"البحوث الفلكية" تكشف تفاصيل جديدة عن الصاروخ الصيني المحتمل اصطدامه بالأرض
كشف المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية تفاصيل جديدة عن الصاروخ الصيني Long March 5B (CZ- 5B) المحتمل اصطدامه بالأرض الذي أثار الذعر لدى عدد من سكان العالم والمهتمين بعلوم الفضاء.
المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لديه محطة لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي تم تدشينها في ديسمبر الماضي، وجارٍ الآن التواصل مع الجانب الصيني الذى يربطه علاقة تعاون علمي مع المعهد لتبادل أي بيانات قد تتيح مشاركة المعهد في مراحل تفصيلية من مراقبة ذلك الصاروخ.
وأكد الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن هذا الصاروخ تم فقدان السيطرة عليه وهو في محاولة للعودة غير المنضبطة إلى الأرض بعد إطلاقه من محطة الفضاء الصينية، حيث إنه من المرجح أن يسقط جزءا من الصاروخ الصيني Long March 5B الذي تم استخدامه لإطلاق الوحدة الأولى لمحطة الفضاء الصينية الأسبوع الماضي إلى الغلاف الجوي للأرض في الأيام المقبلة، ومن غير الواضح متى وأين سيهبط الحطام، بينما تشير البيانات المتاحة من مواقع مراقبة الأجسام الفضائية احتمالية دخوله للغلاف الجوي للأرض يوم 9 مايو المقبل.
وأوضحت الدكتورة سوزان صمويل، الأستاذ المساعد بقسم أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد، أنه كانت الصين قد أطلقت أول وحدة لمحطة الفضاء الخاصة بها في المدار في وقت متأخر من يوم الأربعاء الماضي 28 أبريل 2021، حيث أطلق صاروخ لونج مارش 5 بي (Long March 5B) بنجاح وحدة تيانخه (Tianhe) التي تزن 22.5 طن من وينتشانغ (Wenchang) يوم الخميس بالتوقيت المحلي.
وتابعت “انفصل تيانخه عن الجسم الرئيسي للقاذفة بعد 492 ثانية من الطيران، ودخل مباشرة مداره الأول المخطط له، لكن قاذفة البعثة (Long March 5B) وصلت أيضًا إلى المدار وتتجه بشكل غير متوقع إلى الأرض التي يبلغ وزنها 21 طنًا تقريبًا وطولها نحو 30 مترا، وتشير البيانات إلى أن هذا الصاروخ يدور في مدار حول الأرض بارتفاعات تتراوح بين 160 إلى 260 كم وبسرعة متوسطة تزيد قليلا عن 28 ألف كم؛ ما يجعله يكمل دورة كاملة حول الأرض في حوالي 90 دقيقة في مدار بيضاوي”.
وأوضحت صمويل أنه تم تصميم Long March 5B خصيصًا لإطلاق وحدات محطة فضائية في مدار أرضي منخفض، ويستخدم بشكل فريد جزء أساسي (مرحلة أساسية) وأربعة معززات جانبية لوضع حمولته مباشرة في مدار أرضي منخفض، ومع ذلك ، فإن هذه المرحلة الأساسية هي الآن أيضًا في المدار ومن المرجح أن تقوم بإعادة الدخول غير المنضبط خلال الأيام المقبلة، حيث يؤدي التفاعل المتزايد مع الغلاف الجوي إلى جذبها إلى الأرض، وإذا كان الأمر كذلك، فستكون واحدة من أكبر حالات إعادة الدخول غير المنضبط لمركبة فضائية، بينما توجد احتمالات، غير مؤكدة، بأن تهبط على منطقة مأهولة.
وعلى نسق آخر فإن معظم المراحل الأولى للصواريخ لا تصل إلى السرعة المدارية وتعود إلى الغلاف الجوي وتهبط في منطقة عودة محددة مسبقًا وتقوم بعض المراحل الثانية الأكبر حجمًا بإجراء مناورات للوصول إلى ارتفاعات منخفضة لتقليل تواجدها في المدار وتقليل فرص الاصطدام مع المركبات الفضائية الأخرى أو تعود للدخول الي الغلاف الجوي على الفور، ولكن هذا لم يحدث مع Long March 5B، فقد كانت هناك تكهنات بأن نواة Long March 5B ستؤدي مناورة نشطة للتخلص من نفسها، ولكن يبدو أن هذا لم يحدث.
وقد صرح وانغ جويه (Wang Jue)، القائد العام لمركبة الإطلاق Long March 5B في مؤتمر صحفي في Wenchang يوم الخميس الماضي، إن هذا الإصدار الثاني من Long March 5B قد شهد تحسينات على الإطلاق الأول، ولكن لم يتم الإعلان عن مناورة deorbit محتملة، حيث شهد الإطلاق الأول لـ Long March 5B أيضًا وصول المرحلة الأولى إلى المدار وإعادة الدخول غير المنضبط بعد ستة أيام، وحدثت عودة الدخول فوق المحيط الأطلسي وفقًا لسرب مراقبة الفضاء الثامن عشر التابع لقوة الفضاء الأمريكية.
الصاروخ يدور حول الأرض كل 90 دقيقة تقريبًا، بالتالي فإن تغيير بضع دقائق فقط في وقت العودة يؤدي إلى نقطة عودة على بعد آلاف الكيلومترات، كما أن الميل المداري لمرحلة Long March 5B الأساسية يقدر بـ41.5 درجة وهذا يعني أن جسم الصاروخ يمر شمالًا بعيدًا قليلاً عن نيويورك ومدريد وبكين حتى جنوب تشيلي وويلينجتون، نيوزيلندا، ويمكنه إعادة الدخول في أي نقطة داخل هذه المنطقة.
كما أنه من المستحيل حتى الأن التنبؤ أين ومتى سيهبط Long March 5B، وتعتمد سرعة هذه العملية على حجم وكثافة الجسم كما تعتمد عل عدة متغيرات اخري منها التقلبات الجوية وعلى متغيرات أخرى التي تتأثر نفسها بالنشاط الشمسي وعوامل أخرى.
وقد تحترق المرحلة الأساسية لـLong March 5B في الغلاف الجوي للأرض عندما تسقط خارج المدار، لكن قطعًا كبيرة من الحطام يمكن ألا تحترق عند العودة، بينما من المرجح أن يسقط الحطام في المحيطات التي تغطي معظم الكوكب، فإنه لا يزال من الممكن أن يهدد المناطق المأهولة.