سيدي أحمد المتيم.. رحلة حفيد الإمام الحسين من المدينة المنورة إلى الإسكندرية (صور)
علي بعد خطوات من حديقة الشلالات بالإسكندرية، وببداية الحي اللاتيني بشارع السلطان حسين، الذي يعتبر من أرقي مناطق وسط المحافظة، يوجد مسجد كبير ذا مئذنة يصل ارتفاعها قرابة 25 مترا، وعليه لافته بأنه مسجد وضريح شيخ الصوفية "سيدي أحمد المتيم".
موقع هذا الضريح أمر غير مفهوم لدي غالبية مواطني الإسكندرية، فلا يقع مع الـ12 ضريحا بميدان المساجد بمنطقة المرسي أبو العباس، ولا بالمناطق الأخرى التي تم نقل أضرحة إليها على مختلف العصور، إلا أن وجود هذا الضريح الذي سبق بناء المسجد في هذا المكان له قصة بدأت منذ اكتشافه صدفة في فترة السبعينات أثناء تطوير موقع حديقة الشلالات.
سيدي أحمد المتيم، هو ابن على زين العابدين ابن سيدنا الحسين ابن على بن ابى طالب رضى الله عنه، وهو من آل البيت جاء إلى مصر في فترة الفتح الإسلامي بصحبة والده وأخوته منذ أن كان صغيراً، وظل فيها إلي توفاه الله بمحافظة الإسكندرية.
المسجد يتكون من طابق واحد مرتفع، ومصمم على الطراز الإسلامي القديم، وبه شبابيك على هيئة مشربيات إسلامية، يعلوه لوحة رخامية مدون عليها جملة “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الأخر”، وبجوارها لوحة مضيئة ملونة مدون عليها اسم “مسجد سيدي أحمد المتيم”، والمُنشأ في 10 شعبان عام 1297هـ، و26 يوليو عام 1977م.
داخل المسجد تجد العديد من التدوينات الإسلامية والأشعار الصوفية المنحوتة على الجدران، وسط زخارف معمارية، أما السقف فهو عبارة عن لوحة فنية زخارف ونقوشات بكتابات من الآيات القرآنية الكريمة، التي تشغله بالكامل.
وينقسم المسجد إلى قسمين، القسم الأول وهو مصلى للرجال داخل المسجد، أما القسم الثاني فخصص لصلاة النساء وهو خلف المسجد الكبير، ويوجد بالناحية الجانبية المحراب، ويفتح بالجدار المجاور لها فتحة باب مستطيلة تؤدي إلى الضريح.
بمجرد دخولك الضريح تجد ضوء أخضر منبعث من الأنوار والمصابيح وكساء الضريح، جميعهم باللون الأخضر الذي تتميز به جميع الأضرحة الخاصة بآل البيت الصوفي، لكونه يرمز إلى الطهارة والنقاء.
أمام الضريح فتجد حوله عدد كبير من المصاحف والأوراق، وبجواره صندوقا كبير الحجم مكتوبا عليه ورقة تشير إلى كونه صندوق النذور، وهو الصندوق الذي يضع فيه الزائرون ما تجود به أنفسهم.
قال الشيخ جابر قاسم، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية ونقيب أضرحة أولياء الله الصالحين بالإسكندرية، إن سيدي أحمد المتيم، اسمه الأصلي هو أحمد بن سيدي علي زين العابدين بن سيدنا الحسين بن سيدي علي بن أبو طالب، مشيرا إلى أنه دخل مصر مع السادة آل البيت الذين نزحوا من المدينة المنورة، برفقة السيدة زينب رضي الله عنها، ونزح سيدي أحمد المتيم إلى الإسكندرية ومعه والده و4 من أخوته.
وأضاف "قاسم"، في تصريحاته الخاصة لـ"القاهرة 24"، أن اكتشاف مقام سيدي أحمد المتيم جاء في عام1976، أثناء قيام محافظة الإسكندرية بأعمال تطوير بمنطقة حدائق الشلالات، فظهرت رفات 4 أولياء تم دفنهم وبجوارها أسماء أصحابها، الذين كانوا سيدي أحمد المتيم وأخوته الثلاثة، فتقرر حينها نقلهم إلى ميدان المساجد بمنطقة سيدي أبي العباس المرسي.
ويسرد "قاسم"، أنه أثناء نقل الأربعة أضرحة، فوجئوا القائمين على عملية النقل بأن التابع لسيدي أحمد المتيم ثقيل جدا لدرجة أنه لم يتمكن الجميع من حمله بأي وسيلة، فتم إبلاغ الشيخ الشعراوي، بالواقعة وكان تفسيره للأمر أنه يريد أن يدفن مكانه ولا يبعد عنه.
وبعد أن علم الشيخ محمد متولي الشعراوي بهذا الأمر إلى الإسكندرية وتم اختيار المكان لتحويل مكان الضريح لمسجدا، وتم وضع حجر الأساس بحضور الشيخ الشعراوي، ووزير الأوقاف في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وذلك في عام 1977.
وبعد هذه الواقعة أصبح مسجد سيدى أحمد المتيم يتواجد في شارع السلطان حسين بمنطقة الشلالات، وعلى بُعد خطوات من دفن والده على زين العابدين بشارع فؤاد، وتم افتتاح المسجد عام 1978، وفي العشر الأواخر من شهر رمضان كل عام، تقيم المشيخة الصوفية حضرة لإحياء ليلة كاملة بالذكر والقرآن له.