د. بولا وجيه يكتب: شاي من غير نعناع
قالت: "مكنتش اتخيل أني انكسر بالسهولة دي".
الموضوع مكانش صدفة ولا كان وليد موقف او لحظة معينة، لكن كان ناتج عن تراكمات ومشاعر كتير فضلت مكتومة جوة القلب من غير ما تتعاش او تتعبر عنها، كأن بنخاف نعبر عن الحزن لا نتفهم ضعاف، أو ان قلوبنا هشة، فمع الوقت، وبكثرة المواقف، بننكسر مع أقل موقف حتى لو يبان تافه او قليل.
الفكرة في أن حتى لو بتتحمل كتير، فأنت هتكون عامل زي حلة البريستو، او الحلة اللي بتطبخ باستخدام الضغط، عمرك ما تقدر تفتحها وتخرج الاكل من جواها، غير لما تفضي الضغط منها واحدة واحدة بدل ما تنفجر وتبوظ كل حاجة.
حتى هي نفسها بتديك اشارة أن الضغط جواها بقى عالي من خلال الصفارة اللي بتقعد تصفر علشان تعرفك أن الضغط خلاص بقى مالي الحلة من كل ناحية والاكل كمان استوى جواها.
وأكيد.. أنت كإنسان بيبان عليك علامات أن الضغط النفسي اللي عليك بقى كتير، بس من غير ما تصفر، بيبان عليك أنك بتميل، أنك بتقع بالبطيء، أنك محتاج للي يجي يسندك ويكون كتف أمين تتسند عليه من غير ما تخاف، من غير ما تفكر هيشوفك ازاي، أو هتقدم له في المقابل ايه!!
كل اللي بتكون محتاجه أنه يكون أمين.. يسند.. يدعم.. يقدم حب.. يمكن يكون الحب ده هو اللي بيفك غطا الحلة بشويش علشان يخرج الضغط المحبوس جوة.. وتخرج الحاجة اللي جواها وتبان براها بوضوح ومن غير تجميل.
القلب اللي انكسر في اقل موقف، كان فيه مواقف كبيرة وكتيرة قبله بتهد فيه من غير ما تاخد بالك، يمكن كنت بتعديها، يمكن كنت بتعرف تتجاوزها، لكن الحقيقة.. بتبقى المواقف دي عاملة زي الزلازل اللي مع الوقت بتسيب شروخ في الجدران والأساسات مبنقدرش نتفاداها مع الوقت.
جايز تبان العمارة من برا ثابتة وشديدة، ويمكن كمان ديكوراتها توحي للي يشوفها أنها حلوة وسليمة، لكن السكان اللي جواها هما اللي بيبقوا شايفين الشروخ اللي موجودة في الجدران نتيجة الزلازل والعوامل اللي مرت بيها العمارة.
يمكن اللي قدامك ميشوفش الجروح والشروخ الموجودة جواك، لكن المهم.. أنت شايفها وعارفها واخدت خطوة علشانها؟!، ولا سايبها وبتيجي على نفسك، لحد ما تيجي في لحظة وفي اقل موقف تلاقي قلبك انكسر علشان مثلاً حد قدملك الشاي من غير نعناع فيه؟!
اعرف قلبك.. واحتويه.. وإن كبر جرحك ضمه.. واقفل عليك بابك قصاد كل حاجة توجعه.. وافتح ابوابك بشدة لحد يكون امين عليك.. حد عارف انك لو وقعت.. فانت مطمئن أنه اول ايد تسندك.. وتقومك من جديد.
