ختم القرآن الكريم في رمضان.. عبادة وطقوس
يداوم المسلمون على قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك ليلًا ونهارًا، ويحرص الغالبية على قراءة جزء كل يوم بحيث يتم الانتهاء من القرآن كاملًا مع نهاية اليوم الثلاثين من الشهر، في حين أن البعض يختم القرآن مرتين وثلاث مرات في رمضان طمعًا في مزيد من الثواب.
ويُتلى بصورة منفردة أو جماعية، أو من خلال مشرفين دارسين لفنون التلاوة والتجويد، وحسب الباحث فؤاد مرسي في كتابه معجم رمضان هناك مصادر تاريخية تشير إلى عراقة هذا التقليد لدى المصريين، وأنه كان يحظى باهتمام خاص.
ففي العصر المملوكي كان ينظم احتفال موکبي يعد خصيصًا بمناسبة ختم القرآن، حيث كان يتم إنشاد القصائد، ثم يجتمع المؤذنون ليكبروا جماعة في موضع ختم القرآن، ثم يؤتى بفرس أو بغلة ليركبها القارئ الذي تولى الختمة، حتى بيته، وأمامه القراء يقرءون والمؤذنون يكبرون والفقراء يذكرون، وقد يضيف البعض إلى ذلك ضرب الطبل والدف والأبواق.
وينقل فؤاد مرسي عن الدكتور محمد رجب البيومي أنه عند الخاتمة كان لا بد أن توزع النفحة، وهي قطع صغيرة من الحلوى، يتبرع بإحضارها أحد الذاکرین طيلة شهر رمضان لتوزع على الذاکرین تذكيرًا بطعام أهل الجنة، ومنهم من يحتفظ بها كعلاج روحي للشفاء إذا نزل به داء، لأن جو الذكر والخشوع قد خلع عليها في اعتقاده ما يجعلها بعض أسباب الشفاء.
