طاليس الملطي فيلسوف يوناني تأثر بالحضارة المصرية القديمة

الفيلسوف طاليس الملطي يعده الكثير فيلسوف الثقافة اليونانية الأول، وكان واحدًا من حكماء اليونان السبعة، فهو كان رياضي وعالم فلك وفيلسوف، كما بحث في جميع مجالات المعرفة، والفلسفة، والتاريخ، والعلوم، والرياضيات، والهندسة، والجغرافيا، والسياسة، واقترح نظريات لشرح العديد من أحداث الطبيعة، وأسباب التغيير.

"قلب الجبل" تتألق على مسرح قصر ثقافة الطارف بالأقصر

"ثقافة سوهاج" تواصل فعاليات ليالي رمضان الفنية

وشارك أيضًا في مشاكل علم الفلك، وقدم عددًا من التفسيرات للأحداث الكونية التي شملت كيانات خارقة للطبيعة، وطرح طاليس العديد من الفرضيات الجديدة والجريئة، ومهد الطريق نحو السعي العلمي، كما يعد مؤسس مدرسة ميليسيان للفلسفة الطبيعية؛ حيث كان يهتم بالبحث عن المبادئ الأساسية ومسألة المواد الناشئة للمادة، وطور المنهج العلمي، وبدأ أول خطوات في التنوير الغربي.

كان لطاليس إسهامات عديدة في مجال الفلك وأبرزها تنبأه بظاهرة كسوف القمر الذي حدث عام 585 قبل الميلاد، ويوجد أقاويل تقول أن السجلات المصرية القديمة قد ساعدت طاليوس على التنبؤ بحدوث ظاهرة كسوف القمر، وكذلك تعد محاولته في تحديد الأفلاك السماوية بالنسبة للأرض من أهم دراساته حيث جعل النجوم هي الأقرب للأرض، من ثم القمر، ثم الشمس، وتعد دراساته التي أجراها في مجال الفلك الأساس الذي قام عليه علم الفلك في الحضارة الغربية.

تأثر طاليس بالحضارة المصرية القديمة وظهر ذلك بوضوح في دراساته والأبحاث الذي قدمها في مجال الرياضة، حيث أن تعلم أثناء زيارته لمصر الهندسة الرياضية وذلك من خلال تقدير طول ارتفاع الأهرامات من خلال قياس ظلها في الفترة التي يكون بها طول ظل الإنسان مساوٍ لطول قامته، وعندما عاد لليونان استكمل دراسته حول الهندسة النظرية، كان أول شخص يستخدم المنطق الاستنتاجي لإيجاد نتائج جديدة في الهندسة، ووضع عدة نظريات كانت بمثابة الأساس الذي قام عليه علم الرياضيات في اليونان.

كما هناك أقاويل تدور حول أن اكتشاف طاليس لمواسم السنة يعود إلى معرفته لطول العام من المصريين القدماء، حيث أن استطاع تقسيم العام إلى 365 يومًا، وكان يعرف عدد الأيام بين الانقلابات الصيفية، ومن ثم عرف طول السنة الشمسية، ويُقال أن طاليس حصل على ثروته من حصاد الزيتون بفضل توقعاته المناخيّة الصائبة، وفي إحدى السنين اشترى كل بذور الزيتون بعد توقعه مناخاً ملائماً لحصاد الزيتون في تلك السنة، وذكر أرسطو أن غرضه من ذلك ليس الثروة وإنما ليثبت للمواطنين أنَّ الفلسفة لها فائدة عملية وليس كما يظن العامَّة.

وكان لطاليس دور مهم في التاريخ، لم يكن طاليس كغيره من اليونانيين يصدق أن كل شيء قد حدث فقط لأن أحد الآلهة اليونانية أمروا بذلك فقط، لو يرفض طاليس الآلهة وكان يؤمن بأن الآلهة حاضرة في كل شيء، ولكنه يؤمن بأن فهم الآلهة بشكل جيد يعود إلى فهم المبادئ الأساسية للطبيعة. كان أول عالم في التاريخ، وبحث عن أنماط في الطبيعة لشرح الطريقة التي يعمل بها العالم بشكل علمي بدلًا من تصديق الخرافات.

أشهر مقولة لطاليس هي "الماء أصل الأشياء كلها"، حيث جعل طاليس من الماء الأساس والمبدأ الأوّل لجميع الأشياء، سواء كانت في شكلها الأساسي أو مصيرها النهائي، فقد اعتقد أن العالم يتكون من نصف كرة ترتكز على مسطح مائي لا نهاية له، وأن الأرض عبارة عن قرصٍ مستوي يطفو على سطح مستوي داخل الجسم النصف كروي.