طلعت طه يكتب: شيخنا الكبير محمود الزمراني
شيخنا الكبير.. خمس مرات يطبطب فوق قلوبنا لا ينسى موعد لنا..
يسافر بين السحاب و.. بين السحاب.. وبين المآذن.. حين استعارت صوته الملائكه الكرام.. قلنا لصوته.. السلام.
عائد من الجنة- شيخنا- بصوته.. وعنقه الطويل كما تعلمت في الصغر أن كبار القامة في الجنة.. أعناقهم كبيرة ووجوههم منيرة
ما زلت أقدامه منيرة بأثر لا يختفي..
لم أسمع أجمل من صوت ألقاه في يوم المطر ولا نداء لصلاه عيد أو رحيل جار..
الفجر يحمل في قريتنا الصغيرة نسمات الأرض الطيبة وأصوات الطيور الساعية للرزق..
ويلغي جمالها صوت لا ينطقه.. بشر..
هل كان يرى شيخنا بنداء الصلاة إنه ربانا على دعوات خلفه.. أم كان بقلبه يرى الناس جميعهم وعرفهم جميعهم أبا وأما وأطفالا وأصلا ونسب..
شيخنا كان فوق المآذن ينشد فجرًا للعشاء بعزف متفرد لم يأتي غيرة لنستمع له.
كان شيخنا كل صلاة يصطحب نفسه دون سند أو عصا
كان يعلم للمسجد طريقه، فوق الستين عاما متصلة لا ينقطع حتى في الليالي الموحلة والمظلمة.
أيقنت وقتها.. بنور أقدامه أن للقلوب عيونا.
(هو كان لازم نعدي جنب منه لما نحب نتعلم صلاة)
كان يربي أبناءه قبل الألف من الأبناء على الحق..
ليس عندي إجابه محددة لمعرفة أسباب سعيه أمامي بصوت الأذان.