الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مشاهد من الخوف ومحاولة التعايش.. كيف يعيش المصريون في الهند بعد تصاعد أزمة كورونا؟ (خاص)

مواجهة فيروس كورونا
تقارير وتحقيقات
مواجهة فيروس كورونا في الهند
الأحد 02/مايو/2021 - 10:45 م

على مدار ما يقرب من شهر، يعيش المصري إسلام سعيد، وغيره من المصريين المقيمين في دولة الهند، حالة من التوتر والقلق، فمنهم من فقد عمله هناك نتيجة إجراءات الغلق التي تشهدها الدولة، بعدما انتشر الفيروس داخل الدولة بشكل لم يسبقه مثيل عالميًا، ومنهم من يحاول التأقلم مع الوضع الوبائي، حيث أصبحت دولة الهند متصدرة حديث العالم الأول فيما يخص فيروس كورونا بعدما وُصفت بأنها مركزًا للوباء.

فقدان للعمل وحياة بلا معنى

"بصحى عشان أنام".. يحكي إسلام سعيد، أحد المصريين المقيمين في دولة الهند وبالتحديد في مدينة نيودلهي، أن عمله توقف بسبب انتشار وباء كورونا، بذلك الوضع التي تشهده الهند في تلك الأيام، خاصة، وأن عمله يرتبط وبشكل كبير بالأفراح والحفلات، حيث إنه يعمل في مجال "التنورة"، وبصوت يغلب عليه التسليم بالواقع، قال: "اتجهت للسفارة ولم يرسلوا أي استجابة"، معربًا عن استيائه من أن الشخص الذي يرد عليه في السفارة شخص ليس مصري، وهو ما يجعل في الأمر صعبا معه، مسترسلًا: "لو عاوز أوصلك مش تفهمني كل اللي عاوز أقوله مش هيوصل لك المعنى اللي طالع بنبرة صوتي".


 يحاول المصري جاهدًا في الوقت الحالي، وعن طريق مساعدة شقيقه أن يحجز تذكرة رجوعه إلى مصر، وبنبرة حزينة ردف: "هرمي كل حاجة ورا ضهري، وبعد 6 شهور هنزل بلدي مش معايا جنيه"، مؤكدًا في تصريحاته لـ"القاهرة 24"، أنه يفعل ذلك اضطرارًا بسبب عدم العمل، ومُشيرًا إلى أنه قبل الجائحة كان يذهب لأكثر من 30 رحلة طيران داخلي خلال الشهر، وكان إذا ضاق به الحال بسبب كورونا يعمل ثلاثة أيام في الأسبوع.

المصري إسلام سعيد في الهند

وحسب آخر الأرقام الواردة من الهند، فقد تم تسجيل 392488 إصابة جديدة و3689 وفاة جراء فيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وبحسب جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، فإن الهند تأتي في المركز الرابع من حيث عدد الوفيات التي وصلت إلى 211853، كما سجلت 19.164.969 إصابة.

استقرار وخوف 

بين التشبث بلقمة العيش وخوفه على أسرته وأولاده يعيش المصري أحمد سامي، في دولة الهند حالة من الحيرة بين أن يأخذ قراره بالنزول إلى مصر تاركًا عمله وبيته وحياته، التي ظل يُبنيها على مدار ثلاث سنوات خاصة، وأن عمله لازال مستقرا، وبين استمرار إقامته في دولة الهند، وبصوت لم يملك شيئًا أكد استغلاله لأي فرصة سفر إلى مصر، مسترسلًا: "مش هقدر أغامر بأولادي وزوجتي، لو لوحدي الموضوع كان هيبقى مختلف".
 

يروي المصري في حديثه مع الـ"قاهرة 24"، أن الوضع الوبائي في الهند صعب للغاية، لكنه أشار أيضًا إلى أن منطقته الذي يُقيم فيها بعيدة عن المنطقة المنتشر فيها الفيروس، لافتًا إلى أن المباني من حوله خالية من السكان حيث أنها منطقة تقوم على الشركات والتأجير ومع انتشار الفيروس وقف التأجير وبالتالي لم يتبقى منهم أحد، وفيما يخص مدارس أولاده ودراستهم، أوضح المصري أن الدراسة وقفت منذ عدة أيام بشكل عام، كما أوضح أن عمله يسير بشكل طبيعي، حيث يتابعه عن طريق "الأونلاين" منذ أكثر من سنة و6 أشهر.

المصري أحمد سامي في الهند

كما يحرص سامي على ألا يجعل أطفاله يُشاهدون ما تبثه القنوات الهندية عن المصابين والوفيات، رادفًا: "مسيطر على ولادي أنهم ميشوفوش أي حاجة بتحصل وبنّشغل حاجات مصرية"، ومؤكدًا أيضًا على توافر السلع الغذائية واتباعه جميع الإجراءات الاحترازية، عند نزوله لشراء أي مستلزمات خاصة بالمنزل، مسترسلًا: "بنزل لوحدي اشتري كل طلبات البيت وانا لابس كل اللبس اللي أقدر اخلعه بسهوله ليتم تطهيره".

 

وفي الأيام القليلة الماضي حصلت دولة الهند على دعم عالمي من مختلف دول العالم لمساعدتها في تخطي الكارثة التي تمر بها من انتشار تفشي فيروس كورونا في البلاد، حيث أجرت الهند اتصالات مع شركة تصنيع الأدوية في مصر لتزويدها بعقار "ريمد يسيفير" الذي يستخدم لعلاج فيروس كورونا، بسبب تفاقم الأزمة وتفشي الفيروس في البلاد، وأرسلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية والإمارات وألمانيا ومصر معدات طبية لإنقاذ حياة المرضى.

مواجهة كورونا للحفاظ على المستقبل 


"المرادي الوضع أصعب بكتير".. أعرب مصطفى علاء، والذي يعمل في مجال المطاعم وتنظيم الحفلات بالهند منذ خمس سنوات، أنه وبالرغم من أن الهند ليست المرة الأولى لها أن تمر بالجائحة ولكن تلك المرة هي الأصعب، ونظرًا لأن مجال عمله مرتبط بالتجمعات، ونتيجة للغلق الذي حدث في الهند، تضرر عمله بشكل كبير، إلا أنه لم يقف عند هذا بل يحاول ويسعى جاهدًا إلى أن يفتح لنفسه مجال العمل "الحر"، رادفًا: "بحاول أخلق لنفسي فرص عمل ودراسة".

المصري مصطفى علاء

وأشار المصري والذي يُقيم في الهند منذ خمس سنوات في حديثه مع "الـقاهرة 24"، إلى أنه صنع لنفسه طرق عدة في مختلف المجالات، ولذلك يجد صعوبة في اتخاذه قرار أن ينزل إلى مصر في الظرف الراهن الذي تمر به البلاد، مسترسلًا: "لو نزلت وسبت كل حاجة هبقى ضيعت عمري  وفلوسي وتعبي على الفاضي"، وهو الأمر الذي يجعله لا يدور حتى في ذهنه الاستغناء عن كل هذا والبدء من جديد في مصر أو أي دولة أخرى، وبيقين ردف: "صعب أخد قرار يغير حياتي في لحظة ومحدش عارف بكرة في أي الأحوال بتتغير في لحظة". 


"بحاول مخسرش كل حاجة".. يحاول الشاب العشريني التأقلم والتعايش مع الوضع الوبائي في الهند، مسترسلًا: "اخدنا الخبرة من السنة اللي فاتت ولكن ده مش معناه أننا نتقبله"، مؤكدًا على أنه يرجع السبب وراء ما حدث في الهند هو أنه منذ حوالي شهرين فتحت دولة الهند بشكل كبير، واعتقدت أنها سيطرت على الوضع الوبائي، بالإضافة إلى الانتخابات التي شهدتها البلاد والحملات الانتخابية التي ساعدت على أن ازدياد الأمر سوءًا، واختتم حديثه بأنه يضع دومًا خطط بديله لتوقعه بأن مجال عمله سيظل مُهددًا لمدة ليسب بقصيرة.

تابع مواقعنا