28 رمضان.. رحيل مي زيادة بعد رحلة حافلة بالإبداع والحب والمرض النفسي
في يوم 28 رمضان 1360هـ الموافق 19 أكتوبر 1941م توفيت الأديبة اللبنانية الشهيرة "مي زيادة"، بعد أن قضت معظم أيامها الأخيرة في مستشفى الأمراض العقلية بلبنان، وبعد خروجها من المستشفى استقرت بالقاهرة حتى رحيلها.
ولدت ماري إلياس زيادة، المعروفة ﺑ "مي زيادة"، في الناصرة بفلسطين عام 1886م، لأب لبناني وأم فلسطينية، وانتقلت مع أسرتها إلى مصر، واستقرت هناك بعد أن عمل والدها محرِّرًا لجريدة المحروسة.
أجادت مي العديد من اللغات كالإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والإيطالية، والعربية، كما درست وطالعت كتب الفلسفة، والأدب، والتاريخ العربي والإسلامي.
كان لمي ندوة أسبوعية باسم "ندوة الثلاثاء" وكان يحضرها الكثير من فحول عصرها من أدباء وشعراء ونقاد، وكان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد، وأحمد شوقي، وعباس العقاد، وطه حسين، وشبلي شميل، ويعقوب صروف، وخليل مطران، ومصطفى صادق الرافعي، وغيرهم.
وقع الكثيرون في غرام مي زيادة، لكن قلبها لم يتعلق سوى بشخص واحد هو جبران خليل جبران على الرغم من أنهما لم يلتقيا على أرض الواقع، وظلت تحبه ويتبادلان الرسائل مدة عشرين عامًا!
لمي العديد من المؤلفات منها "أزاهير الحلم" وهو أول ديوان لها ونشر باللغة الفرنسية، وصدر لها بالعربية عدد من الكتب مثل "باحثة البادية"، كلمات وإشارات، المساواة، ظلمات وأشعة" بخلاف نشاطها في مجال الترجمة، ونشر لها العديد من المقالات والأبحاث في العديد من الصحف والمجلات الأدبية والفكرية مثل: المقطم ، والهلال، ، والمحروسة، المقتطف الزهور، والأهرام.
في آخر 12 سنة عاشت في مأساة حقيقية، حيث فقدت ثلاثة من أقرب الأشخاص إليها واحدًا تلو الآخر، هم والدها الذي توفي عام 1929م، ثم حبيبها جبران خليل جبران في عام 1931 هـ، وأخيرًا والدتها التي فارقت الحياة بعده بعام، كل هذه الأحداث المتتالية جعلتها تقضي بعض الوقت في مستشفى للأمراض النفسية، ثم خرجت بعدها وأقامت عند الأديب أمين الريحاني عدة أشهر، ثم عادت بعدها إلى مصر لتموت بالقاهرة في 1941.