الصاروخ الصيني.. ما احتمالات تسببه في خطر على الأرض؟
يعيش العالم حالة من الهلع منذ إعلان السلطات الصينية قبل أيام خروج صاروخها "لونغ مارش 5 بي" عن السيطرة خارج المدار الأرضي، الذي من المحتمل أن يضرب الأرض أي لحظة هذه الأيام، فيما أبلغت قيادة الفضاء الأمريكية أنه لا يمكن تحديد مكان سقوط الصاروخ إلا قبل ساعتين فقط من وصوله لسطح الأرض.
وأثار هذا الحدث جدلا واسعا على مستوى العالم، حيث لا يعلم موعد أو مكان سقوطه تحديدا في أي نقطة على الكرة الأرضية، فما الخطر المحتمل حدوثه جراء هذا؟
احتمالات تضرر الأرض بسبب الصاروخ الصيني
حول ذلك يقول الدكتور أسامة شلبية، مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة القاهرة، إن المشكلة الرئيسية تكمن في الوزن الذي تبلغه الأجزاء المكونة للصاروخ والمقدرة بنحو 22 طنا، موضحًا أن العودة يجب أن تكون محددة بمسار ومدار وتوقيت معينين؛ وغالبا ما تستهدف المحيطات أو المناطق غير المأهولة بالسكان، وهو ما فشلت الصين في تنفيذه بعد خروج الصاروخ عن سيطرتها.
اقرأ أيضا: جلوبال تايمز: من المتوقع سقوط الصاروخ الصيني في المياه الدولية
ونوه بأن وجود النفايات الفضائية في حد ذاته هو مشكلة أساسية لا يمكن التغاضي عنها، ويجب البحث في كيفية التخلص منها حيث أن وجودها يسبب خطرا شديدا ومتناميا بالنسبة لاستخدامات الفضاء السلمية أو النشاط الفضائي للبشر خارج الأرض.
واستطرد عالم الفضاء المصري أن تلك الأجزاء أو الأجسام العائدة ترتطم بالغلاف الجوي بسرعات هائلة تصل إلى 1200 ميل في الساعة، مبينا أن بعض الأجزاء تحترق حال الاختراق إلا أن الأجزاء الكبرى تظل كما هي دون أن تتفتت، وتكمل عملية الاختراق وصولا للأرض، ما يسبب خطورة كبيرة جدا على البشر حال ذاك.
وأضاف "شلبية" أن الوقت قليل جدا للتنبؤ بمكان وزمان ارتطام الصاروخ، حيث يلعب جهل موعد عودته للأرض وعدم القدرة في التحكم في مساره الدور الأكبر في ذلك، ما يجعل هناك احتمالية لسقوط الصاروخ على منطقة مأهولة أو غير صالحة لاستقباله كالموانئ أو المطارات.
رغم ذلك، يتوقع شلبية كغيره من علماء الفضائيات سقوط الصاروخ في إحدى المحيطات بنسبة أكبر من سقوطه على منطقة مأهولة، حيث تغطي المياه نسبة 70% من الكرة الأرضية.
وبين مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة القاهرة أن المشكلة لا تقف عند فقدان السيطرة فقط، بل تمتد إلى اختلال المسار نفسه، علاوة على أن "السرعة التي تكون عليها تلك الأجسام عادة ما تكون أعلى من قدراتنا على التنبؤ بها، الأمر يعدو خروجًا عن القوانين الحاكمة للصاروخ والتي وضعت لتتبعه وحددت موعد ومكان عودته"، موضحاً أنه في ضوء ذلك يمكن الآن تتبع تلك الأجزاء، لكن من الصعب التنبؤ بالمكان والزمان.
في سياق متصل، طمأن الدكتور فاروق الباز، مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية، الناس، بقوله إن ما حدث مع الصاروخ الصيني صاروخ "لونغ مارش 5 بي" أمر وارد الحدوث وأنه لا داعي للخوف، مضيفا أن الصين لا زالت حديثة العهد برحلات الفضاء ومن الوارد عدم سيطرتها على الأمر.
اقرأ أيضا: بالمليارات.. قانوني يوضح عقوبة الصين حال تضرر أي دولة من "الصاروخ التائه"
وتابع أن لا أحد يعرف أين سيسقط الصاروخ، ولا يوجد أي طريقة للتحكم به، ما يزيد حالة التخوف من سقوطه على أي بلد بالرغم من أن ذلك لم يحدث من قبل، لكنه وارد، ولو حدث ذلك سيتسبب في أضرار بالطبع، فسقوطه على اليابسة مثلا من شأنه إحداث فجوة بها، وهذا أمر معتاد نتيجة الارتطام.
وفي محاولة لقتل خوف الناس، قال عالم الفضاء المصري إنه في السابق كان هناك جزء كبير من مركبة فضائية تدعى "سكاي لاب" أمريكية، وكانت هناك حالة من التخوف من أنها قد تعرض سطح الأرض لعدد من المشكلات، وكان التخوف الأكبر من سقوطها في أستراليا، إلا أن ذلك لم يحدث، وسقطت بالفعل داخل المحيط"، مشيرا إلى أنه "غالبا هذا ما سوف يحدث مع الصاروخ الصيني سيسقط في إحدى المحيطات، نظرا لأن كوكب الأرض أغلبيته العظمى ماء، في إشارة إلى وجوب التزام الهدوء وعدم التخوف من الأمر.
جدير بالذكر أن هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها في مجال الفضائيات، حيث سبق وسقطت أجزاء من صاروخ "فالكون 9" الذي كان تابعا لشركة "سبيس إكس" الأمريكية عام 2015، إلا أن حجم الصاروخ الصيني صاحب المشكلة الحالية يبلغ 7 أضعاف الصاروخ الأمريكي.