من أوكار درنة إلى "مشنقة مصر".. رحلة الإرهابي الليبي المسماري مخضبة بالدماء (صورة)
بوجه شاحب، وملامح منحوته، وعبارات دينية محفوظة، وتفسيرات مغلوطة، ويد ملطخة بالدماء، أطل علينا الإرهابي الليبي عبدالحميد المسماري، مساء ليلة السادس عشر من يوليو 2017، في لقاء حصري مع الإعلامي عماد الدين أديب وبدا عليه أنه يحفظ كثيرا من التفسيرات المتطرفة والنصوص التكفيرية التي تدعو لاستباحة الدماء واستحلال القتل والترويع والتخريب، حيث أعادت الحلقة 26 من مسلسل “الاختيار 2” مشهد ظهور الإرهابي وتصريحاته المتطرفة.
تسلل في الصحراء
كوّن الضابط المنشق عماد عبدالحميد، "الشيخ حاتم" جماعة إرهابية في ليبيا أثناء وجوده هناك لمساعدة مجلس شورى مجاهدي درنة وانضم له عناصر مجموعته للمشاركة في قتال قوات “حفتر” هناك وحصلوا على سلاحهم من بعض شيوخ الجماعات، وأغلب تمويل الجماعات كان من الصدقات والغنائم إضافة لما تساعد به الجماعات بعضها من أسلحة ثقيلة ومضادات طائرات، ثم انتقلت الجماعة إلى مصر لإقامة معسكر بها وإقامة عمليات ضد القوات المسلحة والشرطة بهدف إقامة الخلافة، وبعد دخولهم مصر انضم لهم مجموعة أخرى تمكنوا من استقطابها وكان بين المجموعة التي انضمت لهم عناصر شاركت في حادث دير الأنبا صموئيل في المنيا وكانوا حينها ينتمون لتنظيم أنصار بيت المقدس لكنهم انفصلوا عنه وانضموا لجماعة "الشيخ حاتم".
أهداف إرهابية
حملت اعترافات عدد من المتهمين المضبوطين في نفس الخلية (هشام عشماوي ومساعده) وآخرين أن المتهم اتفق مع آخرين لارتكاب جرائم إرهابية بأن اتحدت إرادتهم على ارتكاب جرائم قتل ضباط القوات المسلحة والشرطة وإتلاف أسلحتهم ومعداتهم واستهداف المنشآت العامة والحيوية في الدولة المصرية.
عملية الواحات
الإرهابي المتطرف ارتكب مع سبق الإصرار والترصد جريمة قتل 16 من ضباط وأفراد الشرطة من قوة مأمورية مداهمة الواحات البحرية بتاريخ 20 أكتوبر2017. بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على تنفيذ المهمة الإرهابية وقتل كل القوات بالواحات البحرية وأعدوا أسلحة نارية وذخيرة ومفرقعات، وترقبوا وصول المأمورية في أماكن مرتفعة أعلى “تبة” بمنطقة الحادث وأمطروهم بوابل من الطلقات النارية والقذائف من مختلف الأسلحة حيازتهم قاصدين إزهاق أرواحهم، وقد اقترنت تلك الجنايات بأخرى عاصرتها وهي شروعهم في قتل 12 من ضباط وأفراد الشرطة المدنية عمداً مع سبق الإصرار والترصد.
رهينة
مجموعة المسماري الإرهابية بعد تنفيذ الهجوم الإرهابي على المأمورية الأمنية قامت بخطف واحتجاز النقيب محمد علاء الحايس رهينة بغرض التأثير على السلطات ومن أجل مساومة الجهات الأمنية على تحرير أحد الإرهابيين المقبوض عليه، وقيامهم بسرقة أسلحة وذخيرة ومهمات قوات الشرطة المداهمة لمعسكر العناصر الإرهابية بالكيلو 135 بمنطقة الواحات البحرية.
الثأر للشهداء
تمكنت القوات المسلحة من قتل الإرهابي عماد عبدالحميد "الشيخ حاتم" و7 إرهابيين آخرين في قصف جوي للمنطقة الجبلية ونجحت في تحرير الضابط محمد الحايس، بعدما تم احتجازه رفقتهم، وألقت قوات مكافحة الإرهاب الدولي بالأمن الوطني القبض على الإرهابي الليبي عبدالرحيم المسماري حتى تمت إحالته للمحاكمة وصدور حكم بإعدامه تم تنفيذه في يونيو 2020.
حقيبة أموال
بيّنت أوراق القضية رقم 975 لسنة 2017 حصر أمن الدولة العليا والتحقيقات مع الإرهابي الليبي أن قائد خلية الواحات "الشيخ حاتم" وهو ضابط مفصول من الخدمة والإرهابيون الذين تسللوا من الحدود الليبية، عابرين إلى الحدود المصرية لارتكاب عمليات تخريبية وتفجيرات بالعمق وقال الإرهابي إن "حاتم" خرج من المعسكر بمنطقة الواحات 3 مرات ليلا، وأحضر عدة مؤن ومياه وبنزين، كما كان يحمل حقيبة كبيرة مليئة بالأموال المصرية أحضرها معه من ليبيا ولا يعرف عددها إلا هو فقط.
فأر في المصيدة
لمدة 12 يوما نفذت القوات الجوية والشرطة طلعات جوية وفرق بحث لتقصي آثر الإرهابيين الذين نفذوا عملية الواحات، وقال المسماري في اعترافاته: "بعد ما نفذنا العملية كلمت حد من ليبيا أسمه أبو خالد عشان يهربني وبعد ما حكيت له اللي حصل، وكان حصل قصف علينا مات مننا 6، وأنا الوحيد اللى نجيت، حتى ألقت قوات الشرطة القبض علي".
إعدام مستحق
لنحو 3 سنوات من المحاكمة، استنفذ فيها الإرهابي القاتل كل طرق ومراحل المحاكمة حتى قضت المحكمة بتاريخ 17 نوفمبر 2019 بإعدامه ونٌفذ فيه حكم الإعدام في 27 يونيو 2020 بعدما نسبت له المحكمة 6 تهم أبرزها الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، بأن انضموا إلى جماعة كتائب ردع الطغاة والتي تتبع تنظيم الفتح المتطرف، إحياء لتنظيم الميليشيات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي بدولة ليبيا.
بدلة حمراء
مرت سنوات قليلة حتى نجحت جهود القوات المسلحة والشرطة المدنية في حفظ الأمن والاستقرار ومواجهة الإرهاب والقضاء على فلول الخلايا الإرهابية وأظهر مسلسل الاختيار 1، و2 المخطط الإرهابي الذي واجهته مصر في الفترة التي أعقبت الإطاحة بالجماعة الإرهابية واعتصاماتهم المسلحة، وأذاعت الحلقة 26 بمسلسل الاختيار 2، صورة للإرهابي الليبي ببدلة الإعدام الحمراء.