الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أدباء وقعوا في حب مي زيادة

مي زيادة
ثقافة
مي زيادة
الإثنين 10/مايو/2021 - 05:26 م

"فراشة الأدب" كذلك كان لقب الشاعرة مي زيادة، وقع في حبها الكثيرون من الشعراء والأدباء، وتغزلوا فيها في كتاباتهم، فغازلها شيخ الشعراء إسماعيل صبري في إحدى قصائده قائلًا "وأستَغفر الله من بُرهَةٍ منَ العُمرِ لم تَلقَني فيكِ صَبّا". وحين دعا الشاعر حافظ إبراهيم، القاضي والشاعر عبد العزيز فهمي إلى الكلام، نظر هذا الأخير إليها وقال "النظر هنا خير من الكلام ومن الإصغاء".

مي وجبران.. علاقة حب بدون لقاء

نسمع عن الحب من أول نظرة، ولكن الحب قبل النظرة هذا هو العجيب، أحبت مي جبران بدون أن تلقاه وتراه بعد قراءتها لقصته "الأجنحة المنكسرة"، فأرسلت له أولى رسائلها تُعبر فيها عن مدى إعجابها بالقصة، ومن هنا بدأ تبادل الرسائل بينهما وتألف القلبين.

واعترف جبران بحبه لمي في إحدى رسائله، وقيل إن جبران أحب مي كما لم يحب رجلا من قبل امرأة، فكانت مي في حياته الصديقة، والحبيبة الملهمة وحلقة الوصل بينه وبين وطنه، وأن أكثر ما أحب فيها عقلها الذى تجلى في مقالاتها وكتبها، كما أحب حبها له إعجابها بشخصيته وإنتاجه الأدبي والفني.

كانت مي شديدة الحياء فلم تصرح بحبها لجبران إلا بعد 12 عام بالرغم من أنها بادلت جبران الحب منذ أول رسالة بينهما، ولعل ما ساعدها على أن تعترف بذلك الاعتراف عدم وجود جبران في مصر وأن الكلام بينهما على ورق فقط.

وقالت مي في أولى رسائلها التي تعبر فيها عن حبها لجبران "ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعنى به! ولكنى أعرف أنك "محبوبي"، وأني أخاف الحب.. الحمد لله أنى أكتبه على ورق ولا أتلفّظ به، لأنك لو كنت حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام". 
وجاء رد جبران عليها قائلًا "تقولين لي أنك تخافين الحب. لماذا تخافينه يا صغيرتي؟ أتخافين نور الشمس؟ أتخافين مدَّ البحر؟ أتخافين طلوع الفجر؟ أتخافين مجيء الربيع؟ لما يا ترى تخافين الحب؟".

ورغم هذا الحب الكبير الذي جمعهم إلا أن جبران لم يسعى في مرة أن يلتقي بمي، وكانت تبعث له برسائل تدعوه أن يأتي لمصر إلا أنه لم يأتي وهي لم تذهب له.

العقاد أسير في حب مي

وقع العقاد أسير في حب مي زيادة، فنظم لها القصائد وكتب لها الرسائل الغرامية ليتغزل فيها ويصف لها مشاعره، إلا أنها لم تكن تُجيب على رسائله، فأصبح يُغازلها علنًا أمامها ولم تكن تُجيبه سوى بإيماءة من أصابعها كالمنذر المتوعد، فتزداد حيرته لأنه لا يستطع تبين مشاعرها، هل تبادله الحب والعشق أم مشاعرها تجاه نفور وكره.

كانت قصة العقاد ومي من أشهر قصص الحب في حياة الشاعرة، هناك من يقول إن العلاقة التي جمعت بين العقاد ومي لم تكن إلا علاقة صداقة كبيرة، إلا أن رسائل العقاد لمي كانت تحمل بين طياتها مشاعر تفوق مشاعر الصداقة، ذهب البعض أن علاقة الحب كانت من طرف واحد، وهو العقاد، وأن مي أُعجبت بأفكار العقاد وشخصيته العصامية فقط.

ولكن كان الشاعر والكاتب الصحفي كامل الشناوي رأي آخر، فقد ذكر في كتابه "الذين أحبوا مي زيادة، وأوبريت جميلة"، أن الحب عصف بقلب العقاد ومي، إلا أن أساس العلاقة بينهما كانت العفة والحياء، وهذا كلام أحد اصدقاء العقاد، ولعل ما يؤكد هذا الكلام رسالة مي للعقاد التي بعثتها له أثناء سفرها خارج مصر "إنني لا أستطيع أن أصف لك شعوري حين قرأت القصيدة التي أرسلتها لي، وحسبي أن أقول لك أن ما تشعر به نحوي هو نفس ما شعرت به نحوك منذ أول رسالة كتبتها إليك وأنت في بلدتك التاريخية أسوان".

وتضيف مي زيادة "بل إنني خشيت أن أفاتحك بشعوري نحوك منذ زمن بعيد، منذ أول مرة رأيتك فيها بدار جريدة (المحروسة) إن الحياء منعني، وقد ظننت أن اختلاطي بالزملاء يثير حمية الغضب عندك، والآن عرفت شعورك، وعرفت لماذا لا تميل إلى جبران خليل جبران، لا تحسب إنني أتهمك بالغيرة من جبران، فهو في نيويورك لم يرنى ولعله لن يراني، كما أنني لم أره إلا في تلك الصور التي تنشرها الصحف".

وبالرغم من أن تلك العلاقة لم تُكلل بالنجاح، إلا أن مكانة مي في قلب العقاد لم تتأثر، فقد حزن على وفاتها حزنًا شديدًا ونظم قصيدة كاملة تحت عنوان "في رثاء مي" يستنكر فيها رحيل مي.

العاشق بصمت

كذلك أحبها الشيخ مصطفى عبد الرازق، شيخ الأزهر حينذاك، ولكن حياؤه كان يمنعه من أن يُصارحها بحبه، فقد كان يكتفي بأن يُعبر عن ذلك الحب عن طريق بضعة كلمات في رسائله لها، بالإضافة إلى حرصه على حضور الصالون الخاص بها كل أسبوع.

ولي الدين يكن ومي

"أعلمت الهوى الذى أخفيه؟ أي سر يا مي لم تعلميه؟"، بتلك الكلمات صرح الشاعر الجريء ولى الدين يكن بحبه لمي. لكن شقيقه يوسف حمدي يكن حذف كلمة "مي" من البيت وأضاف "في القلب" وهو يجمع ديوان شقيقه.

وكانت مي تعامل ولي الدين معاملة مميزة لأنه كان مُصاب بالربو، والربو في ذلك الوقت كان مرض ليس له علاج، واتجه الكثيرون أن مشاعر مي تجاه لم تكن حب بل إشفاق، إلا هذا الطرح تنفيه حقيقة العلاقة، لأنها كانت تلتقيه كثيراً، وكانت تشكو إليه ما يلم بها من أزمات نفسية، وقد زارته وهو مريض، فأنشد فيها شعراً قال فيه:
"تبدت مع الصبح لما تبدى، فأهدت إلى السلام وأهدى
تقابل في الأفق خداهما، فحيت خدّاً وقبلت خداً
لقد بدل الله بالبعد قرباً، فلا بدل الله بالقرب بعداً
تعالى فجسي بقلبك كبدي، إن كان قد أبقى لي الهجر كبدا". 
وعندما توفى لبست عليه الأسود عامين كاملين.

تابع مواقعنا