طقوس وخرافات حول الجمعة اليتيمة.. تعرف عليها
الجمعة الأخيرة في شهر رمضان المبارك، يُطلق عليها البعض "الجمعة اليتيمة" ويخصونها بتقاليد وسلوكيات يرفضها الشرع لأنها ليس لها أساس من الصحة ولا أصل شرعي لها، وكان بعض المسلمين يحتفلون بآخر جمعة في رمضان ويحيونها بصلاة الجمعة في مسجد عمرو بن العاص لفترة قريبة.
سبب تسمية الجمعة اليتيمة بهذا الاسم
يأتي سبب تسمية آخر جمعة في رمضان بذلك الاسم يعود إلى أن الجمعة التي تليها ستكون في شهر شوال فلن تأتي مرة أخرى إلا بعد سنة، لذلك ينظروا إليها أنها لا يمكن تعويضها.
لم تكن تلك النظرة قاصرة على المصريين فقط بل إن هناك الكثير من المسلمين حول العالم يخصون الجمعة الأخيرة من شهر رمضان باهتمام كبير على الرغم من أن لا فرق بينها وبين أول جمعة في رمضان.
طقوس الجمعة اليتيمة
يجتمع المسلمين من أنحاء العالم في مسجد عمرو بن العاص، المشهور باسم "تاج الجوامع"، لأداء صلاة الجمعة، وهو تقليد قديم منذ عام 1805، ومثلما كان الشعب متهمًا بتلك الطقوس كانت الأسرة الحاكمة في مصر تحافظ عليها.
في العصر الفاطمي كان الخليفة يحرص على أداء صلاة الجمعة الأخيرة في مسجد عمرو بن العاص وإلقاء الخطبة، وكان الخليفة يأتي في موكب مهيب يرتدي ملابس بيضاء اللون، ويُفرش المسجد بفرش خاص من الحرير، وتعلق على المحراب ستارتان من الحرير الأحمر عليهما عدد من قصار السور، وكان قاضي القضاة يقوم بتبخير المنبر بأجود أنواع البخور بواسطة مبخرة مصنوعة من الفضة المطعمة بالذهب، وفقا لما جاء في كتاب (شهر رمضان في الجاهلية والإسلام) أحمد المنزلاوى.
أما عن السودان فهم يحتفلون بالجمعة اليتيمة في طقوس خاصة بهم، حيث يسمون آخر خميس في رمضان بـ"الرحمتات" ويقومون بتوزيع صدقات والطعام على أرواح موتاهم للفقراء والمساكين، وأيضًا يُوزع الطعام على الأطفال، وهو شبيه بوجبة الفتة المصرية الشهيرة، وأيضًا المشروب المحلي السوداني الشهير المسمى بـ"الحلومر" وهو منقوع التمر.
وفي فلسطين يتجمع الآلاف لصلاة آخر جمعة في رمضان "الجمعة اليتيمة" بالمسجد الأقصى ويحرصون على الاعتكاف في المسجد ليلة الجمعة وصلاة التراويح والفجر، وعلى الرغم من التعقيدات الأمنية وسلطات الاحتلال، يحرص المقدسيون على التجمع والصلاة في المسجد الأقصى في هذا اليوم.
خرافات حول آخر جمعة في رمضان
في كل سنة في مثل هذا اليوم يُنشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أن الصلاة في آخر جمعة في رمضان يقضي على الإنسان الصلوات الفائتة، إلا أن دار الإفتاء المصرية قد أصدرت بيانًا تحذر فيه من تداول ذلك الأمر مشددة أن هذا الكلام لا صحة ولا أساس شرعي له، وأوضحت أن الصلوات الفائتة لا تسقط عن صاحبها إلا بأدائه لها.
ومن الخرافات الأخرى التي يظنها البعض أن جامع عمرو بن العاص سيطير بالمصلين إلى الجنة يوم الجمعة الأخيرة من رمضان.