الاختيار2.. تفاصيل استشهاد العميد شكري رياض ضحية مذبحة مديرية أمن أسيوط بتخطيط عاصم عبد الماجد
عرضت الحلقة الـ21 من مسلسل الاختيار2، أسماء الضباط الذي استشهدوا يوم 8 أكتوبرعام 1981، أثناء هجوم الجماعات الإرهابية على مديرية أمن أسيوط وراح ضحية هذه المذبحة الدموية 118 شخصا من جنود وضباط الشرطة، أبرزهم العميد شكري رياض والرائد حسن الكردي والملازم أول أحمد وحيد.
بعد نجاح أعضاء تنظيم الجماعة الإسلامية في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس السادات يوم 6 أكتوبر 1981، أثناء حضوره العرض العسكري، أثناء الاحتفال بانتصارات الجيش المصري المجيدة.
عقد ما يسمى "مجلس شورى الوجه القبلى للجماعة" اجتماعا فى أحد أحياء أسيوط بقيادة الإرهابيين كرم زهدي، وعلى الشريف وعاصم عبد الماجد، أسفر الاتفاق على استهداف خمسة أماكن للأمن فى أسيوط هي مديرية الأمن، وقسم ثان والدورية اللاسلكية، ومباحث أمن الدولة والمباحث الجنائية ونقطة شرطة إبراهيم، ثم الزحف بعد ذلك إلى محافظات الوجه البحري.
الساعة الثالثة صباحا يوم 8 أكتوبر 1981، كانت دورية مرور ليلية من الشرطة تقوم بعملها المعتاد فى عيد الأضحى، وضبطت الدورية ثلاثة رجال كانوا ضمن مجموعة تركب سيارة ربع نقل، حيث اشتبهت الدورية بأنهم من أتباع الجماعة الإسلامية، واقتيد هؤلاء الثلاثة إلى قسم ثان أسيوط، وأودعوا بحجز القسم بدون مناقشتهم ومعرفة هويتهم، أو حتى بدون معرفة أسمائهم، وبعد حوالى ساعة قام أحدهم بالطرق بشدة على باب غرفة الحجز من الداخل، يصرخ بصوت عال ليحاول أن يبلغ عما سيحدث ولكن أحدا لم يستمع إليه.
قبل موعد صلاة عيد الأضحي بنصف ساعة انتشرت قوات الأمن، وتفرقت على مساجد أسيوط لتحرسها بلا سلاح، حتى لا تستفز المصلين، وخلت مديرية الأمن من ضباطها وجنودها، وفى الساعة السادسة صباحا وقفت سيارة بيجو 404 لونها الأصلى أبيض تم طليها طليا رديئا باللون الأزرق ورقم لوحتها 12600 ملاكي القاهرة مكتوبة باليد، وسيارة أخرى فيات 125 جديدة تحمل الرقم 1172 ملاكى سوهاج أمام مبنى مديرية الأمن، ونزل من السيارتين ثمانية أفراد مسلحين وفتحوا نيران أسلحتهم الآلية على جنود الحراسة، ولم تتح لهم الرد بإطلاق النار من المفاجأة، وسقط الملازم أول أحمد وحيد عند مدخل المديرية، ووجدوا العميد شكري رياض مساعد المدير مرتديا بيجامة فى استراحة المديرية، فأردوه والرائد حسن الكردى و16 سائقا و32 خدمة مسلحين بالرشاشات.
استولى الإرهابيون على 30 بندقية سلاح ومدفعين من طراز برن، وأخذوا مواقع على سطح المبنى، وفى لحظة الهجوم نفسها كانت هناك سيارة تجوب شوارع المدينة تحمل مجموعات مسلحة وتطلق النار على جنود الحراسة، وعلى عجلات وسيارات رجال الشرطة، وفى الوقت نفسه اتجهت مجموعة إلى مبنى مركز شرطة قسم ثان فى شرق أسيوط لاحتلاله وكان فيه 174 جنديا و30 ضابطا، واتجهت مجموعة أخرى إلى مركز شرطة قسم أول فى غرب أسيوط لاحتلاله وكان فيه 112 جنديا و4 ضباط، وكان فى قسم مباحث التموين 114 جنديا و3 ضباط.
وبعد انتهاء مهمة هذه المجموعات انطلقت إلى مبنى المديرية، حيث أصيب عاصم عبد الماجد بثلاثة أعيرة نارية بركبته اليسرى والساق اليمنى فعجز عن الحركة، وتولى القيادة من بعده على الشريف الذى أصيب بدوره بثلاث رصاصات نفذت اثنتان منها بالجانب الأيسر، وعندما عجز عن الحركة، تولى فؤاد حنفى القيادة، ورأى خطورة الموقف فانسحب وهرب، واستولى على سيارة لورى شرطة وتمكن من نقل زملائه المصابين بداخلها.
وخرجت مجموعة أخرى بقيادة ناجح عبد الله مكونة من تسعة أفراد، توجهوا مترجلين إلى مباحث التموين، وأطلقوا النيران على من في المبنى، ثم توجهوا إلى قسم أول أسيوط، واستولوا على ما فيه من ذخائر، وهناك أصيب عبد الله وبعض زملائه، وعندما رأى أنهم لا يستطيعون المقاومة هرب بواسطة دراجة بخارية، أحضرها له أحمد السيد رجب.
وفى التوقيت نفسه استقل كرم زهدي وعصام دربالة وغيرهما سيارة فيات 125 وكان سائقها خالد حنفى إلى منطقة الجمعية الشرعية، وانضموا إلى زملائهم، وحاول دربالة إلقاء قنبلة فانفجرت به، وتناثرت شظاياها في جسده، فنقل إلى السيارة وتوجهوا إلى طريق الغنايم قاصدين إلى الجبل، وشعرت الشرطة هناك بوجودهم، فقبض النقيب أحمد جابر مكارم على كرم زهدي وعصام دربالة، وتم ترحيلهما إلى القاهرة، وبلغ عدد ضحايا هذه المذبحة الدموية 118 شخصا من جنود وضباط الشرطة ومواطنين في أسيوط بخلاف عشرات المصابين.