الدنيا ربيع والجو بديع.. "الفسيخ الدمياطي".. طقس "الفيومية" في شم النسيم (صور وفيديو)
يعد شراء الفسيخ طقسًا أساسيًا من طقوس الفيومية في شم النسيم، فقبل شهر رمضان المُبارك، كان الفيومية يستعدون ويجهزون الفسيخ على مائدة الإفطار صباحًا مع البصل الأخضر، ويتناولون معه أقراص الطعمية الساخنة، و تزامنًا مع صيام الشهر الكريم، أصبح الإقبال متوسطًا على شراء الفسيخ هذا العام.
ومن المعتاد أن الفيومية، يذهبون إلى "الدمياطي"، في شم النسيم، صاحب أول وأقدم محل فسيخ بالفيوم، عام 1938، على مستوى مدينة وقرى الفيوم، ويعوّد اسم الدمياطي نسبة إلى الجد الأكبر، حيث توارث الأجيال هذه المهنة أبًا عن جد، وهم من الأساس من محافظة دمياط، جاءوا إلى الفيوم مُنذ عدة سنوات، وأصبحوا أصحاب مشروع الفسيخ والأسماك المملحة بالفيوم.
وفي شم النسيم.. “القاهرة 24” التقى حفيد الدمياطي صاحب أول محل فسيخ وأسماك مملحة بالفيوم.
قال عادل متولي عوّض الدمياطي، صاحب محل الدمياطي للأسماك المملحة بالفيوم: محل الدمياطي من أقدم المحال على مستوى محافظة الفيوم، وأول محل للأسماك المملحة و الفسيخ بالمحافظة مُنذ عام 1938، وتم وراثته أبًا عن جد، وكل شخص تولى العمل فترة بالمحل جعله أفضل، وقدم له تطورًا ملحوظًا، ولدينا ثقة قوية من المواطنين تدفعنا دائمًا للتطوير.
وتابع الحفيد، الدمياطي هي نسبة للأصل فمن الأساس نحن دمايطة من محافظة دمياط، وجاء الأجداد والآباء مُنذ سنوات عديدة إلى الفيوم، لعمل مشروع الأسماء المملحة، فوجدوا أن أكثر محافظة ملائمة لهذا المشروع الفيوم، بلد الثقافة والتراث ومناخها الخلاب، ومع السنوات أصبح اسم الدمياطي، علمًا بالمحافظة.
سر شراء الفسيخ من دسوق بكفر الشيخ
وأضاف عادل الدمياطي، “نشتري الفسيخ من أكبر التجار بدسوق بمحافظة كفر الشيخ، فدسوق الموزع الأساسي للقاهرة والمحافظات المجاورة، لديهم إمكانيات عالية جدًا في التصنيع، أما عن الملوحة، فنشريتها جاهزة من محافظة أسوان، مصنعه هناك، ويتم حفظها بشكل صحي بالفيوم”.
الفسيخ في زمن كورونا
أكد الدمياطي، أنه يتبع الإجراءات الاحترازية الكاملة، للوقاية من فيروس كورونا، فضلًا عن أن العاملين بالمحل دائمًا ما يرتدون الكمامات والقلافز الطبية، مع التعقيم المستمر، والتطهير، ونلتزم بمسافة بين الزبائن، كإجراء احترازي ووقائي من الوباء.
كيف أثر كورونا على الدمياطي في شم النسيم؟
وأكد الدمياطي، أن فيروس كورونا أثر من ناحية الوقت فقط، قبل كورونا كنا ننتظر هذا الموسم، الخاص بشم النسيم، كنا نسهر حتى الفجر لتجهيز طلبات الزبائن، ولكن مع وباء كوفيد 19، يتم الالتزام بمواعيد الغلق المقررة، ويتم غلق المحل مبكرًا حسب المواعيد المقررة.
وقال الحفيد، كدمايطة ما زالنا على تمسك تام بالبلد والأصل، ونحضر الأسماك وتحديدًا السردين من دمياط، نشتريه طازة ونقوم بتخزينه في الفيوم، على النهج الدمياطي، لذا يكون طعمه مميزًا، و نحن كأسرة نزور بلدنا سنويًا في المناسبات، ومازلنا على صلة بها مستمرة.
ولفت عادل الدمياطي، إلى أنه يتم فحص الأسماك جيدًا، لإن العمل في هذا المجال "حساس"، حملات الرقابة تمر ولم تجد لدينا أية مخالفات، فكل شيء بالمحل سليم بنسبة 100%.
شم النسيم في زمن كورونا
وأوضح حفيد الدمياطي، شم النسيم اختلف كثيرًا معنا هذا العام، تزامنًا مع شهر رمضان المبارك، والإقبال غير كل عام، فمتوسط إلى حد ما، فكل عام يكون الإقبال كثيف جدًا، ولكن مع الصيام قل الإقبال.