف على العملات والأشخاص وتجنب التنمر والاستماع إلى الملفات الصوتية والتعامل مع التطبيقات المختلفة عبر الهواتف المحمولة، في قائمة طويلة تستحق الاهتمام وأن تصل إلى مسؤولي الدولة لما قد تُشكله من نواة قد تُحدث تغييرًا في عالم المكفوفين.