قفزة قياسية في أسعار الأخشاب 340% خلال 12 شهرًا
قفزت أسعار الخشب عالميًا بنحو 340% خلال الاثني عشر شهرا الأخيرة، بينما بلغ الارتفاع في الأسعار نحو 67% منذ بداية عام مدعومة بتزايد الطلب ونقص المعروض، إذ تسجل أسعار الأخشاب مستويات قياسية خلال الأيام الحالية مادفع شركة "ويست فريزر تيمبر" “West Fraser Timber Co” الكندية لزيادة طاقتها الإنتاجية في خمسة مصانع للأخشاب تابعة لها في جنوب الولايات المتحدة، حيث تغذي طفرة بناء المنازل الطلب على الأخشاب.
وشكلت الزيادة الكبيرة في تشييد المنازل بسبب الوباء العام الماضي، مفاجأة لمنشآت تجهيز الأخشاب في أمريكا الشمالية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأخشاب إلى مستويات قياسية جديدة.
بلغت العقود الآجلة للخشب في الولايات المتحدة 1600 دولار لكل ألف قدم من الألواح، الأسبوع الماضي، للمرة الأولى، بزيادة أربعة أضعاف على أساس سنوي، ورغم الزيادة في الإنتاج، لا يزال الطلب يفوق المعروض مع استمرار شراء المنازل والتجديدات.
وقالت الشركة، في بيان مؤخرًا: “في قطاع الأخشاب، نتوقع استثمار ما يقرب من 150 مليون دولار في خمسة مصانع للأخشاب في جنوب الولايات المتحدة في إطار برنامج رأس المال الاستراتيجي.. ستعمل الاستثمارات في المصانع المستهدفة على توسيع طاقتها وزيادة الإنتاجية، ومزيج الهامش من الخشب ذو عرض وعمق من حجم اثنين في أربعة، مع تقليل تكاليف الإنتاج الثابتة والمتغيرة".
ووسط استمرار زيادة الطلب وتراجع العرض، رئيس غرفة منتجات الأخشاب والأثاث في اتحاد الصناعات المصري، أحمد حلمي، يستعرض في مقابلة مع قناة العربية، قال إن هناك عددا من الأسباب منها عودة الحياة بعد توقف دام أكثر من عام بسبب جائحة "كورونا"، متوقعًا أن تظل الأزمة حتى الربع الثالث من العام الحالي، وتسجل أسعار الأخشاب مستويات قياسية، مع ارتفاعها بنحو 67% منذ بداية العام الحالي وبنسبة 340% خلال 12 شهرا.
ويشهد الطلب على الخشب زخمًا قويًا لدرجة أن الرئيس التنفيذي لشركة "ريسوليوت فوريست" ريمي لالوند، قال إن سجلّ طلبات الشركة يتجاوز مخزونها.
وقال لالوند خلال مؤتمر عبر الهاتف إن نقص خدمات النقل بالشاحنات وعربات السكك الحديدية، أثرت بالسلب في الإمدادات خلال الربع الأول، فيما تحتفظ "ريسوليوت" بمخزونات إضافية، في وقت سجلت فيه أسعار الأخشاب ارتفاعات قياسية.
ولا تكفي المخزونات لتلبية طفرة البناء في أميركا الشمالية، لذلك تعمل الشركة على زيادة الإنتاج، إذ تَوقَّع لالوند ارتفاع الإنتاج بنسبة 7% خلال العام بالكامل.
وأضاف لالوند: "حجم مبيعاتنا الآن لم نشهده من قبل"، كما أن المخزون تراكم في أثناء ارتفاع الأسعار بما يمثّل "نوعاً من الصدفة السعيدة".
إيرادات قياسية
على جانب آخر، قالت شركة "كانفور"، إن شحنات الأخشاب تراجعت خلال الربع الأول بنسبة 7% عن فترة الأشهر الثلاثة السابقة، وربطت الشركة ذلك التراجع بظروف الطقس الشتوي القارس في جنوب الولايات المتحدة، وما نتج عنه من تعطُّل عمليات التسليم إلى جانب قيود النقل في كندا.
وأدى ارتفاع أسعار الأخشاب وتحسُّن إمدادات سوق موادّ "اللبّ الخام" العالمية، إلى تسجيل شركة "كانفور" دخلاً تشغيلياً قياسياً قدره 603 ملايين دولار كندي (490 مليون دولار أميركي)، بالمقارنة مع خسارة 88.8 مليون دولار كندي في العام السابق.
وقالت "كانفور" في بيان: "السعر الحالي غير مسبوق، ويفوق بشدّةٍ الارتفاع في تكاليف تلبية احتياجات الطلب في سوق غرب كندا، إلى جانب مشكلات الشحن إلى أمريكا الشمالية، نتيجة قيود النقل، إضافة إلى قوة الدولار الكندي".