تتلمذ على يد المرسي أبو العباس.. قصة ضريح سيدي ياقوت العرش بالإسكندرية
مسجد وضريح العلامة العارف بالله سيدي ياقوت العرش، هو واحد من أكبر المساجد السبعة الموجودة بساحة منطقة سيدي المرسي أبو العباس في حي بحري بالإسكندرية، الذي يعد بشكله المعماري الفريد واحدا من أكثر المساجد السبعة بالمكان الذي يحافظ على المعمار الإسلامي بالطراز القديم.
وتستعد المشيخة الصوفية بالإسكندرية إلى الاحتفال بمولد سيدي ياقوت العرش، وذلك في ليلة 25 رمضان الحالي.
وفي هذا اليوم، يأتي المئات سنويا من المريدين إلى الساحة الخارجية لمسجد سيدي ياقوت العرش، لحي بحري بالإسكندرية الذي يوجد فيه ضريحه.
ومسجد ياقوت العرش، هو أحد أكبر المساجد في ميدان المساجد بمنطقة بحري، حيث يقوم على ستة أعمدة من الموزايك، وبها قواعد زخرفية وتعلوها تيجان عربية الزخارف، في الضلع الشمالي من صحن المسجد يوجد ثلاثة أبواب، الباب الأوسط يؤدي إلى الضريح وهو عبارة عن مقصورة مربعة من الخشب الثمين، المقصورة تقع في وسط الحجرة وبداخلها قبر ياقوت العرش يغطيه سِتر أخضر ويعلو الضريح قبة كبيرة.
فاطمة عماد الدين، خبيرة سياحية بالإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، توضح أن سيدي ياقوت، هو بن عبد الله الحبشي القرشي، والمُلقب بسيدي ياقوت العرش، وولد ببلاد الحبشة منذ نحو 700 عام، وكان مجيئه إلى الإسكندرية عن طريق الصدفة، عندما اشتراه تاجر للعبيد واصطحبه على متن سفينة، وسار بها وحينما اقتربت السفينة من الإسكندرية هاج البحر، وأوشكت المركب على الغرق، فقرروا النزول للإسكندرية.
وبعد نزولهم لأرض الإسكندرية، عرض التاجر "سيدي ياقوت" على الشيخ المرسي أبو العباس فأخذه، وأعتقه، وتتلمذ على يده حتى صار أجل طلاب المرسي أبو العباس وقال فيه: "إذا شاهدته شهدت له بالولاية، وإذا شاهدك أشهدك الهداية".
وقام المرسي أبي العباس بتربيته، وتتلمذ على يديه، فعلمه علوم الدين، ثم قام على خدمته، فأحبه أبو العباس وقربه منه، ثم زوجه من ابنته السيدة "بهيجة" حفيدة الشيخ أبو الحسن الشاذلي.
وأصبح سيدي ياقوت العرش إمامًا في المعارف عبدًا زاهدًا وهو من أخذ العلم عن سيدي المرسي أبي العباس، وتولى الخلافة الشاذلية عقب وفاة أبي العباس المرسي، وسمّاه الشيخ أبو العباس بياقوت العرش، لأن قلبه كان دائمًا ينظر إلى العرش، وليس بالأرض، وكان يسمع أذان حملة العرش.
وتوفى ياقوت العرش في ليلة الثامن عشر من جمادي الآخرة سنة 732 هـ عن عمر يناهز 80 عامًا، وقبره وضريحه موجود داخل مسجده بمنطقة بحري بحي المساجد، ويعد مدخل المسجد يطل على الشارع الذي حمل اسمه من الجهة الغربية، وباب المدخل كبير وبه زخارف محفورة باسمه.
وقد أُسس في البداية مقام له، ثم بني حوله مسجد عظيم صار اليوم مزارًا لكل عشاق ياقوت العرش، إلى جانب مقام ومسجد صهره المرسي أبو العباس، وباقي مقامات الأولياء الموجودة في حي بحري.
وتقيم المشيخة الصوفية احتفالًا بذكرى مولد سيدي ياقوت العرش يوم 25 من رمضان من كل عام، ويأتيه مريدوه من كل بقاع الأرض ليتباركوا به.